طريق الخلاص
بين الثورة والحرب الأهلية، تبدو سوريا من خلال ما جرى فيها في السنتين الأخيرتين أقرب الى الاحتمال الثاني.
وإن أخطر أنواع الحرب الأهلية، في مثل منطقتنا، هي الحرب الطائفية التي تجري محاولات لإشعالها وإذكاء نارها في بلد يحوي العدد الأكبر من الطوائف والمذاهب بين دول المنطقة.
من تدمير المساجد وحرقها، وأهمها الجامع الأموي الكبير في حلب، إلى الاعتداء على الكنائس وتحطيم محتوياتها ونهبها، كما جرى في دير مار مارون في براد وسواه، والاعتداءات على الأضرحة ونبشها، كما في مقام الصحابي حجر بن عدي في بلدة عدرة، مرورا بقتل رجال دين مسلمين ومسيحيين وصولا إلى خطف المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم. كلها محاولات جرت، ولا تزال تجري، لاستجرار أبشع أنواع الحروب واستجلابها من قبل عرب ما عرفوا يوماً معنى الحضارة والتعايش، وغرب كان يستعمرنا بالأمس، وها هو يحاول العودة اليوم، وبعض الجاهلين في الداخل الذين باعوا أنفسهم للشيطان، متجاهلين أن النار ستحرقهم والدم سيغرقهم.
إن الثورة الحقيقية المنشودة هي أولا ثورة العلم، ثورة تحرير العقل من كل ما هو جامد ومعلّب، ونتائج ما يلي هذه من ثورات مرهون بنجاحها.
«لا إكراه في الدين» و«من له أذنان للسمع فليسمع»، فالله لا يفرض فرضاً. الله قناعة وخَيَار، فليعبد كل منا إلهه دون فرضه على الآخر.
لن تستقيم الأوضاع في بلداننا متعددة الطوائف والمعتقدات، ما لم نجعل علاقتنا غير منظورة مع غير المنظور.
ساري موسى