قطر والسعوديّة والإمارات والأردن وتركيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل والشيشان وباقي الجيش الإسلامي البن لادني العالمي لا يتدخّلون في سوريا. وحده حزب الله أخلّ بالصراع السوري الداخلي المحض عبر تدخّله في القصير. إسرائيل لم تخرق سيادة سوريا ولم تتدخّل في شأنها بغزواتها وقصفها المتكرّر. وحده حزب الله خرق سيادة سوريا الغالية. أطراف الصراع في لبنان لم تتدخّل في القصير، وعقاب صقر بائع متجوّل للحليب. وإعلان إرسال معدّات وأسلحة عربية وغربية إلى العصابات الموالية لقطر والسعودية وإسرائيل لا يُعدّ تدخّلاً بأي شكل من الأشكال، فلماذا إذن يصرّ حزب الله على جرّ سوريا إلى حرب تتعدّى حدودها؟ ألم يرَ الحزب حرص المعارضة المُسلّحة على السيادة الوطنية وعلى الاعتماد على الذات، والإصرار على الديموقراطية، على نسق أنظمة الخليج الديموقراطية؟ لماذا يريد الحزب إقحام عقيدته الدينية فيما ترفع الألوية المُسلّحة في سوريا شعارات علمانيّة وتدين بولائها لعتاة المفكّرين العلمانيّين، من أمثال ابن باز والعرعور والقرضاوي وشيخهم ابن تيمية؟ ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يدرس إصدار قرار ضد «تدخّل» مقاتلين أجانب في القصير، وهو عنى حزب الله فقط. ماذا دهاك يا حزب الله؟ يمكن الحديث عن استغلال تدخّل حزب الله في القصير، قبل التحدّث عن حزب الله في القصير. «نيويورك تايمز» تتحدّث عن الخبر على صدر صفحتها الأولى يوماً بعد يوم، كما تفعل صحف غربية وبنمط الاستفظاع والاستهجان نفسه. إعلام آل سعود وآل ثاني (وهذا إعلام من أسوأ ما صدر عن الإعلام العربي، وخصوصاً أن النفَس الطائفي _ المذهبي لم يبلغ هذا الدرك من قبل) يدقّ النفير ويكاد يعلن الجهاد على كل الطوائف السياسية والدينية التي تحيد عن صراط... التحالف الأميركي _ الصهيوني. أما إعلام المعارضة السورية المسلّحة وإعلام حركة 14 آذار السورية، فقد بدأ بحربه ضد حزب الله قبل أن يصدر الحزب موقفاً من الأحداث في سوريا. المواقف والتصريحات كانت جاهزة ومعلّبة.
ياسين الحاج صالح (وهو يُعتبر «مُفكّر الثورة») في صفحة على «فيسبوك» يصف حسن نصر الله بـ«الجعاري»، وموقع له يضخ كراهية للعلويّين _ كعلويّين. لو أن مقدار الكراهية ضد العلويّين والشيعة كان قد صدر ضد اليهود لكان مثقّفو الليبرالية الراسخون في مضارب النفط والغاز قد تنادوا لحمل الشموع في الساحات العامّة ولكانوا قد طالبوا بتدخّل مجلس الأمن. إن إقحام حزب الله في الصراع السوري بدأ من قبل المعارضة المسلّحة والعصابات التي كانت تأتمر بأمر الحكم السعودي والقطري والأميركي منذ بداية الانتفاضة المسلّحة. لم يعد التزييف يسري: لقد أصدرتُ أنا ورفاق لي بياناً ضد النظام السوري عند بدء الأزمة، وسخرنا في البيان من نظريّة العصابات المسلّحة التي تجول في سوريا وتمعن قتلاً وحرقاً وتفجيراً. أعترف أمامكم وأمامكنّ بأنني أخطأت، لا في نقد النظام الذي لا أتراجع عنه، لكن أنا اليوم على اقتناع بأنّ العصابات السعودية والقطرية والإسرائيلية وفريقاً كاملاً في المعارضة السوريّة المُسلّحة يأتمر بأمر العدوّ وينفّذ بالنيابة عنه تفجيرات واغتيالات بالجملة، حتى تلك التي لا علاقة لها بمقارعة النظام. كذلك إن تنسيقاً واضحاً ظهر من قبل الجيش السوري الحرّ _ وهو مثل عصابات القبائل في العراق وأفغانستان يعمل بالأجرة _ مع العدوان الإسرائيلي: في الساعات التي تلت الغارات الإسرائيليّة الأخيرة، ظهرت أبواق للجيش السوري الحرّ وللائتلاف الوطني على شاشات آل سعود وآل ثاني وبثّت حرباً نفسية وما يُسمّى المعلومات المُغرضة من أجل إحداث تغطية لعدوان العدوّ. واحد من أبواق الجيش السوري الحر كرّر على شاشة صهر الملك فهد، «العربية»، أن وحدات بحالها انشقّت عن جيش النظام لمجرّد حصول العدوان. كان هذا هو المُبتغى وبتنسيق مع العدوّ بالتأكيد. الذين عاشوا وعشن حقبة الحرب الأهلية اللبنانية خبِروا طريقة التناغم بين العدوّ وبين أعوانه وعملائه في بلد ما. وقد أفاض عضو في قيادة 14 آذار (وكان قد اعتقل قبل سنوات بتهمة التخابر مع العدوّ الإسرائيلي) في الحديث عن إشراف إسرائيل على أجهزة الإعلام الكتائبيّة أثناء الحرب. والذين كانوا بإمرة إسرائيل في السبعينيات ضخّوا الدعاية عن أن إسرائيل لا تقصف لبنان إلا ردّاً على عدوان «الفلسطيني الغريب»، هم اليوم (أو ورثتهم) يضخّون الدعاية عن أن إسرائيل لا تقصف لبنان وتحرقه إلا ردّاً على عدوان «الشيعي الغريب» (عبد الرحمن الراشد، الذي تعلّم الإعلام في مدرسة حاشية أمراء آل سعود، كتب أخيراً في جريدة الأمير سلمان، «الشرق الأوسط»، أن غزوات إسرائيل للبنان واجتياحاتها لم تكن إلا «عمليّات تأديبية» لحزب الله). من المفيد أن أبواق آل سعود تجاهر بصهيونيتها هذه الأيّام، كما تجاهر أبواق آل ثاني.
وهناك ما هو مُريب. لماذا بدأ الهجوم على دور حزب الله في سوريا بعد أيّام فقط من اندلاع الانتفاضة الشعبيّة عندما كان إعلام آل الحريري يلتزم الصمت إزاء الأحداث هناك (لأن أوامر آل سعود لم تكن قد وصلت بعد)؟ من باشر حرق صور حسن نصر الله بمجرّد أن بدأت الانتفاضة الشعبية وقبل أن يصدر أي موقف رسمي عن الحزب آنذاك؟ ولماذا كان التركيز على «انحياز» إعلام حزب الله _ لأن إعلام آل ثاني وآل الحريري وآل سعود هو، مثل شعار «فوكس نيوز»، «مُنصف ومُتوازن _ دون غيره»؟ إن إعلام حركة أمل كان منذ البداية أكثر التصاقاً بالنظام السوري من حزب الله. ولماذا حرق صور حسن نصر الله، مثلاً، وليس حرق صور نبيه برّي أو حتى رفيق الحريري أو طلال أرسلان أو سليمان فرنجية، وهم كانوا أقرب إلى النظام السوري عبر السنوات من حسن نصر الله؟ لماذا لا يصدر نقد واحد في الإعلام ضد انحياز محطة «إن.بي.إن» إلى النظام السوري؟ هنا تتيقّن أن وراء الأكمة... إسرائيل نفسها. هناك من ينفّذ مشيئة إسرائيل في سوريا. إن قصف المواقع في داخل سوريا كان بناءً على معلومات شبكة تجسّس (قد تكون لبنانية _ سورية) لمصلحة العدوّ. هذا لا يعني أن الانتفاضة الشعبية اندلعت بأمر إسرائيلي، أو أن الانتفاضات العربيّة كانت من تخطيط «جين شارب» أو كيسينجر العجوز نفسه، كما يرد في إعلام الممانعة الشديد الغباء (حيث لا يزال إعلام حزب الله يعتمد على تحليلات «فرنكلين لامب»). لا أبداً. على العكس، كانت هناك انتفاضة شعبية حقيقية في سوريا، على غرار الانتفاضات الشعبية الأخرى في العالم العربي، لكنها تزامنت مع حركات عصابات مُسلّحة (قطرية وسعودية وإسرائيلية) كانت نائمة واستفاقت بمجرّد قدوم الأوامر بالتنفيذ. هذا لا يعفي النظام من مسؤولية القمع المُبكّر، ولا يدحض مشروعية الانتفاضة الشعبية التي بدأت. لكن العصابات المُسلّحة نجحت في سرقة الانتفاضة الشعبية وتحويلها إلى حركة مُسلحة ذات أهداف وسقوف أدنى بكثير من الحركة الشعبية. إن دكاكين المعارضة التي أنشأتها أميركا والسعودية وقطر باتت تحصر مطالبها بشخص بشّار الأسد فقط. لا تبغي أي تغيير جذري في العلاقات الاجتماعية _ الاقتصادية أو في إهمال الجولان المُحتلّ، أو حتى في بنية النظام السياسي. على العكس، حركات المعارضة الخارجيّة تحاكي النظام على أكثر من صعيد، وخصوصاً في التخوين وإن زادت عليه تكفيراً. إن استضافة الجيش السوري الحرّ للسيناتور الأميركي جون ماكين ليس أمراً عابراً. الرجل من أعتى حلفاء الليكود في أميركا، وهو في سيرة سياسية طويلة لم يتخذ أي موقف مُتعاطف مع العرب أو المسلمين (شعوباً)، ولم يحد مرّة عن مصلحة عدوان إسرائيل واحتلالها. جون ماكين كان ضيفاً مُكرّماً ومُعزّزاً لدى الجيش السوري الحرّ، وهذا معناه الكثير، ومن أهم دلالاته أنّ الصمت رافق جولة ماكين هذا. هل زيارة ماكين تدخل في خانة التدخّل المحمود، يا ترى؟
لكن ماذا عن التدخّل من قبل الحزب في سوريا؟ إن التدخّل بحدّ ذاته، من منظار الفكر الأممي أو الفكر القومي، ليس شراً في ذاته. بالعكس. التدخّل في شؤون الدول واجب وطني أحياناً. هل كان تدخّل المقاومة الفلسطينية إلى جانب الحركة الوطنية خطأً؟ قطعاً لا، كما أن تدخّل النظام الناصري ضد حكم شمعون كان تدخّلاً محموداً. ولقد كان تدخّل النظام الناصري لدعم حركات التحرّر العربية والأفريقية من إنجازات ذلك النظام، حتى تدخّله في اليمن ضد حكم من مخلّفات القرون الوسطى وحظي بدعم من إسرائيل نفسها كان حسناً. ومتى كان اليسار يعارض التدخّل في شؤون الدول وهو (مثله مثل الفكر القومي العربي الحقيقي) لا يؤمن بحدود تلك الدول التي كانت من وضع المُستعمر وبناءً على اعتبارات تدخل في خدمة مصالحه؟ عدم التدخّل؟ من يقول هذا غير حزب الكتائب الذي يدعو إلى الحياد، وهو الذي ناقض شعار الحياد في تاريخه الطويل والدموي؟ لماذا لا نتدخّل في شؤون الدول لمناصرة العدل مثلاً؟ الصمت وعدم التدخّل يصبّ في مصلحة الطغيان، ومثلما يصبّ بعض التدخّل في مصلحة الطغيان. لكن هناك تدخّلاً ثورياً وتقدّمياً وقومياً لا مناص منه عندما يتعرّض شعب أو حركة لقمع. ولا يرفع شعار عدم التدخّل أكثر من الدول التي تتدخّل في كل شؤون الدول في العالم.
من يعترض على تدخّل حزب الله اليوم؟ فرنسا التي اجتاحت مالي عندما خشيت من تعرّض مصالحها الاستعمارية للخطر؟ تيّار المستقبل والحكم السعودي والقطري الذين تدخّلوا في الشأن السوري (وليس لمصلحة شعب سوريا) حتى قبل اندلاع الانتفاضة؟ أم أميركا التي تنشر قوّاتها في أكثر من 150 دولة في العالم؟ أم أن شعار عدم التدخّل يأتي من عصابات السلفية التي تلتزم أممية المعركة أكثر مما التزمها الشيوعيّون يا للأسف؟ ليس تدخّل حزب الله، أو أي طرف في سوريا، هو الخطأ. الخطأ يكون في وجهة التدخّل وهدفه وتأثيره وفي طريقة تنفيذه. لكن الإعلام العربي والعالمي لم يلحظ تدخّل قطر والسعودية والأردن ودولة الإمارات والبحرين وفرنسا وألمانيا وأميركا وإسرائيل وتيّار المستقبل وتيّارات السلفية العالمية في سوريا. لحظ فقط تدخّل حزب الله. أكثر من ذلك، يمكن النظر إلى الصراع الجاري في سوريا اليوم، في صيف 2013، على أنه صراع محض خارجي. يمكن النظر اليوم إلى دور الفرق المسلّحة في سوريا على أنّها تمثّل أطرافاً خارجية... فقط. إن مطالعة ما يُكتب في الصحافة الغربية عن درجة سيطرة أميركا على الائتلاف الوطني وعلى هيئة الأركان العرمرميّة للجيش السوري الحرّ لا تترك مجالاً للشك أن تلك الفرق لم تعدّ فرقاً وطنيّة. هي تمثّل إرادات خارجية. ويمكن النظر إلى طرف النظام اليوم على أنه يمثّل إرادات خارجية أيضاً. قد يكون هذا ما عناه وئام وهّاب قبل أسابيع عندما قال: «لن نسمح لبشّار الأسد بالتّنحي»، وأضاف أن المعركة باتت أكبر منه. بكلام آخر، خرج الأمر منذ زمن ليس بقريب من يد الشعب السوري المغلوب على أمره والذي ينظر إلى الشاشات ليرى ممثّلي مختلف الدول يتحدّثون باسمه، وبحماسة شديدة. كيف تكون حرباً داخلية أهلية وإسرائيل وأميركا _ العدوان التاريخيان للشعب السوري _ تنتقيان «أصدقاء سوريا» في المحافل الدولية؟
لكن لماذا تدخّل حزب الله؟ إن أكثر ما يضرّ حزب الله في علاقاته العربية والإسلامية ليس فقط الحملة الطائفية المذهبية التي شنّها آل سعود والأنظمة المتعاونة معه منذ 2003، بل طريقة تعاطيه هو مع تلك الحملة. هو ليس حزباً علمانياً بالتأكيد، لكن أسباب تحالفه مع النظام السوري _ بصرف النظر عن خطأها أو صوابها _ ليست بالضرورة، أو ليست أبداً، طائفيّة. إن الحزب خاض صراعاً مريراً مع النظام السوري منذ إنشائه حتى أواخر التسعينيات. وكان النظام السوري يفضّل دوماً نبيه برّي وحركة أمل على حزب الله بقياداته المختلفة. وحتى في مرحلة بشّار الأسد، كانت الاستخبارات السوريّة في لبنان تضغط على الحزب لتحسين تمثيل حركة أمل. ثم هل تحالف الحزب السوري القومي الاجتماعي مع النظام السوري هو تحالف طائفي؟ ونظريّة عزو تحالف الحزب مع النظام السوري إلى عامل طائفي تنفي الخلاف العقائدي بين الشيعة الاثني عشرية والعلويّين. تحوّلت كل فرق الشيعة، بغلاتها ووسطيّيها، إلى فرقة واحدة متراصّة في خطاب السلفيّة الحاقد لأهداف واضحة. طبعاً، بقدر ما يمكن نفي الأساس الطائفي عن تحالف الحزب مع النظام السوري، لا يمكن نفي هذا الأساس في موقف الحزب من مجريات الساحة العراقيّة منذ 2003. كذلك إن جمهور حزب الله وحركة أمل في لبنان قد ينظر بعين العطف إلى النظام السوري بدافع طائفي؛ لأن الحسابات الطائفية الصغيرة تطغى على حسابات جماهير الطائفيّة من كل الأديان في لبنان.
حاول حسن نصر الله شرح دوافع تدخّل الحزب في سوريا في خطابه الأخير. وجمهور الحزب كان مستعدّاً لسماع أي تسويغ للتدخّل؛ لأن الحملة الإعلامية المضادة والمغرضة من قبل أبواق الليبرالية (وبعض اليسارية) العربية، الذين رأوا في التدخّل السعودي العسكري في البحرين زبدة العلمانية ونشراً للتنوير، استفزّت جمهور الحزب وكل معارضي الحركتيْن التوأمين في 14 آذار اللبنانية والسورية (كيف لا تكونان توأميْن والناشر واحد والمموّل واحد؟) لكن شرح نصر الله لم يفِ بالغرض من زاوية تحديد آفاق التدخّل العسكري. لم ترد كلمة القصير إلا مرّة واحدة وعرضاً في خطاب نصر الله. لكن لماذا القصيْر؟ لماذا لم يتدخّل الحزب في حلب أو حمص أو ريف دمشق؟ ولماذا مقام السيّدة زينب دون غيره؟ وهل تؤدّي حماية الحزب لمقام السيّدة زينب إلاّ إلى جذب عصابات السلفيّة إليه كي تعتدي عليه إمعاناً في الاستفزاز وإيغالاً في إغراق المنطقة في أتون الفتنة؟ وإذا كان نصر الله قد ميّز _ خلافاً لخطاب بشّار _ بين معارضة وطنية وأخرى مرتهنة للخارج، فكيف يمكن وضع هذا التمييز موضع التنفيذ في ميادين المعركة؟ هل الرصاص والقذائف تميّز؟ ثم ألم يذهب بعيداً حسن نصر الله في مقولته إن «سقوط سوريا» (هل عنى النظام هنا؟) سيؤدّي إلى ضياع فلسطين؟ لا، لن تضيع فلسطين وهي ليست محفظة كي تضيع وهي أكبر من كل الأنظمة. وهناك الكلام على النصر في خطاب نصر الله الأخير: ما هو تعريف النصر؟ وهل النصر ممكن على الركام والأشلاء؟ وهل بقاء النظام هو نصر، ولمن؟
ثمّ، يبقى السؤال: هل يكون ضرب «المخطط التكفيري» في القصير أقوى وأفعل وأجدى من ضرب المصالح السعودية في المنطقة العربية؟
لكن نصر الله أعلن حرباً على التكفيريّين. وهو على حق في وصفه للخطر التكفيري (وكلام حزب الله ضد التكفيريّين ليس طائفيّاً بالضرورة، وخصوصاً أن حزب الله في مرحلة قيادة صبحي الطفيلي كان تكفيريّاً هو الآخر) على كل العرب والمسلمين. وصعود التكفيريّين مشبوه أيضاً؛ لأنه يحيّد بصورة لافتة العدوّ الإسرائيلي (وكان مستشار محمد مرسي السلفي قد صرّح لصحيفة إسرائيلية بأن السلفية المصرية لا تعارض اتفاق كامب ديفيد). لكن ما هي حدود مواجهة حزب الله للحركات التكفيرية؟ هل هي محصورة بمكان أو زمان، أم هي خارج المكان والزمان؟ وهل يعلم الحزب أن التكفيريّين وإسرائيل ينشدون مواجهة حزب الله من أجل استنزاف قوى الحزب وطاقته، وإنهاك قواه إلى الآخر _ برأيهم؟ يريدون تدمير سلاح الحزب لحماية إسرائيل. ما عاد الكلام المداور ينفع: فريق كامل في الجيش السوري الحرّ يعمل خليفةً لجيش لحد في لبنان. حتى إنهم يستعملون خطاب بيار الجميّل في الحديث عن ضرورة «الاستعانة بالشيطان».
يسارع الليبراليّون وبعض اليساريّين في إدانة التدخّل العسكري لحزب الله. والكلام على أنّنا «كنا نؤيّد حزب الله إلى أن تدخّل في القصير» هو كلام منافق ومداور. هو مثل الكلام على أنّنا «كنا نؤيّد حزب الله حتى عام 2000» أو حتى يوم 7 أيّار. كل هؤلاء كانوا أعداءً لحزب الله وهم يتصيّدون الفرص للانقضاض عليه إما تنفيذاً لأوامر إسرائيلية أو سعودية _ لا فرق هنا _ أو تعبيراً عن نسق من الليبرالية _ اليسارية التي تريد عقد مصالحة تاريخية بين عقيدتها وبين الرأسمالية اللبنانية والسلام الإقليمي الذي تنظر إلى حزب الله _ لا إلى إسرائيل _ على أنه العقبة الوحيدة أمامه. كل من يقول إنه كان يدعم المقاومة حتى 2000 أو حتى القصير مُخادع؛ لأنه كان ضدّ المقاومة باستمرار. هؤلاء أعداء مستديمون للمقاومة. هؤلاء الذين يأخذون على الحزب أنه لا يقاتل إسرائيل اليوم، هتفوا ضدّه في حرب تمّوز وهجوه عندما كشف نظام مبارك عن عمليّة كبيرة للحزب في دعم المقاومة في غزة. كل أصوات هؤلاء ارتفعت ضد سامي شهاب، فيما يصرّحون بملء الرياء اليوم بأنهم مع الحزب في مقاومته إسرائيل. هم ضد الحزب في المطلق، لكنهم ضدّه أكثر في صراعه مع إسرائيل.
لا يمكن أن يتسع تدخّل الحزب في سوريا؛ لأن قوّته ليست جيشاً ولم تُعد كجيش. وأميركا وإسرائيل لا تعدّان المعارضة العسكرية للنصر. هما يفعلان ما فعلته أميركا في الحرب الإيرانية _ العراقية: سيناريو دعم الطرفين ضد الطرفيْن، لإنهاكهما وتحوير أنظار فريق واحد (أي حزب الله) عن العدوّ الإسرائيلي، أو إشغاله عنه. صحيح أن المؤامرة في سوريا كبيرة، وصحيح أيضاً أن المؤامرة تستهدف حزب الله، لأن العدوّ يخشى الحزب أكثر مما يخشى النظام السوري. إن راعي المعارضة المسلحة أدخل المنطقة في أتون حرب إقليمية عالمية، والنظام السوري يعتمد هو أيضاً على رعاة له في الإقليم وفي العالم (لكن حجم الدعم الروسي والصيني أقلّ بكثير مما يصوّر إعلام الممانعة الذي لا يزال يعوّل على إنزال جوّي لقوات دول الـ«بريكس»).
إن عملية تدخّل حزب الله في القصير أسهل بكثير من عملية خروجه من القصير. وبين التدخّل والخروج حرب لا تريد أميركا وإسرائيل لها أن تقصر أو أن تتوقّف. هل تكون حرب القصير فصلاً في حرب قد تتعدّى في سنواتها الحرب الأهلية في لبنان؟
* كاتب عربي (موقعه على الإنترنت:
angryarab.blogspot.com)
29 تعليق
التعليقات
-
ويمكن النظر إلى طرف النظامويمكن النظر إلى طرف النظام اليوم على أنه يمثّل إرادات خارجية أيضاً اسم الله شو ذكي. مما يشفع للنظام هو استقلال قراره مع مراعاته لتحالفاته الدولية
-
ياسين مفكّر الثورة؟!!! شو هاثورة هيدي؟ّّّ!!لانو هيدا حاج صالح مفكّر الثورة هيدا حال الثورةالمايل..حال بيضحك من البكي او بيبكي من الضحك. يا دكتور اسعد يبدو انك ضيّعت بين المفكّر وبين الصحفي تقيل الدم الحافظ كم كلمة طلعو كلن غلط. هيدا شب مسكين مفكّر حالو مفكّر. وسوريا مسكينة انو حدن يشوف هيدا مفكّر ثورتها
-
يستبدل جلده باعتراف متأخريستبدل جلده باعتراف متأخر بالخطأ حول العصابات المسلحة بعد أكثر من سنة من آخر مراسلة شخصية بيني وبينه وضحت له فيها الصورة بالمطلق .. قال هو أخطأ بالعصابات فقط لا بنقد النظام. اطلع من هالابواب ولاك الشريف يجب ان يقف مع الجيش السوري و انت لم تقف يا أمريكي غاضب .
-
لن يتأثر من يناصر الثورة برفضلن يتأثر من يناصر الثورة برفض أسعد أبو خليل لها كما لن يتأثر مناصرو النظام برفض جمال سليمان مشاهدة مقابلة معبودهم.
-
بروفيسورإعتذارك غير مطلوب وغير مقبول ، بعد سنتين وخمسين ألف قتيل يمكننا أن نقول لك صح النوم ، ولنا ملاحظة المفروض بالدكترة والبروفيسورية أن تمنحا حاملهم قدرة على الرؤية الموضوعية والمحاكمة المنطقية أما من يحملهما ويبقى متعنتاً أكثر ممن ينتقدهم فيا ضبعان العلم . أبق على تمسك بآزائك ولا تقرأ التعليقات على كتاباتك فأنت أكبر منها وأجعل إمامك الشاعر إذ قال : ناموا ولا تستيقظوا
-
"كل من يقول إنه كان يدعم"كل من يقول إنه كان يدعم المقاومة حتى 2000 أو حتى القصير مُخادع؛ لأنه كان ضدّ المقاومة باستمرار. هؤلاء أعداء مستديمون للمقاومة". بالمناسبة دكتور أسعد، الناس يتكلمون عن حزب الله ككيان وليس المقاومة كمبدأ أو فكرة. بالتأكيد هناك الكثيرون اليوم ممن كانوا يدعمون الحزب لأنه كانوا يرون فيه رمزاً للمقاومة ورد الظلم قبل أن يتحول رمزاً لدعم الظلم ومقاومة حق الشعوب. إلا إن كنت ترى أن حزب الله هو المقاومة والمقاومة هي حزب الله ولا تميز بين الشعار وحامله.
-
عقبى لاعترافات أخرىيا دكتور أسعد، أنا كنت أؤمن بأفكارك وآرائك لكونك مفكر قدير وعلوم سياسية واضرب و اطرح .. الآن تبين لك أنك كنت على خطأ في نصف القضية.. ما ذنبي أن وثقت بتحليلاتك، وما ذنب الآلاف من أمثالي ممن يبحثون عن منظر ومحلل يعتمدون على تحليلاته كونه أخبر منهم بالسياسة والفكر و التاريخ و ... وماذا يضمن لي أنك لن تغير أفكارك في النصف الآخر من القضية بعد سنتين أو أكثر أو أقل... هيك بيصير باللي يعتمد عليكم... خسرنا المفكر المعجزة ابن بشارة، هل يحتمل أن نخسر آخرين؟ أوصيك و أوصي نفسي بما قاله أحدهم لمن سألوه: هل يمكن أن يكون كل من (ط) و (ز) و (ع) على الباطل.. وجنابك على الحق؟؟ فأجابهم: إنه لملبوس عليكم.. لا يعرف الحق بالرجال، بل يعرف الرجال بالحق.. اعرفوا الحق تعرفوا أصحابه، واعرفوا الباطل تعرفوا أصحابه.. وأنا أنصحك: اعرف قضية فلسطين، تعرف أصحابها، وعندئذ يتبين لك أن من حاربوا سوريا في 1975 (ولو كانوا فلسطينيين) هم مبطلون ..
-
مش كتير موفق بهالمقالمش كتير واقعي هالمقال يا أستاذ اسعد.
-
حزب الله في القصيرأقدر عاليا لكاتب المقال أنه اقتنع بعد مدة من الزمن بموضوع المؤامرة ونظرية العصابات المسلحة وان كنت أتفق معه على البقاء على انتقاده للنظام وفساده الا أنني أعتقد جازما أنه سيأتي الوقت الذي يعود وبنتقد فيه نفسه بأنه كان على خطأ بأن ماجرى هو انتفاضة شعبيةمع أنه يدور حول الموضوع فاذا كان كما يقول ياسين الحاج صالح مفكر الثورة يتحدث بمثل مافي المقال وسبق للدكتور أسعد أن تحدث عن عبقرية الدكتور صادق جلال العظم المفكر الملحدسابقا ومنظّر نظرية الاحباط الجمعي السني في سورية يمكننا أن نعرف عن أي انتفاضة شعبية ونوعها وعن أي ثورة يتكلمون........مع كل الاحترام والتقدير يادكتورأسعد.
-
حسنا أنك اعترفت-بعد أكثر منحسنا أنك اعترفت-بعد أكثر من سنتين- بأنك أخطأت، آملا أن لا يتأخر اعترافك بخطئك بنقد النظام سنتين أخريين.. كان أبو الحسن الأشعري-رضي الله عنه و أرضاه- يؤم الناس في المسجد على مذهب المعتزلة لمدة أربعين سنة، ثم اعتزل 15 يوما في منزله، وخرج على الناس يقول قد كنت معتزلا، وأنا أكفر بالاعتزال وأعود عنه ... إلخ.. السؤال: ما القول في الأمم التي ماتت على مذهبه الأول وأقواله الأولى.. هذا السؤال موجه إلى كافة المحللين والمنظرين والجهابذة الذين قتلوا الأمة قبل أن يقتلها خوارج سورية و طالبان.. الذين مازالوا يجادلون (في جنس الشياطين).. ورغم ذلك ما زالوا ينظرون ويحللون ويحرمون و... دون أن يستحوا ويستقيلوا ويبحثوا عن عمل آخر .. على كل حال، أن يعترف الإنسان بخطئه.. خير من التمادي .. وحسب الحديث (الشريف جدا) الذي ابتدعه (ابن النابغة) وصار مشجبا يعلق عليه كافة علماء السوء كل قذارات علمهم: من أخطأ فله أجر.. ولو تسبب الخطأ في قتل الآلاف.. أقول:إلى من بدأت تباشير الهداية تظهر عليهم.. نرجو أن يكون ذلك عقبى للهداية الكاملة إنشاء الله.
-
الإطالة تضيع الموضوعلماذا كل هذه الإطالة وتكرار الجمل للتأكيد؟ فخير الكلام ما قل ودل. لا تخف من ساعة الخروج من حرب القصير, فحربنا لم تنته, مع التحيات
-
مردود بدون شكرأولاً : بعد سنتين و50 ألف قتيل أنتبه البروفسور لخطأه وقرر الإعتذار , إعتذارك غير مطلوب وغير مقبول . ثانياً : يتضح أكثر فأكثر أن ما استفدته من درجتك العلمية هو إمكانية تمويه مواقفك التي أصبحت الآن مكشوفة وهي في حقيقتها أكثر تعنتاً وأكثر تعصباً من مواقف من تنتقدهم بكتاباتك . بديهيات الدكترة والبروفيسورية الحقيقيتان هي الانفتاح الذهني والتعامل مع الواقع بتجرد لا الإرتكاء على أفكار جاهزة على مدى سنين مهما ثبت خطأها . ثالثاً : ليتك تقرأ تعليقات القراء على كتاباتك فكثير منها منطقي ومفيد(لك) لكن قناعتك بأنك الأفهم عزلتك عن الواقع وعن التطور .أنا هنا لاأظلمك فتعليقي هذا سيكشف إن كنت تقرأ فسترد وإن كنت لا تقرأ فهذا ليس بجديد.
-
استنتاج منطقي!الاسنتتاج الذي خلص اليه اسعد ابو خليل منطقي والهدف ان لا تتوقف الحرب
-
باختصار ... الكاتب برر لحزبباختصار ... الكاتب برر لحزب الله تدخله في القصير. يا عيب الشوم.
-
قمة الشجاعة. أراد انتقاد تدخلقمة الشجاعة. أراد انتقاد تدخل حزب الله في سوريا فمرره في جملتين عابرتين في بحر انتقاده لكل من ينتقد هذا التدخل ذاته.
-
لا حاجة لمن يتابع صفحة أبولا حاجة لمن يتابع صفحة أبو خليل على الفيسبوك لقراءة هذا المقال فهو كما العادة يقوم بتجميع بوستاته الأسبوعية لينسج منها مقال السبت.
-
لا فض فوك يا أستاذ اسعد أوجزتلا فض فوك يا أستاذ اسعد أوجزت وأصبت كبد الحقيقة أشغال حزب الله هو الغاية واستنزاف قدراته وإمكانياته هو الوسيلة لبلوغ الغاية المراد منها سحق حزب الله من قبل أعداء المقاومة والمثال حول الحرب الإيرانية العراقية واضح وصريح السؤال إلى متى نظل عميانا عن هذه الحقائق والمعطيات الواضحة آملي كمواطنا عربيا مسلم أن يجتمع السنة والشيعة على كلمة سواء ويجمعوا أمرهم على مواجهة أعداء الأمة
-
صح النوممستر بيرفكت، أرجو أن تعترف كلياً بخطئك وليس جزئياً!!
-
مقال جميل جداً ، في زمن القحطمقال جميل جداً ، في زمن القحط والنفاق الإعلامي .
-
شو يا أسعد. ضربت فيك الحميةشو يا أسعد. ضربت فيك الحمية الطائفية؟
-
هاهاها شو هالمقال العظيم رفيقهاهاها شو هالمقال العظيم رفيق اسعد !!!
-
القصير هي معركة حزب الله وكل الاحرارمن واجب حزب الله وكل القوى الوطنية ان تشارك في الدفاع عن سوريا في وجه الحرب العالمية التي تشن عليها بتخطيط غربي وتمويل عربي وتنفيذ دولي مشترك مع قوات النصرة في دور زعيم العصابة. ولكن كما كان يختار النظام السوري المكان والزمان المناسبين للرد وهو كان يرد وان بطريقة غير مباشرة فان النصرة ومن معها من العرب والمسلمين يختارون الاولويات لحروبهم الجهادية. ولن تكن فلسطين يوما ضمن تلك الاولويات. بل ان الامور وصلت بهم الى درجة الجهاد للنكاح والنكاح للجهاد ولكن لا جهاد لفلسطين وان كان هنال كثير من النكاح للفلسطينيين وقضيتهم المقدسة. وقد طمان ثوار سوريا العرب والغرب بانه لا جهاد في الجولان بل مفاوضات فقط وشوية نكاح اسلامي جهادي عالماشي. كم هو محزن ان لا تكون المقاومة الفلسطينية في الموقع الصحيح في هذه المعركة وكيف انه بعد تجربة منظمة التحرير التي حولت فلسطين الى تنظيمات، حولت حركة حماس فلسطين الى حزب مصلحته اهم من كل مصالح الدين والامة والوطن، حزب الاخوان البريطانيين اهم من فلسطين والعرب كلها ويا للاسف. واكتمل نقل حماس بزعرور احدث تجار القضية الفلسطينية: الدكتور(طبعا) عزمي بشارة. الطريق الى مزارع شبعا والى الجولان والى القدس وعكا وحيفا تمر عبر سوريا. والدفاع عن سوريا هو خطوة نحو الهجوم لتحرير تلك الاراضي المحتلة. وكما علمنا الامام علي كرم الله وجهه في خطبة الجهاد " فوالله ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا". ومشكلة هذه الامة هي انه من كثرة ما مر عليها من غزو صارت ذليلة تحب الذل. الا حزب الله ومن معه من الشرفاء ، الا ان حزب الله هم الغالبون.
-
لا أدري لماذا إقحام اسملا أدري لماذا إقحام اسم "فرانكلين لامب" والذي لاشك أنه أكثر حرفية من السيد أبوخليل. أما الحديث عن انتفاضة شعبية والتأكيد عليها والكاتب يقيم في آخر الدنيا فهو أكثر من "إدعاء"، وإذا كان الكاتب لا يعلم عن وجود شركات متخصصة في صنع الثورات وادارتها فيجب أن يتدارك. يوما بعد يوم تتكشف الحقائق عن "الثورات" التي بدلت أنظمة بأكملها. وكلها كانت ثورات تلفزيونية، لها ممثليها ومخرجيها ومنجيها. المعارضة موجودة في أي مكان، حتى داخل البيت الواحد، لكن كل معارضة أو ثورة أو سمها ما شئت تحظى بترحيب الأدارة الأميركية مشكوك فيها لا بل مدانة سلفا.
-
اجابات محتملة فكيف يمكن وضع هذا التمييز موضع التنفيذ في ميادين المعركة؟ الاجابة سهلة: كل من يحمل السلاح من الطرف الاخر هو معارضة غير وطنية. ثم ألم يذهب بعيداً حسن نصر الله في مقولته إن «سقوط سوريا» (هل عنى النظام هنا؟) سيؤدّي إلى ضياع فلسطين؟ لا، لن تضيع فلسطين وهي ليست محفظة كي تضيع وهي أكبر من كل الأنظمة. لقد عنى سوريا المساعدة لحزب الله والمقاومة الفلسطينية. ونعم ستضيع فلسطين ان خنقت مقاومتها. وهناك الكلام على النصر في خطاب نصر الله الأخير: ما هو تعريف النصر؟ وهل النصر ممكن على الركام والأشلاء؟ وهل بقاء النظام هو نصر، ولمن؟ وايضا النصر ممكن على الاشلاء والركام (refurbishment in a sense) في كل حرب هناك قتلى من الطرفين وفي كل حرب هناك (collateral damage). وايضا وايضا لا يعني حزب الله من النظام سوى كونه ممر لما يصل للمقاومة من مساعدات.