ماذا قدّم السعوديون؟
لكل الذين يقولون: لماذا الهجوم على السعودية التي قدمت الكثير للبنان، وخصوصاً أنها تسمح للبنانيين بالعمل في أراضيها، نسأل: ماذا قدّمت السعودية للبنان من 1990 حتى اليوم سوى الإذلال؟
أولاً: السعودية هي التي يجب أن تشكر اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين والمصريين لأنهم بنوا دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، عندما كانت هذه الدول صحراء قاحلة.
ثانياً: السعودية تآمرت مع أعداء لبنان والعرب من خلال تغطيتها للحروب الإسرائيلية عليه من سنة 1982 حتى 2006، إن لم نقل حتى اليوم. ولولا صمود المقاومة ضد العدو وبدعم إيراني وسوري لكنا في خبر كان.
ثالثاً: السعودية هي جزء من المعادلة الثلاثية ذات البعد الإقليمي الدولي التي حكمت لبنان منذ 1990 حتى 2005، وضربت نظامه الهش، وسوّقت للمنطق الطائفي المذهبي.
رابعاً: سنة 1992، وبعد موافقة الرئيس الراحل حافظ الأسد، استطاعت الرياض إيصال رجلها رفيق الحريري إلى رئاسة حكومة لبنان، فشكّل حكومة وأتى بزعماء الميليشيات التي فتكت بالبلد أثناء الحرب الاهلية وزراء فيها، لينهبوا معاً المال العام ويعيّنوا أشخاصاً تابعين لهم في إدارة السلطة، أمنية كانت أو سياسية أو اقتصادية.
خامساً: بدأ رجل السعودية رفيق الحريري مشروعه الاعماري المشبوه الذي يتلاءم مع مشروع ما يسمى "السلام مع العدو الإسرائيلي"، ألا وهو بناء جسور وطرقات وبناء مطار من أجل تصدير شبابنا إلى الخارج، إضافة إلى بناء ملاه ليلية وترميم كازينو لبنان وبناء بورصة بكلفة عالية جداً، ما أدى إلى توريط لبنان في دين عام وصل إلى يومنا هذا إلى 100 مليار دولار بدل بناء اقتصاد منتج قوي مثل دعم قطاع الزراعة وقطاع الصناعة.
أخيراً لمن يدافعون عن السعودية عليهم أن يعرفوا أنها لا تحب لبنان، بل تريد إذلاله، لأنه استطاع من خلال مقاومته أن يخرج العدو الصهيوني من لبنان من دون مساعدتها له، ولم تستطع أن "تربّحه جميلة"، في وقت لم تستطع فيه تحرير المنطقة الشرقية من الأميركي، ولم تستطع تحرير جزرها في البحر الأحمر من العدو "الإسرائيلي".
فراس مهنا