فرصة جديدة للقوات!
عطفاً على المقال المنشور في «الأخبار» أمس تحت عنوان: «جعجع في مغامرة جديدة: التكويع أو الهاوية»، ولما تضمّن من مغالطات، يهمّ الدائرة الاعلامية توضيح بعض النقاط منعاً لتضليل الرأي العام:
اولاً، نشكر كاتب المقال لانه يتيح لنا الفرصة تلو الاخرى لتنوير الرأي العام الى حقائق ومحطات تاريخية أسهمت فرقة الرقص الأسدي على القبور وأعوانها في لبنان في العمل الدؤوب على تشويهها.
ثانياً، ليس سمير جعجع من أسهم في اسقاط الجبل، بل هو المناضل الذي أسهم في تأمين الحماية القصوى للمسيحيين اثناء المجازر المشؤومة، وفي حرب لو ارادها جعجع ورفاقه كما كانت لما حصلت انتفاضات داخل المناطق الحرّة والمحاصرة حتى الاختناق، لكن البعض لا يرى الا بعين واحدة، فيشاهد النتائج ولا يدرك المسببات وتلك من مصائب الدعاية السياسية على العقول وبعض الناس.
ثالثاً، ليس سمير جعجع من يحسن التكويع، ولو كان لما دخل المعتقل السياسي طوعاً حين خيّر بين الوزارة والنظارة، ولما اضطهد ورفاقه لردح من الزمن؛ وليس سمير جعجع من يحسن التكويع عن المبادئ والا لكان قد استبدل احمر الثورة والشهادة واخضر السنديان، بألوان اخرى كما فعل اصدقاء الكاتب حين اضحى كتابهم أصفر وخريفيّاً.
رابعاً، بعد غياب الرئيس المؤسس للقوات اللبنانية الشهيد بشير الجميل، لم تعد المناطق المحررة تنعم بالاستقرار والاستراتيجيا المقاومتية المنظمة والقوية والصلبة، الا حين اصبح سمير جعجع قائداً للقوات اللبنانية، أي بين عامي 1986 و1988، اما المغامرات الانتحارية والعنجهيات والبطولات الكرتونية، فلتبقَ لحكم المؤرخين.
خامساً، منعاً للاطالة، وللتذكير فقط، نلفت كاتب المقال الى كتابين علّه يستقي منهما مراجع اكثر صدقية، كمثل «حرب لبنان» للصحافي آلان مينارغ في جزئه الثاني، او «الجبل حقيقة لا ترحم» لبول عنداري، لتأكيد المؤكد، ان القادة الحقيقيين يجنحون نحو الحق على حساب الربحية، ويقبلون الهزيمة والاعتقال لنصرة قضيتهم، ولا يرضون استسلاماً معطوفاً على ادعاءات بطولة، او هروباً او ادارة البلاد بأنانية مفرطة ومدمّرة، أو إصدار كتاب بلون ثم اخفاؤه لحاجات أكثر صفاراً، فيما آخرون يفعلون العكس ويعملون على تشويه حقيقة هؤلاء القادة لتعمية الجماهير عن افعالهم هم، وتضليل بعض الاقلام المصرّة للأسف على عدم التدقيق في مسألة التاريخ.
الدائرة الاعلامية
القوات اللبنانية