لا ضغوط
ورد في «الأخبار» (2 نيسان 2013) في موضوع تحت عنوان «دار الفتوى تدّعي على بوجي وصادر بالاحتيال والتلاعب»، تطرق في نهايته إلى أننا تعرّضنا إلى ضغوط لسحب ترشيحنا لانتخابات المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى. يهمّنا أن ننفي ما ورد في المقالة لهذه الجهة، باعتباره لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، إذ أن قرار انسحابنا نابع عن قناعة شخصية وإرادة حرة مستقلة، احتراماً منّا للقرار الصادر عن مجلس شورى الدولة القاضي بوقف قرار الدعوة إلى انتخابات المجلس الشرعي، متمنياً أن تعمّ روح الألفة والوئام بين أبناء الصف الواحد لما فيه خير المسلمين.
المحامي حسن كشلي


■ ■ ■

الحرب الناعمة

الحرب الناعمة مصطلح جديد تعمل به الولايات المتحدة الأميركية لتهزمنا من طريق استهداف العقل، والنفس الإنسانية والقيم والأخلاق والثقافة، والمُثُل العليا التي نحملها، بعد أن فشلت معنا في الحروب العسكرية.
فعندما يئست أميركا من القضاء على حزب الله عسكرياً، خصّصت مبلغ 500 مليون دولار لتشويه صورته وسمعته، وما زالت تعمل جاهدة على إثارة النعرات والفتن الطائفية والمذهبية بمساعدة العملاء المرتزقة في الداخل اللبناني.
وتستخدم الحرب الناعمة اليوم وسائل الإعلام والاتصالات مباشرة، وفي أوسع نطاق بعناوين مختلفة (فايسبوك وتويتر ووسائل الاتصالات المختلفة والتلفزة والقنوات الفضائية والعالمية...) لتعمل على الانحلال الخلقي وتقليد عادات الغرب المنحطّة بكل أشكالها وأنواعها، وذلك تحت عنوان الحداثة التي تدعو إلى ترك الماضي لأنه مرادف للتخلّف... وعلى هذا تكون الفتاة المحجبة متخلّفة والفتاة شبه العارية متحضّرة...
وهنا نذكر قولاً لجبران خليل جبران: إذا كانت الحضارة بالتعري، فقد سبقتنا إليها البهائم.
وفي مجال الحرب الناعمة، فإن كل دعم اقتصادي من دول الاستكبار العالمي يكون لربط البلد بالمنظومة الاقتصادية الغربية وإغراقه بالديون وفوائدها، ما يجعل هذا البلد في حاجة إلى خبرات أجنبية وتدخّل في الإدارة المالية والسياسية، حيث يصبح البلد مرهوناً بكامله للخارج.
يقول الإمام الخميني: إن أخطر أنواع تبعيّة الشعوب المستضعَفة للقوى العظمى والمستكبرين هي التبعيّة الفكرية؛ لأنّ بقيّة التبعيّات تنبع منها.
إننا في حالة حرب دائمة عنوانها الحرب الناعمة، ما يتطلّب منّا العمل الدؤوب لمواجهتها دائماً.
علي أحمد شعيتو