«دولة الميليشيات وميليشيا الدولة»
وُضع المسدس في رأس الوزير فيصل كرامي، ولو لم يرفعه مرافق الوزير إلى الأعلى لانطلق الطلق الناري في رأس الوزير. هذا التصريح هو لوزير الداخلية، المسؤول الأول عن حماية الداخل.
ثم تلاه لاحقاً ضابط كبير مسؤول في سجن رومية قائلاً: نحن المسجونون، والسجناء هم الآمرون. الى الماء يسعى من يغص بلقمة، لكن إلامَ يسعى من يغص بالماء.
واذا كان حامل المسدس معلوماً ثم جرى توقيفه ومن ثم أخرجه المسلحون من أيدي حراسه، رجال قوى الأمن، من المستشفى، واذا كان الضباط يشكون من المساجين ـــ فإلى من يشكو المواطن أمره؟
عمليات خطف المواطنين المتنقلة في كافة المناطق مقابل فدية مالية، هي الطريق الأسرع للغنى ــــ وكذلك مهاجمة المصارف في وضح النهار وسلبها.
ثم قطع الطرقات يومياً المتنقلة في صيدا من دون حسيب أو رقيب، ويجري حمايتها ـــ ثم التظاهرات والاحتجاجات التي تظهر يومياً على الشاشات، كأن البلد يتيم والكل سئم ولا أباً لك يسأم.
وقد انتقلت العدوى الى السفيرة الأميركية التي تتنقل بموكب مصفح وممنوع الاقتراب منه.
أضف الى ذلك حالة الكهرباء التي عجزت عن تأمينها الدولة ـــ نرى بعض الأفراد يلبون ما عجزت عنه الدولة في هذا القطاع وجاؤوا بالمولدات للأحياء.
نرى الميليشيات في الطرقات وعلى الشاشات، فيما نلحظ ما يسمى أركان الدولة يتنقلون بسيارات «فيميه» مستنسخة الأرقام والألوان يمرون في الطرقات مرور السحاب، على أن ميليشيا الدولة الأكبر والأضعف متناحرة مشرذمة وتستجدي الأمن والأمان ـــ وبدلاً من أن يكون كل مواطن خفيراً وجب عليه أن يكون تحت رحمة الأسير.
في أيام الميليشيات النساء كنّ يلتهمن حبوب منع الحمل، والأسواق التجارية في عزها اليوم في عهدة ميليشيا الدولة، نرى الرجال يبحثون عن الفياغرا والساتيبو وشلش الزلوع ـــ نتيجة ارتفاع الضرائب وقلة الأعمال والركود الاقتصادي، و «الحالي تعباني يا ليلى» من كل الجهات، فأين المفر، وإلى متى يا ترى ستستمرّ هذا البلاء؟
محمود عاصي