هل يكرّر المسيحيون أخطاءهم القاتلة؟

  • 0
  • ض
  • ض

في نهاية عهد الرئيس امين الجميّل، احتدم الصراع حول انتخاب رئيس للجمهورية. وكما دائماً، كل الموارنة كانوا طامحين، وقد التحفوا يومها بعباءة بكركي وسلّموا امرهم كلامياً للبطريرك صفير وعملياً لمصالحهم وشهواتهم. انتهى عهد الجميّل ودخلت البلاد في فراغ مميت، في ظلّ انقسام سياسي حادّ وأزمة اقتصادية تنذر بانهيار الليرة. والأكثر خطراً في تلك المرحلة هو دخول الجيش بقيادة العماد ميشال عون والقوات اللبنانية بقيادة الدكتور سمير جعجع معركة اعتقد كل من الفريقين بقدرته على حسمها. في تلك الاجواء الملبّدة، يجتمع الرئيس حافظ الاسد بمبعوث الرئيس الاميركي السيد مورفي، وبعد نقاش طويل وعاصف، صار الاتفاق على النائب مخايل الضاهر رئيساً كمدخل لحلّ المعضلات الاخرى. حمل مورفي نتيجة اتفاقه مع الرئيس الاسد الى البطريرك ملتمساً منه الموافقة والمباركة، ومنذراً: امّا الضاهر او الفوضى. الا ان النواب و"الزعماء" والعماد عون والدكتور جعجع المتحلقين حول البطريرك سلبوه، للأسف، حرية القرار الصائب فوقع أسير المواقف المتشنجة والمتعنتة رافضاً الضاهر بحجج واهية. فدخلت البلاد في فوضى عارمة وحرب مدمّرة كان المسيحيون على اختلاف وميولهم وانتماءاتهم وقوداً لها وقادتهم الى هزيمة موصوفة، ثم الى اتفاق الطائف الذي حرمهم من "نفوذهم" لتتتالى الهزائم السياسية والمعنوية والمادية. اليوم، تمرّ البلاد في ازمات اكثر تعقيداً وخطورة، وخُيِّل للبنانيين جميعاً ان الحلول مستحيلة نظراً لانعكاسات الحروب الاقليمية على واقعنا الداخلي، وما اعتقدنا ان الخير لا يزال قابعاً في اعماق بعض القادة الا عندما طرح بعضهم (الرئيس الحريري) اسم الزعيم سليمان فرنجية رئيساً، وتلقفه بايجابية ساسة آخرون من جميع المذاهب، ولم يتردّد في تأييده سوى رؤساء احزاب الموارنة! فهل يعيد التاريخ نفسه، وهل يكرّر المسيحيون أخطاءهم السابقة والقاتلة؟ الكل يعرف سليمان فرنجيّه ويشهد له بالنبل والشهامة والصدق والوفاء للبنانيته وعروبته ومسيحيته . فممن تخافون؟ هذا الرجل لا يعقد صفقات من تحت الطاولة ولا يساوم على حساب قناعاته ونقاء تاريخه ولا يغدر بحلفائه. شفّاف كالنور الساطع وثابتٌ كالصخر الشاهق متجذّر في لبنانيته وعروبته ومسيحيته حتى الشهادة على خطى جدّه ووالده والعائلة. الناس مع سليمان فرنجية، في كل المناطق، من كل الطوائف والمذاهب، بميولهم وتوجهاتهم كافة، فلا تخذلوهم. المسيحيون المستهدفون بحريتهم وبوجودهم على امتداد هذا المشرق يناشدون ضمائركم وحسّكم المسيحي بأن تناصروا هذا الرجل الصادق والشجاع، ولا تفوّتوا الفرصة فقد لا تتكرّر، وعندها لا يجدي الندم. المحامي حنّا البيطار رئيس هيئة الطوارئ الشعبية والتيار الديمقراطي في منطقة البترون

0 تعليق

التعليقات