حكمت العيدإشتقت لك. كم من مرة في السنوات الماضية تمنيت أن أجلس معك لآخذ منك نصيحة ورأي. وأستمتع بدقة تحليلك ووضوح قراءتك للأحداث التي تعصف بلبنان والعالم. الحياة دائما توقع بنا، تجمعنا مع أشخاص نحبهم ونرى فيهم جمال الحياة ومغزى ان نحياها رغم قساوتها. فيستقيم لنا العيش بسبب أمثالك، فقط ليعود الموت ويسلبهم منا. ربما بقدر ما أحببناك كان الموت جلاداً سادياً ففتك بك عمداً بأبشع الأمراض والأكثر إيلاماً على جسدك... وعلينا.

أيام اليسار الديموقراطي كنت أنت عامود أساس أبقى الكثير من الشباب متمسكين بالحركة السياسية. كله بسببك أنت، ومصداقيتك أنت، وإحترامهم لك، ومحبتهم لك، على الأقل هكذا كنت بالنسبة لي. كنت تقول ما دمتم تشاكسون يعني الحركة على قيد الحياة. في سنوات مرضك الأخيرة أتمنى ألا تكون قد علمت أننا توقفنا عن المشاكسة لأن المشروع فشل وهجرناه. ربما نجتمع يوما ما وسنذكرك حينها، وإن لم نجتمع فأنت في الوجدان والتاريخ وبمرتبة الرمز للذين عرفوك.
رفيق حكمت،
تعلم جيداً أني تابعت عملي السياسي وما زلت أتمسك بضرورة التغيير، وإيماني ثابت بالقدرة على تحقيقه رغم كل تقلبات الزمن الذي نعيشه من ربيع وشتاء وخريف وصيف تحت سقف واحد، كلها فصول تكوي شعوبنا وأحلام الشباب. وأذكر جيدا حين سمعت صوتك آخر مرة. وكنت قد طلبت يومها من إبنك حسام أن يبلغك أني قررت الترشح للإنتخابات النيابية في عاليه، فقلت لي عبر الهاتف وكان المرض قد سلب منك قدرة النطق لأكثر من بعض الكلمات: «كمّل.... كمّل». ما قل ودل. أثلجت قلبي، ووقفت جنبي، وكنت أتمنى لو أستطيع أن أقف جنبك وأثلج قلبك كما فعلت معي.
ما أصعب تلك الأيام حيث كنا وزوجتك، وإبنتك وإبنك وكل الأصدقاء عاجزين عن القيام بأي شيء لقهر المرض الذي ظل عشر سنوات ينهش جسدك، وأنت ترفض الإستسلام. المرض لم يعلم أن حكمت العيد لا يستسلم. وهكذا كان. رحل رفيقي عندما تأكد أن ما زرعه في الشباب والشابات من الرفاق سيكمل الطريق ويصل بنا الى بر الأمان. رحل ليكمل مع سمير قصير، ونسيب لحود، وجورج حاوي، وهاني فحص «إنتفاضة الاستقلال» في مكان ما نتمنى جميعا لو كان قريبا وبيننا.
الصعاب اليوم، في هذه الدنيا، تتشكل في وجهنا كجبل تصل قمته الى السماء، هو قاس شاق ولا يرحم. تارة يسحقنا بصخر الديكتاتور، وتارة بإنهيارات التطرف الديني، ومرات عدة بسقوطنا في حفر الطائفية والجهل. لكننا لم ننته يا رفيق، ولم ننكسر. إن لم يتمكن المرض من قهر نفسيتك وارادتك فلن ندع للجبل مجالاً لإنهائنا. صراحة، نحن نتعجب من أنفسنا كيف نستمر، ونتابع ونصعد الجبل. كما تعجبنا كلنا من تحاملك على المرض لعشر سنوات. فعلتها أنت لسنوات منذ أيامك في جامعة الحقوق، والحرب، وفترة الإحتلال، وكم كانت كل تلك الفترات سهلة أمام المرض، لكن رغم ذلك أكملت الطريق... ونحن إن إستطعنا، كما أنت سنكمل.
المواجهة في وجه المرض كنت تقوم بها أنت، وتأخذ ضرباتها بجسدك. تحارب بشراسة ولكن تبقي كل من أحبك قريبا وبجنبك بسبب شجاعتك ومحبتك وتميزك. فضلك علينا لن يفنى، ودرب النضال برفع راية المبادئ هي ما ورثناه منك. شكراً رفيق لكل ما فعلته لأجلنا في حياتك، وحتى في مرضك.
مارك ضو

فايز كرم
عطفاً على ما ورد في «الأخبار» (العدد رقم 2439 تاريخ 8-11-2014)، الصفحة السادسة تحت عنوان: فايز كرم «راجع»... «رجع» أم «سيرجع»؟ نرجو توضيح ما يلي:
اولاً، ان ما نقل عني لا يتسم بالدقة، عن وضعي العماد ميشال عون في اجواء لقاءاتي بالعميد كرم، وخصوصاً ان كاتبة المقال كانت قد اتصلت بي طالبةً المساعدة في الحصول على معلومات للمقال الذي قالت انها تنوي كتابته، وذلك انطلاقاً من معرفتها المسبقة بوجود معرفة بيني وبين العميد كرم.
ثانياً، صحيح انني ملتزمة بخط التيار الوطني الحر وبنهج رئيسه، لكن الاصح انني وكما ورد في المقال كناشطة في هذا التيار، لا اقدم على اي عملٍ او تحركٍ سياسي الا وفقاً لما يحدده الحزب. لذا يهمني ان اوضح ان ما يربطني بالعميد كرم ليس سوى صداقة شخصية لا علاقة لها بالسياسة.
ثالثاً، غير صحيح على الاطلاق انني اضع العماد عون في اجواء اي لقاء بالعميد كرم، لان لقاءاتي به تتخذ طابعاً خاصاً بحكم المعرفة المسبقة والصداقة بيننا ولا علاقة لاي لقاء بالسياسة، بينما لقاءاتي بالجنرال عون هي لقاءات حزبية.
ايفون صعيبي