غزة مدرسة الصمود والتصدي
إن وطناً مغتصباً اسمه فلسطين، من قبل أخطر كيان إستيطاني دموي توسعي على وجه المستديرة، مدعوماً من أم الإرهاب أميركا التي توزع ولاياتها الويلات على الشعوب المقاومة لسياساتها الإمبريالية، إن قام أبناؤها المقاومون بعملية خطف أو قتل ثلاثة أو عشرة أو مئة مستوطن صهيوني، إنما هو فعل دفاعي طاهر، ما زال ينشط في إطار المقاومة والدفاع عن النفس المشروع منذ نكبة العام 1948.

إن ما يحدث في غزة اليوم يندرج في إطار السعي الصهيوني المستمر إلى تهويد الأرض الفلسطينية، وصولاً إلى استعمار الأمة العربية بأكملها سياسياً تنفيذاً لوعد بلفور الذي باركه ويلسون بالذات، عبر رسالته المفتوحة الى ستيفن وايز مؤسس المؤتمر اليهودي الاميركي عام 1918 والتي قال له فيها: لا تقلق يا دكتور وايز ان فلسطين لكم! وبالتزامن مع استمرار السعي الى تهويد الارض المحتلة نهائياً، تستمر المؤامرة الاميركية على كامل تراب الوطن العربي بهدف تقسيم اقطاره الى 52 دولة طائفية، وهذه المؤامرة هي مشروع برنارد لويس والتي لاقت باكورته الفشل الذريع في تقسيم سوريا، وبناء قاعدة فرق تسد على انقاض عاصمة الاسود، بفضل حماة الديار الذين كانوا بالمرصاد لهذا المشروع محطمين امنية سام جونسون عضو الكونغرس الاميركي الذي أعرب في 19 شباط 2005 عن امنيته في ان تحلق طائرة اميركية حربية مقاتلة من نوع ف 15 برأسين نوويين فوق سوريا، وقصفها بهما، بغية التخلص من كل شيء اسمه سوريا. اما في ما يجري اليوم في العراق من دعم اميركي واضح وفاضح لداعش، إنما تهدف من خلاله اميركا الى التعويض عن هزيمتها في سوريا بتقسيم العراق، وهذا ما كان قد دعا اليه، الى جانب برنارد لويس، جوزيف بايدن نائب الرئيس الاميركي الحالي، عندما كان سيناتوراً.
ان المهم في الأمر أيضاً هو أن ما يجري في غزة ليس سوى الانكباب المستمر على تنفيذ وصية بن غوريون الداعية الى قتل العزل الفلسطينيين كل اربع سنوات لكي لا يختل التوازن الديمغرافي بشكل كبير بين اليهود والفسطينيين، وبالمناسبة فإن لذة المعركة، هي أن الصواريخ التي تتساقط على الكيان الصهيوني وفدت من إيران وسوريا وخُزنت في غزة الحبيبة، من هنا اقول بإلاذن من الزعيم العربي الكبير الرئيس بشار الاسد، المدعوم بقوة من اكبر دول العالم مساحة جغرافية وكثافة سكانية وقوة دفاعية، وحده محور المقاومة العالمي قادر على إلحاق الهزائم المدوية بالكيان الصهيوني في ظل استمرار سياسة العنتريات والبندريات للولايات المتحدة الاميركية منذ حوالي قرن.
ريمون ميشال هنود