[بيان صادر عن «اشتباك»]
في ظل العدوان الذي تواصل الأنظمة العربية العميلة شنّه ضد كافة الأمة العربية وفي القلب منها القضية المركزية فلسطين، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من قضية التحرر الوطنى العربي وحجر الزاوية فيه، انعقدت قمة الخيانة يوم 28 آذار 2022 جمعت الحلف الصهيوني: الأصيل ووكلائه (أنظمة المغرب والإمارات والبحرين ومصر) في النقب المحتل، لتدارك وضعهما أمام ترَنُّحِ الامبريالية التي ارتطم رأسها بجدار حرب الدفاع التي خاضتها روسيا الاتحادية، وفشل تكالبهما ضد صمود وتطور القدرات القتالية للمقاومة في فلسطين وفي اليمن ولبنان والحد من تناميها.
فهذه النظم الرجعية لم تعد تتظاهر بتجاهل الحروب والقمع الذي يمارسه العدو الصهيوني ضد شعبنا في فلسطين، بل باتت تحتل علانية موضعاً متقدماً في عملية اجتثاث عروبة فلسطين وتهويدها، وانخرطت جيوشها ومخابراتها رديفة تحت إمرة هيئة أركان العدو كما حدث في العدوان على سوريا والمناورات المشتركة. فهذه الأنظمة إنما تؤكد على طبيعتها الخيانية المعادية للوطن العربي، وأنها عضو مزروع يمثل ذات الاستراتيجية التي أسس عليها الكيان الصهيوني، في كبح تطور الشعوب وتأبيد التبعية وفرضها عليهم كقدر.
إن اجتماع النقب الذي تَمثَّلَ فيه جسداً وزراء خارجية محور الرجعية والتبعية (المغرب، الإمارات، البحرين، مصر)، فيما حضر الباقون بالموافقة سلفاً على مخرجاته وإن غابوا جسداً. هذا الاجتماع المكرس لتدبير مَكرٍ ضد روسيا وضد أحد ركائز المقاومة العربية اليوم ممثلاً في إيران، وقطعاً ضد حركة المقاومة العربية. إنه وعوضاً عن التراص مع الموقف الروسي المحق، لحلحلة يد البطش الغربي الذي طالما ولغ في دماء شعبنا وأعمل فينا حروب التدمير والإبادة والنهب؛ يتدارسون مع العدو الأصيل كيفية تصليب موقف الإمبريالية في الجبهة الروسية الأوكرانية، وتلمس السبيل لضرب خصمها الإيراني الذي هو صديق الموقف وشريك الجغرافيا والتاريخ والثقافة. كل هذا حتى لا ينقض جدار الإمبريالية فتضيع مصالحهم أو تطل الشعوب برأسها لتضع حداً للنهب الامبريالي، أو تكشف حساب مآسيها ودمائها التي أراقتها صواريخ العدو الأميركي وقنابله ودواعشه. يعتقد النظام العربي الخاسئ أنه يستنقذ روحه ويطبب قروح تبعيته التي ألهبتها تصدع جبهة الناتو في أوكرانيا، بدمج الكيان الصهيوني قسراً في مفاصل عيشنا وبإشراك مُقدرات شعبنا العربي قهراً في مؤامراته ضد بعضنا أو ضد محور المقاومة وفي مقدمته إيران. إن هذا النظام بقمته مع العدو فوق رمال النقب التي لم تبرد دماء الشهداء فيها بعد وتشهد اغتصاباً متجدداً لأراضي سكانه، إنما أسقط طوعاً وعلناً وبلا مواربة أقنعته الواهية بالواقعية والتمسك بحقن الدماء والجنوح للسلم المزيف، فهو يعلن نفسه جزءاً لا يتجزأ من مشروع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني ومشاريعه العدوانية، ما يجري هو خطوة متقدمة من التابعين للقتال محل متبوعهم.

إن الواقع اليوم يحمل إرهاصات بأن زمن الهيمنة الإمبريالية الشاملة قد شارف على الأفول، وأن أفقاً جديداً تؤيده الشعوب وتنتظره ينفتح بكسر شوكة الامبريالية في أوكرانيا، وفلسطين، وأن من يختار معسكر العدو أو يتردد في الانحياز لخيار التحرر والانعتاق من ربقة العبودية ستلاحقه لعنة الشعب والتاريخ.
تسقط قمة الصهيونيتين، ونشد على كل يد فدائي ومقاوم تضرب فوق رأس العدو الصهيوني والأميركي، وندعو الشعب العربي إلى مواجهة هذه اللحظة الفارقة واغتنام فرصتها لإسقاط الهيمنة الاستعمارية وأدواتها، وإنجاز الاستقلال الفعلي وصون حياته وحقه في النهوض وتقرير مصيره الذي أجهضه نظام التبعية وتصرف فيه سمساراً على عتبات متبوعه الامبريالي.

تيار اشتباك عربي