1- عندما تتكلّمون، أيّها الأمين العام، عن ضرورة الانتقال من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج، هل يمكنكم تحديد من هي الطبقة الاجتماعية التي عليها القيام بذلك؟ الطبقة البرجوازية، الطبقة العاملة، المصارف، من؟ وهل يمكن للبرجوازية التابعة أن تتحوّل إلى برجوازية منتجة؟2- هناك قوى سياسية الآن مشاركة في السلطة تطرح أيضاً الانتقال إلى الاقتصاد المنتج. لماذا إذاً لا تتحالفون معها؟
3- لم نسمعكم تؤيّدون بشكل واضح التحقيق الجنائي الذي طرحه رئيس الجمهورية. فهل أنتم معارضون له؟ وإذا كنتم مؤيّدين، لماذا لا تتحالفون (ولو مرحلياً) مع من يطرحونه «في السلطة»؟
4- ما هو تأثير الوضع الإقليمي - أي المشاريع الاستعمارية، على لبنان؟ وهل ما يجري في لبنان هو جزء من السياسات الاستعمارية ضد شعوب المنطقة؟ كيف يواجه الحزب هذه المشاريع؟ وهل يوجد الآن في السلطة من هو في صراع مع هذه المشاريع يمكننا أن نتحالف معه؟
5- هل أنتم ضد النظام لأنه طائفي ومذهبي، أم لأنه رأسمالي؟ يعني إذا لم يعد النظام طائفياً ومذهبياً، هل ستزول كل مشاكله؟ هناك أنظمة حكم في العالم لا وجود للطائفية فيها ولكنها واجهت نفس المشاكل الاقتصادية والمالية. فما المعنى إذاً من طرح أزمة النظام الرأسمالي من وجهة نظر شعار «إسقاط النظام الطائفي»؟
6- لماذا عند حديثكم عن إسقاط النظام الطائفي هذا، يجري مباشرة التصويب على المقاومة. وأن هذه المقاومة ليست مقاومة مثالية، لا بل هي حامية للنظام الطائفي. كيف تحمي المقاومة هذا النظام؟ لماذا لا يشرح الأمين العام بالتفصيل هذا الأمر؟ والأهم من ذلك، لماذا هذه المقاومة تحمي هذا النظام؟ هل فعلاً لا تعلمون السبب؟
7- ألا يتساءل الأمين العام لماذا، وعلى الرغم من عدم رضاه على عمل المقاومة، تُحقّق هذه المقاومة إنجازات كبيرة رغم وجود هذا النظام الطائفي؟ وأن هذه الإنجازات تشكّل، بالنسبة لمصلحة حزبكم الاستراتيجية على الأقل، نصف معادلة نظريّة تلازم التحرّر الوطني مع التحرّر الاجتماعي. ألا ترون إذاً، أن تحالفكم مع هذه المقاومة عليه أن يكون تحالفاً استراتيجياً؟ والسؤال الذي يطرح نفسه هنا أيضاً، هل سيكون بإمكانكم تحقيق التحرّر الاجتماعي هذا من دون الإنجازات التي تحقّقها المقاومة على صعيد التحرّر الوطني؟
8- لماذا إذاً نتحالف مع قوى ليس في مصلحتها إنهاء التبعية الاقتصادية للإمبريالية ونتجاهل تحالفاً استراتيجياً مع مقاومة تسعى إلى تحقيق التحرّر الوطني الكامل من هذه الإمبريالية؟
9- نفهم من تصريحاتكم، أيها الأمين العام، أنكم لا تملكون زمام الأمور في إدارة انتفاضة 17 تشرين. إذاً كيف تريدون من الناس أنفسهم أن ينظموا ويشكلوا قيادتهم؟
10- أنتم تكرّرون دائماً أن هذه المقاومة تحمي هذه السلطة الفاسدة. ولكن ألا ترون أيضاً أن هناك مصلحة أميركية، في مكان ما، في إطاحتها؟
11- إذاً، ألا يوجد احتمال، من حيث تدرون أو لا تدرون، أنكم والأميركان تعملون على هدف واحد مشترك وهو إسقاط هذه السلطة ولو من منطلقات مختلفة؟
12- هل تدركون أنكم تعيدون تجربة السودان؟ انتفاضة شعبية شارك بها الشيوعيون أطاحت بالسلطة ثم جاءت في النهاية بمجلس عسكري أقام التطبيع مع إسرائيل. هل أنتم متنبّهون إلى هذا الأمر؟
13- إذا كانت المنظمات غير الحكومية، أو لنقل جزء منها، دُعمت من قبل هذه السلطة كما تقولون، فلماذا تتحالفون معها الآن؟ وهل تدركون أيها الأمين العام حجم وجود هذه المنظمات غير الحكومية التي تنهش جسد الحزب من داخله؟
14- هل يمكن أن تشرحوا لنا سبب انكفاء الحزب عن اتخاذ موقف واضح من الحرب على سوريا في حين تطرحون شعار المقاومة العربية الشاملة؟
15- ألا تعتقدون أنه في الوقت الذي تواجه فيه المقاومة بدماء شهدائها الهجمة الإمبريالية التي تجلّت في الحرب على سوريا يصبح شعاركم «التغيير الوطني الديموقراطي» فيه شيء من الانتهازية؟
الأسئلة التي يطرحها الشيوعيون اليوم كثيرة. وهي أسئلة لا يجدون عليها أجوبة واضحة من هذه القيادة الحالية، رغم مئات الصفحات التي تتشكّل منها وثائق المؤتمر المقبل. وفي الوقت الذي وجدتم فيه من يشبهكم لتتحالفوا معه، تُرك الشيوعيون اليوم هائمين يبحثون عن أنفسهم وعن شبه أثر لتاريخ نضالهم وتضحياتهم التي فرّطتم بها خائبين.

* كاتب لبناني