185 صفحة من كتاب «نسيج الحصارات» (1) سلبتني النوم والعمل، على حين غرّة وخارج التوقّعات تماماً. حين صار الكتاب بين يديّ لأوّل مرّة تفاجأت بالعنوان وبالصورة، بالكاتب وبالكتاب. تحمّست كثيراً، وقرأته كلّه بشكل متواصل في يوم واحد. لم أستطع أن أرفع عيني عنه طوال ذلك اليوم، لكني سألت: كيف؟ ولماذا حسين المحروس (المؤلف)؟
الجمري خارج الأرشيف
توثيق حياة الشيخ عبد الأمير الجمري (2)، الرمز السياسي صاحب الشهرة الأوسع منذ التسعينات، كان بمثابة المشروع المعلّق أو المهمل. لا الصحيفة التي كان يرأس تحريرها نجله نجحت في إصدار توثيق يليق به، ولا استطاعت المؤسّسات السياسية والثقافية الوقوف على مخزون هذه السيرة. 15 عاماً على وفاة الشيخ الجمري، الذي يعتبر الفاعل التاريخي الأهم في صناعة حاضر اليوم، لكنّه لا يزال خارج الأرشيف (3). حتى مقاطع الفيديو الأهم لسيرته وخطبه ضاعت في ثرى اليوتيوب، لم تُجمع وتبوّب، وصار من الصعب الحصول عليها.
وعلى نطاق أوسع، فإن تاريخ انتفاضة التسعينيات ككل لم يدخل التوثيق بعد. لم نعرف شيئاً منه إلا المعلومات المرصوصة في أدبيات حركة أحرار البحرين ومقالات منصور الجمري القديمة. الحدث كان ولا يزال حياً ومستمراً، والكل كان مشغولاً في صناعته أو عيشه عن توثيق حقبة منصرمة منه.

ما خفي من التاريخ
قليلون على سبيل المثال يعرفون أن رسالة الشيخ الجمري التي قرأها أمام أمير البلاد (وقتها) حمد بن عيسى آل خليفة 1999، كانت مكتوبة سلفاً، ولم يعرف محتواها إلا في القصر. قليلون يعرفون أن الجمري ظل محاصراً تماماً (هو وقريته كلها، بمركبات الشرطة ورجال المباحث) حتى مع لقاءاته الملك ورئيس الوزراء بعد الإفراج عنه، وحتى بعد أن حاولت السلطات رسمياً التقرّب منه. كثيرون أيضاً لا يعرفون أن الجمري وتيّاره لم يشاركوا في صياغة ميثاق العمل الوطني، ولم يكونوا طرفاً في أي حوار، وإنّما وُضعوا جميعاً تحت الأمر الواقع، وعُرضت عليهم نتائجه قبل فترة قصيرة جداً من التصويت عليه! قليلون يعرفون أن السلطات ضربت وعذّبت الزعيم الروحي للمعارضة، عالم الدين، والرجل الستيني، الشيخ الجمري، ونكّلت به داخل السجون. قليلون يعرفون أن الجمري كان نشطاً سياسياً حتى خلال فترة تولّيه القضاء، وأن بداية انتفاضته تعود إلى عام 1988 وهو العام الذي سُجن فيه ولده محمد جميل وصهره عبد الجليل خليل، 10 سنوات، كورقة ضغط عليه. قليلون يفهمون منهج الشيخ الجمري، وماذا كان يريد فعلاً. لا أحد دخل في التفاصيل، ولم ير أحد سوى عمامة تقود مجموعة من السياسيين الشيعة للدفاع عن مطالب طائفة مضطهدة.
«نسيج الحصارات» يقرّب للبحرينيين مستوى الشجاعة التي تطلّب أن يتحلّى بها الشيخ الجمري ليواصل هذا الدرب العسير جداً والمليء باليأس والكذب والغدر والإحباط. يحبّبك الكتاب بسيرة الجمري بكل حياد، ومن دون مكاييل المديح والثناء والتقديس. السيرة تحكي كل ما فيه وكل ما له بنفسها. تحكي عواطفه وأخلاقه ومنهجه من دون أدبيات. استطاع المحروس أن يجعلها تعكس الحقيقة تماماً مثل صورة.

تاريخ يخلق تاريخاً
يأخذك المحروس، الكاتب غير المحسوب بتاتاً على التيّار الديني، إلى سيرة الشيخ الجمري، من داخل بيته. هناك في البيوت تُصنع السيرة والتاريخ. بيت الجمري ومجلسه كانا مؤسّساته الوحيدة طوال حياته.
على خطّين زمنيين، يرسم المحروس بكل إبداع حكايا الشيخ الجمري منذ أن كان طفلاً عمره 10 سنوات. يسترسل مستأنساً في سرد قصص التاريخ التي أحاطت بتكوينه، وبسيرة جدّه وأبيه. يعيدنا إلى شهادات عن حقبة لم توثّق هي الأخرى: مقتل الشيخ عبدالله العرب، جد زوجة الشيخ الجمري (1923)، هجرات البحارنة إلى المحمّرة والبصرة خوفاً من بطش «الفداوية» (حرس غير نظامي أشبه بميليشيات، يتبع شيوخ العائلة الحاكمة لفرض القوّة والسيطرة على السكّان) والتي استمرّت حتى عام 1923، أحداث الخمسينيات التي قتل فيها 4 محتجين أمام القلعة. وهكذا حتى يأخذك إلى سيرة برلمان 73. هناك، بالأسماء والصور، وبشكل فريد، يُمكّنك أن ترى حقائق لم تكن واضحة مثل أن أعضاء ذلك البرلمان المنتخبين يمكن أن يصنّفوا جميعاً على أنّهم معارضة. تخيّلوا أن الدّولة كانت قادرة وقتها على ضخ 100 مليون دولار لمعالجة ارتفاع الأسعار، بتدخّل من المجلس الوطني.
ثم تصل إلى «جمعية التوعية»، تخيّلوا أنّها كانت مدرسة نظامية معترف بها من قبل الحكومة حتى المرحلة الثانوية! مثل معهد ديني جعفري تديره الطائفة الشيعية باستقلالية.

لا تجعل نفسك رأساً
قد أكون أُخذت بهذا الكتاب لأنّه حكى هامشاً من التاريخ أثّر في قسط من تكويني المبكّر. بعيد انتفاضة التسعينيات كان الشيخ الجمري يصلّي كل ثلاثاء في قريتنا ثم يرتقي منبر المأتم. لقد كوّنت خطبه جزءاً من وعيي الديني والسياسي كمراهق. ولقد أحببته كثيراً. لاحقاً تعرّفت شخصياً إلى عدد من أفراد عائلته. كان المحروس يروي قصصهم الشخصية وكنت أستطيع أن أتخيّل ذلك، فصُورهم تملأ مخيّلتي. سردُ المحروس جعل ذلك ممتعاً جدّاً.
ضحكت كثيراً، وبكيت كثيراً وتألّمت أكثر. أم جميل، راوية السيرة، كانت تمثّل الجناح الذي يُحذّر من علل وأمراض «جماعتنا»: «لا تجعل نفسك رأساً فالضربة الأولى الموجعة دائماً في الرأس». هذا الجناح يجعلك دائماً في وجل من خذلان الناس وسخطهم و«تحلطمهم» (التحلطم: التشكّي والتذمّر المستمر)، ويجعلك تخشى بأن كل ما تقوم به «لا يسوى» (لا يستحق). مُحقّة ومعذورة أم جميل، فهي مُحبّة، ولم ير أحد مثلما رأت.
الذين ليس لهم عذر، هم هؤلاء، الذين فجروا في الخصومة، وشكّكوا في قيمة الفعل والنضال الذي تصدّى له الشيخ الجمري بكل شجاعة، وبكل إيمان. من المحزن أن انتشار هؤلاء «الخصوم» أو «المختلفين» جعل الشيخ يخسر الفرصة اليتيمة له ليفرّج عن حصاره الأخير بحضور أحد المآتم خلال موسم عاشوراء: كان الخطيب أحد معارضيه وقد قطع حبال الود معه لمجرّد الاختلاف! خرج من المجلس ولم يعد.
تعطيك سيرة الحصار كل ما في السياسة من ألم، وتناقض، وسُخرية. لكنّها تعطيك أيضاً الجانب الذي جعل من الشيخ الجمري قائداً ناجحاً: الشخصيّة المرنة والمتسامحة. والشخصية التي تدافع عن «الموضوع» و«الهدف» بكل صدق وأمانة. تُريك بأنّه كان بالفعل مناضلاً تاريخياً. لم يقف الحصار ولا السجن عن قبوله بلقاء قادة البلاد (الذين ظلموه واضطّهدوه وعذّبوه) للوصول إلى تسوية سياسية، ولم تجعله لقاءاته الودّية يتراجع أو يُميّع مطالبه، حتى بعد كل هذه السنين، دائماً! إنّه صاحب قضيّة وتجربة، والحل دائماً في السياسة والمشاركة!
لم تؤثّر كلمات أم جميل في الشيخ الجمري. ظل متمسّكاً بمنهجه. كأنّه يريد أن يقول لها يمكننا أن نغيّر. يراهن على التغيير ليس في عقليّة النظام فقط، بل حتى في عقول الناس. يراهن على ذكائهم لا على التحجّر. بعد خروجه من قصر الأمير وإلقائه كلمة الاعتذار أمام شاشات التلفاز «كان يتمنّى لو أن الأرض تنشق وتبتلعه، كان مختنقاً ولا يريد الوصول إلى بني جمرة، ولكن عندما وصلنا القرية تفاجأنا بالآلاف من الناس تنتظره ولم يكن يتوقّع. قال لي: أنظر يا ولدي، هؤلاء الذين أراهن عليهم، ولن أتنازل عنهم»، يقول صادق. من بين أوراقه وملاحظاته وذكريات رفيقة دربه وأولاده، يمكنك قراءة الإنسان والمثقّف الرفيع الذي كان عليه الرجل ذو البصمة الأكبر على تاريخ المعارضة الحديث والمعاصر. تستغرب إصراره على أن يكون المحامي عبدالله هاشم من بين فريق الدفاع عنه رغم وجود حسن رضي وعبد الشهيد خلف!

قصصنا نحن على سفرة «الريوق»
وأنت تقرأ نسيج الحصارات، تتمثّل لك الأسماء التي تعنيك حيّة، الأسماء التي تتخيّلها مصوّرة في مسلسل تلفزيوني طويل، منذ العشرينيات إلى اليوم بدءاً من ملا عطية الجمري، وصولاً إلى الشيخ سليمان المدني، عبد الهادي خلف، الشيخ عيسى قاسم، د. علي العريبي، السيد جواد الوداعي، الشيخ عبد العظيم الربيعي، علوي الشرخات، عبدالله منصور، ووصولاً إلى رواة السيرة: صادق، ومهدي، ومنصورة، وعلي. الكلام عن الناس هو أجمل وأرق ما يُمكن أن يُحكى. الاهتمام بقصصهم، المعروف منهم والمغمور، يجعلك تحس بقيمة أن تكون حيّاً ترزق وتسمع قصص الأحياء والموتى. يملأك كتاب الحصارات بكل الأحاسيس الحيّة. تحس بأنّه كلام منك وفيك. على سفرة «الريوق» (الإفطار) ذهبت أحكي لأمّي قصص بعض هؤلاء، الذين كانت تعرفهم عن كثب هي الأخرى. صرت أختار لها قصتين كل يوم، مثل فكاهات الملا عطية، أو يوميات أم جميل في النجف. في عصر الميديا الذكيّة والنتفليكس، نحن نحتاج أن نسمع قصصنا نحن، ونحترم قصصنا نحن، ونضحك على قصصنا نحن، لا قصص وتاريخ الآخرين. لماذا نبدو وكأنّه ليس لدينا تاريخ ولا قصّة!

قصّته هو
في آخر أيام حياته، اهتم الجمري بالتاريخ، تاريخه هو، قصّته هو، التي ستظل في تاريخ هذه البلاد لمئات من السنين «انشغل بكتابة مذكراته وجاء على ذكر الذين أساؤوا إليه، كتب أسماءهم اسماً اسماً وما فعلوا به، ثم مزّق الورقة في القمامة. قال: أموت وهؤلاء يحيون بسيرهم فيّ؟ والله هذا لا يكون»، بقيت سيرته هو، وذهبت سير هؤلاء إلى مزبلة التاريخ. 69 سنة عاشها أبو جميل قضى منها ثلاث سنوات في السجن. لا بد أنّه ظل يتذكّر طوال حياته رواية الملا عطية لمشهد أبيه الحاج النسّاج العارف باللغة وأدبها وهو يتقدّم ليفدي والده حين جاء الفداوية لاعتقاله (1909) «قيّدوه بحبال مثبّتة في سرج الخيل وجرّوه من قرية بني جمرة إلى سجن أبو صبح». إنّه التاريخ يا بني!

التاريخ ليس صورة بورتريه
تفاصيله الصغيرة هي تفاصيل رجاله ونسائه وأطفاله، لا المظاهر ولا الرسميات. يظهر الجمري شفّافاً بهذه التفاصيل حتى في أهم الخطب، فلا بأس أن يبكي في الخطاب السياسي الأوّل بعد رفع الحصار ما قبل الأخير: اشتقت إليكم اشتياق يعقوب إلى يوسف (كنت حينها خارج جامع الصادق بالدراز، الذي غصّ بالجماهير. بكيت مع من بكى، وسمعت «حلطمات» بعضهم حين تحدّث الشيخ عن الأمير بلقبه الجديد «صاحب العظمة». صادقة أم جميل).
يصوّر التاريخ شخوصه بأسمائهم وأرقامهم وصورهم التي تطبع في أذهان الناس بجدّيتها ورسميتها والمحاطة بالهيبة والوقار و«الشخصية» والكاريزما. لكن التاريخ ليس صورة بورتريه، إنه لا يصنع من هؤلاء. التاريخ سيرة الناس والشخوص، بعواطفهم وتناقضاتهم وارتباكاتهم، كيف فكّروا وبماذا أحسّوا وكيف تفاعلوا، لا سيرة الحدث المجرّدة والمصوّر كخط زمني منظّم وواضح و«سلسلة» من الأحداث وتبعات الأحداث. حين يكتب بلجريف التاريخ يكتبه من يوميّاته الشخصية. يجعل الحدث جزءاً من سيرته هو، ويجعل سيرته هي التاريخ. أمّا إذا تحوّل الحدث إلى موضوع، والناس إلى مجرد واضعين يجب أن نحلل أفعالهم (سوسيولوجياً وسياسياً وأنثروبولوجياً وإبستمولوجياً و...) فنحن نحيل التاريخ إلى صورة مركّبة، لا صورة حيّة، زاعمين أن كل شيء فيه كان خاضعاً إلى «نظام» ما، بينما هي لحظات إنسانية مبعثرة، أكثر ما أثّر في وقوع أحداثها مشاعر وغرائز وأفكار متناثرة ومتغيّرة وبعضها غير مفهوم الأساس أصلاً. لا يحتاج التاريخ كل هذا التعقيد، الحقيقة فيه أبسط بكثير حين يكون مسروداً في «سيرة». تحضر هذه اللحظات، وهذه التفاصيل في كتاب الحصارات. إنّه كتاب «السيرة» و«التاريخ» عن جدارة. تتقاطع تجربة المحروس مع تجربة «سوق الجنّة» و«بروفايل» (صحيفة الوقت)، المشروع الذي قاده الكاتبان علي الديري وباسمة القصاب، ليشكّل نواة كتابة التاريخ (الحاضر) في شكل سيرة. هكذا سنرى الديري لاحقاً يُدخل رواية التاريخ في سير جدّاته وقريناتها «قارئات المأتم»، وفي سير أبيه وأبي أبيه. وسنرى القصّاب في سيرة المحامي البحريني الشهير حسن رضي وسيرة ثورة ظفار وسيرتها هي داخل «جماعة الأمر» السرّية. تلك هي سير الشخوص والجماعات والعوائل والقرى، سيرنا نحن، وما يكوّن تاريخنا.
كل معرفتي بالمحروس كانت من خلال الصورة. التقيته أوّل مرة صدفة في مكتب باسمة القصاب بصحيفة «الوقت»، ثم رأيته بصحبة صديقه، أبو المثقّفين، علي الديري، يتجوّل بكاميرته في أرجاء المنامة. ظننت أنّه لا تُهمّه إلا الصورة. ظننت أن الصورة هي ما تعرّفه. لكنّ كتاب الحصارات، أعطاني بعداً آخر لفهم الصورة، وفهم الحقيقة، وفهم أحاسيسنا بهذه الصور والحقائق.
* كاتب بحريني

هامش:
(1) كتاب «نسيج الحصارات» للكاتب البحريني حسين المحروس، يروي سيرة زعيم المعارضة البحرينية الراحل الشيخ عبد الأمير منصور الجمري. صدر عام 2020 عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر»، بيروت. وهو جزء من كتب سيرة عدة أصدرها الكاتب منها «نسيج العمامة» عن الخطيب العدناني. اعتمد الكاتب أسلوب الرواية على لسان الشهود الذين التقاهم لسرد جانب من سيرة الشيخ الجمري، وأهمّهم زوجته أم جميل (زهراء ملا يوسف ملا عطية الجمري)، وعضّدها باقتباسات من مخطوطات ومذكّرات ووثائق ومصادر أخرى اعتمد عليها. عرض الكاتب أيضاً صوراً لمجموعة نفيسة من الوثائق والصور الفوتوغرافية الخاصة بالشيخ في القسم الثاني من الكتاب (165 صفحة).

(2) الشيخ عبد الأمير الجمري (1937-2006)، عالم دين شيعي والزعيم الروحي والسياسي للمعارضة في البحرين خلال انتفاضة التسعينيات. كان نائباً منتخباً في المجلس الوطني 1973-1975، وشارك في تأسيس «جمعية التوعية الإسلامية»، مدرسة ومؤسسة دينية شيعية مرخّصة رسمياً. قاد انتفاضة التسعينيات، للمطالبة بعودة العمل بالدستور وإعادة الحياة البرلمانية بعد تعطيلها 25 عاماً. تعرّض للسجن والتعذيب والإقامة الجبرية.

(3) في عام 2018 أطلق مركز «أوال» للدراسات والوثائق مشروع «أرشيف الشيخ الجمري» كجزء من مشروع محرّك بحث «أوال» الخاص بالأرشيف البحريني. جمع الأرشيف الإلكتروني 2870 وثيقة ورقية من مكتبة الشيخ الجمري ومن أسرته وبعض أصدقائه ومحبيه. يشمل الأرشيف وثائق برلمان 1973، وثائق القضاء، وثائق دينية وحوزوية، مخطوطات، خطب، محاضرات، رسائل، ووثائق كثيرة تتعلّق بعمله السياسي. تم فرز الوثائق وتصنيفها وتبويبها لتتاح أمام الباحثين والمهتمّين، ويمتد نطاقها الزمني من عام 1962 وحتى وفاة الشيخ عام 2006.