إلى شركائنا في الإستراتيجية الدفاعيّة المنشودة ممّن يحرصون على ذكر سلاح المقاومة عند كلّ مفرق. نحن نعتذر منكم،
لأنّ لدينا قائد حكيم وأمين استطاع أن ينسج تحالفات وتفاهمات على مستوى الشرفاء في كل الوطن بدءاً من رأس الهرم في يوم اللّقاء التاريخي في مار مخايل.
نعتذر لأنّنا ممانعون لخطّ الباطل أينما كان.
ولأنّنا ننتمي إلى طائفة صار توحّدها تُهمة.
ولأنّنا حريصون على وحدة اللبنانيّين الشرفاء من كل الطوائف والانتماءات.
ولأنّنا استطعنا بقوّتنا حماية حدود لبنان ونفطه ومياهه.
ولأنّنا حائزون على تأييد كل الشرفاء من كل الطوائف و«كمان تأييد كل الشيعة» الذين تقولون أنّهم مصادرون.
نعتذر لأنّنا مددنا اليد للشرفاء من كل الطوائف.
ولأننا تمكّنا من تأمين الدعم لأهلنا وناسنا ومحبّينا.
ولأننا استطعنا إعمار بيوت وطرقات ومدارس ومعابد كل الطوائف لأهلنا وناسنا كان قد دمرها العدو.
ولأننا نجحنا في تأسيس مقاومة ردعنا بها عدواً ظنّ العالم أنه لا يُقهر.
نعتذر لأكثر من ثلاثة آلاف شهيد ضرّجت دماؤهم أسوار الوطن.
نعتذر لأنّنا حاربنا التكفير.
نعتذر لأنّنا هزمنا العدو.
ولأنكم رفضتم مشاركتنا في مقاومته بحجة مصادرة المقاومة.
ولأنّنا قمنا بتوزيع المازوت لشعبنا لتدفئته وتشغيل مصانعه وقطاعه الاستشفائي والصحي على امتداد الوطن.
ولأننا نجحنا بتأمين المواد الغذائية للناس لكل الناس.
ولأننا استطعنا تأمين دواء للمرضى المستضعفين.
أليست هذه الأفعال من صلب الإستراتيجية الدفاعية التي نبحث عنها نحن وأنتم؟
طيّب إذا كنتم في استراتيجيات التدخل الصحي والمعيشي الطارئ، تتهمونا وتنكرون على الشعب حقه في هذه الإستراتيجية التي هي استراتيجية اجتماعية معيشية كفائية غذائية صحية، وأنتم ترفضونها، كيف يمكن أن نصدق أنكم تريدون حماية أهلنا وتسمحون باستراتيجية مواجهة حقيقية مع عدو لا يرحم، ولا يزال يهدّد بتدمير كل مقومات لبنان الحياتية. وتلك يجب أن تكون استراتيجية دفاعية حقيقية تحمي شعبنا غير تلك التي في عقولكم ونيّاتكم الخبيثة.
إذا كنتم تحاكومننا على تأمين ربطة خبز وحبة دواء تجلبان الأمان لأهلنا، وتتهموننا بأننا «دولة»، وتنكرون علينا واجبنا في وضع استراتيجية معيشيّة اجتماعية... إذا كنتم لا تقبلون أن نؤمّن للناس بعضاً من حقوقها الضائعة، أي حق الناس في الأكل.. إذا كنتم لا تقبلون بـ «استراتيجية الطبيخ»، فكيف يمكن أن تسمحوا باستراتيجية دفاعية عسكرية حقيقية فاعلة.
بصراحة من يطلب الاستراتيجية الدفاعية هو يغلّف مطلب سحب السلاح والارتماء في حضن العدو بلغة متفلسفة مشبوهة مخادعة.
إن سلاحنا عنوان وجود لبنان الحقيقي العزيز، وعنوان وجودنا وعزّتنا وقوّتنا، وعزة لبنان الشهداء منذ أحمد قصير، وكل من استشهد دفاعاً عن لبنان من كل الطوائف، وحتى بزوغ الفجر الصادق لحلم الأنبياء في زوال الاحتلال. احتلال العدو الصهيوني لأرضنا. هؤلاء الشهداء دفعوا ثمن لبنان الحلم الذي كان وما زال ثمنه أنهاراً من دماء الشهداء، وألم الثكالى، ونواح الأمهات، وتضحية الآباء... ولن يكون هناك خلاص للبنان إلا على ضفاف نهر التضحية والفداء.
كلمات أرسلها من على حدود الوطن، والاستقلال الحقيقي، علّنا نصل إلى يوم نتّفق فيه على مصالحنا إذا لم نتفق على تشخيص عدوّنا.

*مهندس وسياسي لبناني