كذبَ المنجمون والمشعوذون
يُتحفنا المنجّمون والبصّارون و العرّافون و المشعوذون بين الحين والآخر بالأكاذيب والأضاليل ليسمعونا أحاديثهم الضعيفة والركيكة التي يسهُلُ لأي مُدركٍ أن يشعر بها من خلال ما يدور في هذا المجتمع٬ وما هذه الأحداث التي حصلت وتحصل ومن البديهي أن تحصل بنسبةٍ كبيرةٍ جداً، إلا تحليلات سياسية واجتماعية وثقافية منطقية يمكن أن يتنبّأ أو يعلَمَ بها أيَ شخصٍ او صحافي يملك بصيرة متواضعة.

هذا إن لم نقُل أنَ مُعظم المعلومات مأخوذة عن متابعة الأحداث والتطورات وتحليلها ومطالعة الصحف ولا سيما الدخول إلى مواقع الانترنت... أما «المُضحك» في هذه التنبؤات إكثارُ التحذير من الأعاصير والفيضانات والزلازل المدمّرة وخصوصاً في المناطق الأكثر تعرّضاً (شرق آسيا)، ناهيك عن المعطيات الصحية والأمنية للزعماء والسياسيين والإنقسامات السياسية وسياق الإغتيالات والتفجيرات وظاهرة الإرهاب، إضافة الى الخلافات الناشبة بين الدول.
إنهُ لمن المؤسف أن معظم الشعب يُصدّق هذه «الحقيقة الواهمة» وهذا الإستخفاف به٬ فكفى استهزاء بهذا الشعب أيها المشعوذون ولتتنبؤوا لأنفسكم ومُمتلكاتكم وأقربائكم وأحبائكم إن استطعتم واتقوا شر الساعة التي قد تأتيكم من تنبؤاتكم.
ومن هنا كلمةُ حق تُقال بأن العديد من الدول وأنظمتها حسناً فعلت عندما لاحقت وحاكمت أولئك المنجمين والمشعوذين المسؤولين عن هذه الآفة الخطرة. ولا بُدَ من سؤالٍ يطرح نفسه، ألا وهو: لماذا إصرار بعض وسائل الإعلام على تسليط الضوْء على هؤلاء المشعوذين وإعطائهم حجماً أكبر من حجمهم؟
عباس حيوك ــــ عيتا الشعب