الأرقام 33، 22، 11 هي ليست أرقامًا حسابيةً ولا معادلات مدروسة!إنها أيامُ مواجهات إسرائيل في حروبها ضد المقاومة. بعد 33 يومًا على القتال، فشلت إسرائيل في البقاء في الجنوب اللبناني خلال حرب تموز، وانسحبت بعدما أُحبطت مساعيها للتوسع في الأرض اللبنانية ومحاولاتها في إفشال المقاومة. وقاتلت 22 يومًا في حرب الـ2008 التي شنتها على غزة (معركة الفرقان) أو مجزرة السبت الأسود، ثم اضطرت إلى وقف إطلاق النار والتهدئة.
والآن، بعد 11 يومًا من المواجهات القاسية مع المقاومة الفلسطينية ينسحب الكيان الصهيوني ويتوقف عن إطلاق النار والمواجهة ليدخلَ للمرة الثالثة في صفحات التاريخ ذليلًا كسيرًا.
عندما نلقي نظرةً على هذه الأعداد والتواريخ، تلفتُنا ظاهرة العدّ التنازلي 3-2-1-.... نحو زوال إسرائيل، وها نحن قاب قوسين أو أدنى من النصر النهائي. ها هي إسرائيل تقترب من زوالها عن الخارطة. وستتعافى المنطقة من تلك الغدة السرطانية المزروعة منذ عقودٍ في جسد الأمة الإسلامية.
إنّ شعار "القدس أقرب" الذي أطلق في يوم القدس العالمي هذا العام، كان تلبيةً لنداء الإمام الخميني (قده) وتأكيدًا لدعوة الإمام الخامنئي القائد (دام ظله) ومواصلةً لمسيرة سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله) في هذا اليوم. وبذلك أصبح هذا الشعار الذي تصدّر الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات الإلكترونية. وكان ذلك بالتزامن مع التعاطف العالمي لشعوب العالم من دون استثناء مع القضية الفلسطينية.
هي خطواتٌ متكاملة نحو طريق التحرير. ولا شكّ في أن الشعارات التي تطلق عبر الفضاء الافتراضي هي كذلك مقاومةٌ في جبهات الحرب الناعمة؛ هذه الحرب التي تتطلّب التصدّي والانتفاضة والمقاومة، تمامًا مثل الحروب العسكرية والاقتصادية.
لم يعد التاريخ يحتملُ كل هذا الظلم والاغتصاب. لعلّنا أمام بداية النهاية؛ نهاية إسرائيل ومحو اسمها من ذاكرة فلسطين بدماء شهداء المقاومة؛ هذه الدماء التي بلغت ذروة غليانها مع ارتقاء الحاج قاسم سليماني شهيدًا.
القدسُ أقرب... وبعد ثلاثة، إثنين، واحد...
سوف تدقُّ الساعةُ الصفر... بإذن الله!

* الملحق الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا