المبادرة التي أطلقناها عشية شهر رمضان المبارك في المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، من أجل عقد ملتقى افتراضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لرفع الحصار عن سوريا، ولإلغاء العقوبات على الشعوب المحاصرة، والتي تجاوب معها حتى الساعة أكثر من 300 شخصية عربية ودولية، هي واحدة من مبادرات أطلقها القيمون على المركز في مواجهة كل حصار واجهه بلد عربي أو صديق منذ سنوات.فالوقوف إلى جانب سوريا في وجه الحصار، هو استكمال لحملتنا ضد الحصار الأميركي على العراق منذ عام 1991، والتي شملت تنظيم رحلات جوية لكسر الحظر الجوي، ووفود برية، وجمع أدوية لصالح شعبٍ ما بخل يوماً على أمّته العربية والإسلامية وشعوب العالم.
ومحاولات كسر الحصار على غزّة، سواء من خلال سفينة الأخوة اللبنانية التي انطلقت من ميناء طرابلس (الميناء العربي الوحيد الذي انطلقت منه سفينة باتجاه غزّة في شباط 2009) وأسطول الحرية لكسر الحصار عن غزّة والذي استشهد فيه عشرة متطوعين أتراك وأصيب فيه عضو الهيئة التأسيسية في مركز التواصل الدكتور هاني سليمان على متن سفينة مرمرة، التي شاركتُ فيها شخصياً برفقة مطران القدس الراحل هيلاريون كبوتشي وأبي الشهداء محمد شكر، والعديد من القوافل البرية، أبرزها قوافل شريان الحياة البرية مع المناضل الأممي جورج غالاواي التي وصلت إلى غزّة انطلاقاً من الأراضي السورية فالأردنية والمصرية، حتى قطاع غزّة المحاصر.
ولقاءات التضامن ضد العقوبات الأميركية على ليبيا واليمن، وصولاً إلى إيران وفنزويلا وكوبا الشمالية وروسيا والصين، كانت تعبيراً عن إدراكنا أن هذه العقوبات هي جرائم حرب ضد الإنسانية، وأن من واجب الإنسانية كلّها أن تتصدّى لها. وحين عقدنا في المركز في الأول من حزيران عام 2019، اجتماعاً تحضيرياً في بيروت لإطلاق حملة إلغاء العقوبات ضد سوريا، حضره 150 شخصية عربية من رؤساء وأمناء مؤتمرات واتحادات وهيئات وأحزاب عربية، كنّا ندرك أن معركة رفع الحصار عن سوريا، كما اليمن وليبيا وكل قطر عربي هي معركة واحدة تهم الأمّة جمعاء، كما الإنسانية كلّها.
وملتقانا الافتراضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الجمعة المقبل، مع مطلع شهر رمضان الفضيل، هو تأكيد جديد على وحدة الأمّة في مواجهة ما تتعرّض له من عدوان أو احتلال أو حصار او فتَنٍ بغضّ النظر عن المسافة السياسية التي تفصلنا بهذا النظام أو ذاك، كما هي تعبير عن البعد الإنساني لعروبتنا التي رأيناها دائماً هوية تنطوي على مشروع نهوض قومي إنساني معاً.
وإنّ ملتقى بيروت لرفع الحصار عن سوريا، وفي هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم في أجواء انتشار جائحة «كورونا»، هو خطوة لترميم الأخوة العربية والتضامن الإنساني.

* منسق العلاقات الدولية في المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن