صدمتُ بفيديو وصلني يقول فيه رئيس نادي «النجمة» أسعد الصقال أمام جزء من جمهور النادي، خلال حالة من الهرج والمرج، عبارة «أخلاقي ما بتسمحلي اعمل متل تميم سليمان» أي رئيس نادي «العهد»، فرجاءً قل لنا في فيديو آخر ماذا يفعل تميم سليمان ولا تقبل به أخلاقك؟ ولو سمحت لك أخلاقك لتفعل مثله لكان نادي النجمة يعج بالكؤوس والألقاب وليس بالنكسات والخسارات والتهم والشكاوى.
لم أفكّر يوماً بالرد أو التحدث بما يجرحني ويجرح إخوتي، ولكنني قررت التكلم، وأنا معروف لمن أنتمي. فأنا تربيت في مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكلامي لا علاقة له بالسياسة ولا بالصراع بين «النجمة» و«العهد». كنت من مشجّعي «النجمة»، ولكن بريق النادي اختفى بعد تسلّم أسعد الصقال رئاسته، فليس كل شيء باللعب على أرض الملعب، بل هناك إدارة نادي إما تكون ناجحة كما يفعل اليوم تميم سليمان في رئاسته لـ«العهد»، وإما تكون فاشلة كما إدارة الصقال اليوم لـ«النجمة».
أعتبر نفسي من الأشخاص الذين عاشوا على مدرجات نادي «النجمة» وتربّوا في ملاعبه واكتسبوا الأخلاق من إدارته وجمهوره، وأنا أتحدث بحرقة على نادي «النجمة» الذي أعتبر جمهوره أهلي وإخوتي. الصراع ليس سياسياً لأن خطي السياسي معروف. أما أن تصل الأمور الى هذا الدرك فلن نسكت! أسعد الصقال صديقي، لكن لن نسكت على الإهانة أبداً لأن الكوب فاض هذه المرة.
فيا أسعد الصقال، يكفي ما فعلته العام الماضي، ويكفي أيضاً إلقاء الإهانات ورمي الأحقاد على تميم سليمان، صحيح أن الشجرة المثمرة تُرشق دائماً بالحجارة، ولكن من ناجحين وليس من فاشلين. فما تفعله يا سعادة رئيس نادي «النجمة» هو أنك تحاول إخفاء فشلك خلف إصبعك بتهم من هنا وكلام ظالم من هناك. وهنا يجب أن نذكّر بما فعلته بحق لاعبيك ومدرّبك وجمهورك، فحاولت فتح السجون لهم بتهم وتهم بين مراهنات وفساد وقدح وذم، وتبيّن أنها من نسج الخيال لنقل المشكلة من مكان الى آخر والاختباء مما بات واضحاً وضوح الشمس.
فيا صديقي أسعد، الرياضة هي ربح وخسارة، هي أن تحمل الكأس مرة وتتفرج عليها بيد غيرك مرات، الرياضة هي أن تتقبل الخسارة بروح رياضية، فتذكّر هذه العبارة دائماً أرجوك «الروح الرياضية» واكتبها فوق مكتبك، عساها تنعكس على أدائك. ففي كل خسارة لا تبحث عن الحل، بل تبحث أين تلقي خسارتك وعلى من تلقيها، رغم أن الرياضة رسالة وليست كؤوساً من التنك مطليّة بالذهب المزيف، فالكأس يأخذها الإنسان على روحه الرياضية وأخلاقه لان الكأس الحديديت تأكلها الغبار بعد أسبوع على الرفوف وتبقى الأخلاق لا غبار عليها.
أسعد، أقول لك كفى، لأن كل ما تفعله وكل ما تقوله لا يمثل آل الحريري ولا إرث آل الصقال، فأنت ابن بيت محترم ووالدك محبوب من بيروت، وصولاً الى كل الدول العربية، فما تفعله واضح وهو محاولة لشد عصب «النجمة» الداخلي عبر فتح إشكال مع تميم سليمان.
ارحم «النجمة»، فمنذ اتهام لاعبيك بالمراهنات، وصولاً الى تقديم شكاوى بحق جمهور «النجمة»، وصلت الأمور بك الى اتهام «العهد» بالفوز بطريقة غير شرعية. فتميم سليمان حقق بطولات وكؤوساً وانتصارات ونتائج في لبنان والخارج وحقق محبة كبيرة لدى جمهور «العهد» ولاعبيه، ووقف معهم وضحك معهم وبكى أيضاً معهم وجلس معهم على المدرجات ولم يضع مرافقين حواجز بينه وبينهم. وعندما خسر، لم يخفِ الخسارة بإلقاء اللوم والتهم واختراع ما لا يصدقه عاقل ولا حتى مجنون، بل بث الروح الرياضية والألفة والمحبة. تميم سليمان يعيش بين الصحافيين ولم يهدّد صحافيا يوماً، ولم يدّعِ على أحد ولم يتفوّه بكلمة خاطئة بحق أي إعلامي، فرجاء افعل مثله واسمح لأخلاقك بأن تتمثل بأخلاقه ولو قليلاً.

*مشجّع سابق لنادي «النجمة»