يعتبر الوضع الحقيقي لما كانت عليه منطقة ومدينة أورشليم ــــ القدس في العصر البرونزي، والعهد الأول من العصر الحديدي، واحدة من أكثر قضايا التاريخ الفلسطيني أهمية وخصوصية وتعقيداً لدى الباحثين المتخصصين بالتاريخ القديم وعلم الآثار «الأركيولوجيا» والعلوم الأخرى القريبة منهما. وقد تأتّى ذلك من أن الرواية التوراتية أنشأت لنفسها ركائز تسلطية قوية، مبنية على مزاعم لا تأريخية حول دور العبرانيين، بني إسرائيل، اليهود ــــ على ما بين هذه الكلمات من غموض وفروق جوهرية في المضمون ــــ في هذه المدينة المقدسة اليوم لدى معتنقي الديانات الإبراهيمية الثلاث. وقد نجحت تلك الرواية الدينية التوراتية، خلال القرنين الماضيين، في أن تجعل من سرديتها نصاً تاريخياً رئيساً معترفاً به، ومعه جعلت التاريخ الفلسطيني العام هامشاً تابعاً ومكمّلاً، على العكس مما هو عليه واقع الحال، حيث تبقى السردية التوراتية هامشاً صغيراً في السردية الفلسطينية الألفية الأشمل.وبالتالي، فقد نجحت ــــ السردية التوراتية ــــ في أن تسود، وتتحول إلى قناعة مهيمنة لأسباب عدة، منها قوة التضليل والتزوير الاستشراقي، وخصوصاً لدى اليهود والمسيحيين الصهاينة من البروتستانت إلى درجة بالغة الضلال والجهل، ومنها أيضاً تخبط وقلة كفاءة الخطاب التاريخي والإعلامي العربي والفلسطيني للأسف. لقد بلغت الفعالية التضليلية والتزويرية الصهيونية ذروتها مع الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، الذي لا يختلف كثيراً عن زملائه الرؤساء من حيث جهله المدقع بحقائق التاريخ القديم والحديث، والذي بادر إلى الاعتراف بأورشليم ــــ القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني «إسرائيل» لأنها كما قال مدينة بناها اليهود وسكنوها! في حين أن التوراة نفسها لا تقول ذلك، بل تعترف في مواضع عديدة بأن المدينة يبوسية، بناها وسكنها اليبوسيون وقومهم الكنعانيون وهم من سمّوها بهذا الاسم، ولا علاقة تأسيسية لها بالعبرانيين أو بني إسرائيل القدماء شبه المنقرضين؛ لا لناحية تأسيسها ولا لجهة تسميتها أورسالم أو أورشاليم، أورشليم ولا من حيث ديانة سكانها وهويتهم الإثنية قديماً وحديثاً.
من المؤسف، على الجانب المقابل من المشهد، أن هناك من العرب المعاصرين، باحثين وكتّاباً ومواطنين عاديين، يجهلون حقيقة اسم «أورشليم»، يتحرجون من ذكره ويرفضون استعماله بمفرده أو إلى جانب اسم القدس المعاصر العربي، ظانين خطأً أن «أورشليم» اسم عبري أو يهودي أو إسرائيلي، وما هو كذلك، بل هو اسم كنعاني جزيري «سامي» أطلق على المدينة قبل ظهور العبرانيين في المشهد التاريخي الشرقي بأكثر من ألف عام، كما سيأتي بيان ذلك مفصلاً في عدة مواضع من هذه الدراسة. فأول ذكر للعبرانيين ــــ إذا افترضنا جدلاً صحة التفسير القائل بأنهم هم أنفسهم الخابيرو أو العابيرو ــــ قد ورد ذكرهم لأول مرة في التاريخ سنة 1369 ق.م، في إحدى رسائل تل العمارنة خلال هجومهم على شكيم، فإن أورشاليم القدس الأولى كانت قائمة خلال الألف الثالث ق.م.
إنَّ من الباعث على الأمل وجود بداية ليقظة في هذا المضمار في السنوات القليلة الماضية بين بعض الكتّاب والباحثين العرب عبّرت عنها أصوات عدة. من ذلك مثلاً ما كتبته منال زيدان ــــ من «مركز يافا للدراسات» ــــ تحت عنوان «أورشليم «القدس» اسم عربي كنعاني». ورغم تحفّظي على اعتبارها الكنعانيين عرباً كما تقول الصيغة الصحافية الشائعة، فالصحيح علمياً من الناحية الإثنية والأنثروبولوجية «الأناسية» هو أن الكنعانيين واليبوسيين والأموريين والعرب والأكديين جزيريون «ساميون»، ولكنني أتفق مع جوهر ما عَنَتْهُ الكاتبة من أن اسم «أورشليم» لا علاقة له بالعبرانيين أو الإسرائيليين القدماء، وبالتالي لا حرج أبداً من استعمال هذا الاسم الجزيري الكنعاني؛ بل الحرج هو من التردد في استعماله وتركه للإعلام والسردية الصهيونية غنيمة باردة تم التنازل عنها عربياً.
تدعم الكاتبة زيدان رأيها بحجج تاريخية منها أن «أقدم أثر لاسم أورشاليم، يحمل اسم مدينة أوروسالم إلى الفترة ما بين 2000 ق.م - 1900ق.م، وقد عثر على قطعة أثرية عام 1926م وعليها نقش أورشليم، ويظهر الاسم مرة أخرى في إحدى الرسائل التي تم اكتشافها ضمن مجموعة من الألواح عام 1887 في تل العمارنة في مصر الوسطى» («دنيا الوطن»، عدد 2017/05/11)، وكما ذكرنا، فهناك تاريخ أقدم من ذلك لنشوء أورشليم القدس الأولى باسمها الجزيري «السامي» هذا: أورشاليم.
باحثون وكتّاب ومواطنون عاديون يجهلون حقيقة اسم «أورشليم»، يرفضون استعماله ظانين خطأً أن «أورشليم» اسم عبري أو يهودي أو إسرائيلي


تؤكد الأركيولوجيا عبر دراسة طبقات الأرض هذا المعنى بخصوص القدس القديمة. ويعتقد الباحث العراقي خزعل الماجدي في كتابه المهم «تاريخ القدس القديم» أن بُناتَها الأوائل هم الأموريون، مستدلاً على ذلك من «بقايا الفخاريات المصبوغة وقواعد الأعمدة والسقوف؛ والتي عثر عليها في موقع القدس القديمة، وتعود الى الألف الثالث قبل الميلاد كما أكد باحثون؛ من بينهم شيلوح وباركر ومانكلستر» (ص 72 وما بعدها). وهذا يعني ــــ من وجهة نظر الماجدي ــــ أن القدس بُنيت مع بداية العصر البرونزي، أي قبل مجيء الكنعانيين واليبوسيين... وأنها، على الأرجح، كانت أمورية البُناة والهوية، قبل أن يصل اليبوسيون الى منطقة التلال الوسطى في فلسطين وبعدهم وصل الكنعانيون وأعادوا بناءها. أما أول إشارة إلى اسم المدينة بصيغة «روشاليموم» في أثر مادي، فقد وردت في نصوص اللعن التي تعود إلى عهد الفرعون سيزوستريس الثالث (1878 – 1842 ق.م)، كما يقتبس الماجدي عن كارين آرمسترونغ في كتابها «القدس مدينة واحدة، عقائد ثلاث». يُسهب الباحث الماجدي بخصوص اسم أورشليم، ويعرض لقرائه جدولاً مهماً عن تطوراته وتحولاته واشتقاقاته على الصفحة 92 من كتابه، ومنه نفهم أن اسم «أورشليم» مرَّ بعدة مراحل وهيئات لفظية، نذكر أهمها الآتي:
● أورشليم ــــ في آثار من مملكة إيبلا.
● أورسالم ــــ في ألواح أكدية من العراق القديم.
● يوروشاليم ــــ في نصوص الطهارة من مصر.
● أوشاميم، في نصوص اللعنات ــــ من مصر.
● أوشاليم ــــ مصر، أورساليمو ــــ أموري.
● شهر شلايم ــــ في ألواح أوغاريت.
إضافة الى أربعة أسماء أخرى، وجدت في رسائل تل العمارنة يُعَتقد أنها أطلقت على أورشليم القدس، رغم أنها بعيدة لفظاً عن أورشليم. ويخلُص الماجدي إلى أن «أغلب أسماء القدس في العصر البرونزي دارت حول «أورشليم»» (ص 92). ويستدرك مرجحاً أن «أقدم اسم معروف للمدينة، وقد يكون سابقاً على كل هذه الأسماء، هو اسم «منورتا» الذي يوحي باسم سامي آرامي يعني «الشمعة أو الضوء»...» ثم يعود الباحث ويرجح أن هذا الاسم ربما كان أمورياً وليس آرامياً بناءً على تحليلاته اللغوية التاريخية، ويمكننا أنْ نلحظ هنا القرب اللفظي الحروفي بين مفردة «منورتا» الآرامية التي تعني الشمعة أو الضوء وشقيقتها «منورة» العربية الحية المُحيلة الى المعنى ذاته. وكانت آرمسترونغ في كتابها «القدس مدينة واحدة، عقائد ثلاث» (ص 28)، قد رجّحت أن تكون ترجمة مفردة «يروشاليم» الحرفية هي «شاليم هو الذي وضع الأساس» وتضيف «ففي العالم القديم بالشرق الأدنى والبحر المتوسط، كان الناس يعتبرون أن الاستيطان والتخطيط من الأعمال الربانية»، أما شاليم فتعتقد أنه «هو نفسه الشمس الغاربة أو كوكب المساء».

في الإعلام الصهيوني
بعيداً عن رصانة البحث العلمي لدى المتخصصين، نجد أن الإعلام الصهيوني في دولة «إسرائيل»، قد ركز جهوده على عدد من خطوط الدفاع السطحي، وحاول القيام بعدة محاولات هجومية مضادة بائسة على صعيد نفي الصلة بين شعب فلسطين اليوم، سواء كانت الملايين التي ظلت مقيمة ومتشبثة بأرضها أو الأخرى المقتلعة منها والمهجَّرة إلى مخيمات اللجوء، وبين أسلاف هذا الشعب ومدينته أورشليم القدس، سواء كان هؤلاء الأسلاف القدماء كنعانيين أو «فلسطينيين» أو غيرهم من الأقوام الجزيرية السامية والبحرية التي عاشت واندمجت في فلسطين، طوال قرون عديدة، وصولاً الى الموجة الجزيرية «السامية» الأخيرة الشاملة بعد الفتح العربي الإسلامي قبل أكثر من أربعة عشر قرناً متواصلاً، والتي انتهت بإضفاء انسجام إثني كبير على الموجود الأنثروبولوجي والتشكّل الإثني الذي لم يسلم تماماً من تداعيات الحروب والغزوات والهجرات السابقة للفتح العربي الإسلامي في القرن السابع الهجري واللاحقة له.
إن هذا الحراك الأنثروبولوجي والإثني البطيء، والذي استغرق أكثر من أربعة عشر قرناً، لم يقتصر على فلسطين؛ بل حدث في جميع أقطار المشرق العربي شمال الجزيرة العربية، وخصوصاً في بلاد الرافدين وبلاد الشام؛ بل عبر سيناء نحو الشمال الأفريقي حتى ضفاف الأطلسي غرباً، وأعاد نسج الفَرْشَةِ الأنثروبولوجية والإثنية لشعوب المنطقة مجدداً، وبهذا القدر من العمق والتماسك أو ذاك.
ولعلّ من أكثر النصوص التي كتبها إعلاميون «إسرائيليون» إثارة للسخرية هو تلك المقالة العجيبة التي نشرها نداف شرغاي في صحيفة «إسرائيل اليوم» في 7 شباط (فبراير) 2014 تحت عنوان رنّان يقول «محاولة فلسطينية جديدة لتزوير التاريخ!»، يذكر فيها الكاتب عدداً من الأمثلة التي يحاول من خلالها نفي وجود أي صلة بين الفلسطينيين وأسلافهم الكنعانيين. ومن هذه الحالات ــــ الأدلة المضحكة يطرح شرغاي الآتي «خذوا على سبيل المثال السيدة سلمى فيومي من سكان كفر قاسم، التي عرضت بفخر كبير طعام «الكُشري» وبيّنت الطاهية من كفر قاسم قائلة: «جاءت عائلتي من مصر من الفيوم، وأنا سلمى الفيومي جئت من الفيوم».
أما المثال الثاني الذي يعرضه شرغاي فهو بخصوص السيد فتحي حماد وزير الداخلية في حكومة حماس في غزة، الذي طلب مساعدة مصرية أثناء العدوان الصهيوني العسكري الدموي على قطاع غزة (آذار 2012)، وقال كما يروي شرغاي إن «نصف عائلتي من جهة شخصية من مصر. فأين رحمتكم؟ وإن أكثر من ثلاثين عائلة في قطاع غزة تسمى المصري وإن نصف الفلسطينيين هم مصريون ونصفهم الآخر سعوديون». تصوروا هذا الاكتشاف العجيب: وجود سيدة فلسطينية من أصول مصرية وثلاثين عائلة من الأصول ذاتها في قطاع غزة الذي يقترب عدد سكانه من مليوني نسمة! أما العبارة التي ينسبها شرغاي إلى فتحي حماد من أن نصف الفلسطينيين مصريون والنصف الآخر سعوديون فهي أكثر سطحية وتناقضاً من غيرها، بل إن الجزء الأول من كلامه عن وجود ثلاثين عائلة غزية من أصول مصرية تكشف كذبها وتناقضها مع حكاية نصف الفلسطينيين من أصول مصرية.
ولكنَّ مقالات «إسرائيلية» من هذا النوع، وهي كثيرة كما يبدو، ولها قراؤها ممن يؤرقهم أصلهم العرقي المثير للجدل، ومبررات وجودهم على أرض شعب آخر بالقوة والعنف، تكشف لنا عن مستوى ضحالة الإعلام «الإسرائيلي» وتأزّمه حين يناقش أموراً علمية تتعلق بالتاريخ أو أنثروبولوجيا أو المورثات «الجينات»، والتي تحظر إسرائيل دراستها كما يخبرنا عالم المورثات الروسي أناتولي كليوسوف.
وبالمناسبة، فالعلم الأخير وهو من العلوم التجريبية التي لا تقبل الخطأ إلا نسبة تكاد لا تذكر، أثبت، وعلى أيدي باحثين أجانب من بينهم باحث «إسرائيلي» مشهور هو إران حايك، أن اليهود الأشكناز، والذين يشكلون قرابة 90% من يهود العالم اليوم لا ينتمون إلى الجينات ذاتها التي كان يحملها بنو إسرائيل واليهود العبرانيون في العصور القديمة. فيما عالم جينات روسي آخر هو البروفسور أناتولي كليوسوف أكّد خلال برنامج تلفزيوني (برنامج «رحلة في الذاكرة» بثته قناة «روسيا اليوم» بتاريخ 5 أيلول/ سبتمبر 2018)، أن الجين الذي يسميه بعض الباحثين الصهاينة «الجين الكوهيني» ويعتبرونه جيناً خاصاً باليهود، لا علاقة مباشرة له باليهود؛ بل هو جين عربي وجد عند العرب قبل اليهود بأربعين ألف سنة. وكنا قد توقفنا عند هذا الموضوع في دراسة بجزءين نشرت في «الأخبار» (عدد 4 تشرين الأول 2018).
بالعودة إلى هوية الأقوام القديمة في فلسطين الوسطى، سجل باحثون مرموقون كُثر ما مفاده أن العلاقة بين أحد هؤلاء الأقوام على اختلاف تسمياتهم: العابيرو والخابيرو والساشو، بنو إسرائيل، اليهود، الذين لا يزال الغموض يلف اسمهم وهويتهم وموطنهم الأصلي وبين هذه المدينة لا تتعدى علاقة مهاجرين متسللين أو غزاة في إقليمٍ شكَّلَ الغزو والهجرات ثيمتين رئيستين في كل تاريخه القديم. وقد سيطرت قبائل العابيرو على المدينة سكانياً وبشكل سلمي لقرنين أو ثلاثة في العصر الحديدي وليس في هذا العصر البرونزي، وسنتوقف عند هذه الحيثية لاحقاً بشيء من التفصيل. ثم ما لبثت المدينة وبلاد فلسطين كلها أن أصبحت متقلبة التبعية وبؤرة صراع إقليمي شرس بسبب موقعها الجغراسياسي، وكونها سُرَّةً تتلاقى فيها عوالم أفريقيا وآسيا وأوروبا، وعتلة العالم القديم المتنازَع عليها بين القوى الدولية الكبرى آنذاك كمصر الفرعونية وممالك وإمبراطوريات بلاد الرافدين وبلاد فارس والمقدونيين؛ فالرومان وصولاً الى الفتح العربي في القرن السابع الميلادي «سنة 637 م».
لقد كان الفتح العربي الإسلامي الأخير بمثابة إنهاء وتبديد لحالة الصراعات القديمة وإعادة تأسيس عميقة لهوية فلسطين الجزيرية السامية الأم، ولكن بنسختها العربية الطالعة في المشرق العربي، والمندمجة مع بقايا الفلسطينيين الجزيريين الساميين فيها من كنعانيين وغيرهم. أي أن الفتح العربي في القرن السابع الميلادي كان التجلي الجزيري «الجديد والأحدث» للمظاهر الأنثروبولوجية والإثنية الجزيرية الأقدم منه، والتي سبقته كالتجلي الأموري واليبوسي والكنعاني المندمج بشعوب الفلسطة والتكر البحرية، وهو التأكيد الأنثروبولوجي العملي والتاريخي لهوية فلسطين الجزيرية السامية الكنعانية لآلاف السنوات؛ ومن ثمَّ شقيقتها الهوية العربية الوارثة والجامعة للهوية الجزيرية الكنعانية منذ أكثر من ألف وأربعمئة سنة.
ومع تصاعد الترويج الصهيوني في أوروبا الغربية للرواية والرؤية التوراتيتين، والذي بدأ به الصهاينة البروتستانت قبل الصهاينة اليهود خلال القرنين الماضيين وقبلهما بكثير، وهذا ما يرصده ويوثقه الكاتب اليهودي المنصف إيلان بابيه في كتابه «عشر خرافات حول إسرائيل»، بدأت فؤوس علم الآثار «الأركيولوجيا» عملها الفعال والمنهجي العلمي في القرنين الماضيين، ومع ضربات تلك الفؤوس انهارت أجزاء كبيرة من صخور وجلاميد أسس الرواية التوراتية وتحولت الى رماد، وخصوصاً أجزاءها المتعلقة بالعصر البرونزي وحتى بدايات العصر الحديدي؛ وسنلقي نظرة فاحصة وتحليلية على حيثيات الموضوع في مناسبة قريبة مقبلة.

*كاتب عراقي
**هذه المقالة جزء من دراسة طويلة حول أورشليم القدس في العصر البرونزي ستصدر لاحقاً في كتاب «نقد الجغرافيا التوراتية ودراسات أخرى».