ثمة أمور عديدة يمكن الحديث فيها، ومنها تفجيرات ناقلات النفط في الإمارات المتصارعة. قد يقول قائل: طابخ السم سينتهي الأمر به إلى تذوقه، فقائمة جرائم مشيخات الخليج بحق العرب مثل جرائمهم ومؤامراتهم بعضهم ضد بعض، حافلة. لكن وجب الحذر في صحة الادعاء أن قوى خارجية هي من تقف وراءه. تعلّمنا ألا نثق بأي كلمة تأتي من هذه المشيخات السيبريانية الأنغلوأميركية. لننتظر. أو مثلاً الحديث في الكشف عن تهريب الذهب بمليارات الدولارات من دولة جنوب أفريقيا عبر الإمارات، كما ورد في تقرير لوكالة «رويترز».أما قيام المعتصمين السودانيين بتنظيم معرض للكتاب أمام مقر قيادة الجيش، فيستحق تناوله على نحو منفرد. لقد كنا دوماً من المعجبين برقيّ الشعب السوداني، وما زلنا. فلم أعرف سودانيًا لم يكن مثقفًا راقيًا في الجوانب كافة، ثم جاء الفيلدمارشال المخلوع ليحاول تحويله إلى نسخة عن نفسه، جاهلة، والآن يأتي مشايخ الخليج في أبو ظبي والرياض والدوحة، وهم جميعًا يأتمرون بأوامر لندن وواشنطن، ليحاولوا الانقضاض على انتفاضة الشعب السوداني وسرقتها، لكننا على ثقة من أن قوى الخير في السودان أقوى من قوى الرجعية وأنهم سيكنسونها، وأن أموال قارون نفسه لن تقدر على ابتياع كرامتهم وعزة أنفسهم وكبريائهم، أو حتى استئجارها.
ثمة الكثير الممكن الحديث فيه، لكنني سأركّز على فلسطين التي هي قضية العرب الأولى. الآن وقد أظهر عرب سايكس ــ بيكو مدى انخراطهم في المؤامرات الغربية الاستعمارية على شعوبنا وقضايانا، وانتقلوا إلى الفخر بعمالاتهم وتزويرهم لتاريخنا وتواريخهم غير المشرّفة، بات من الضروري مواجهه هذه التزويرات بقيام أهل الاختصاص من مربّين بوضع مناهج مدرسية للتلاميذ والطلاب، في مختلف مراحل الدراسة والأعمار، وباللغة والأسلوب المناسبين لكل فئة، عن تاريخ القضية الفلسطينية لتكون بديلة لتلك المفروضة في مختلف محميات سايكس ــ بيكو وغيرها، ووضعها في موقع خاص بها على شبكة الإنترنت.
لست خبيراً تربوياً، ولذلك لا يمكنني القيام بمهمة كهذه، لكنني على استعداد لتزويد من يتطوعون لإنجاز مناهج كهذه بما يحتاجون إليه من معلومات ونصوص، موثقة ومثبتة. كما إنني على استعداد لأن أتحمّل شخصيًا مهمة تنسيق ما يتم إنجازه من نصوص وترتيبها وتأسيس موقع خاص بالأمر وتكاليفه.
آمل أن يلقى اقتراحي هذا قبولاً عاماً، وأن يباشر المربّون إنجازه، ذلك لأنه سيكون أفضل إسهام في توعية الأجيال الجديدة وإعلامها بحقائق لن يعثروا عليها في كتب تلك الأنظمة العفنة. هذا المشروع، في حال انطلاقه، سيمثّل، في ظني، أعظم خدمة لشعوبنا وقضايانا.