الصمت المدوي لوسائل التضليل التابعة لمشيخات الغاز والنفط وأدواتها وعملائها، وفي مقدمهم تلك العائدة للذين تكرشوا حتى أضحوا بلا رقبة، الذين يصيبهم الخرس كلما ازدادت فضائح أسيادهم وأولياء نعمتهم ونزعوا الأقنعة التي يظنون أنها تخفي سحنهم الحقيقية، عن قيام أهلنا في القطاع الفلسطيني المحاصر برشق موكب سفير (مع حفظ الألقاب) محمية قطر/ الغاز في غزة محمد العمادي بالحجارة والأحذية لا يمكن له أن يحجب عن أبناء أمتنا وعن العالم المتضامن معنا ومع قضايانا الوطنية والقومية العادلة، فوسائل الإعلام والتضليل العالمية الأجنبية كافة تناولته بالتغطية (ليس حباً في علي وإنما كرهاً في معاوية). فسلمت أياديكم يا بنات شعبنا الصامد والمقاوم وأبناءه. فكما عودتمونا في الماضي، ها أنتم تقولون للعالم نحن نمثّل الشعب الفلسطيني ونحن ممثلو فلسطين، وليس زعامات شركة التنسيق الأمني في رام الله ولا المقيمون في أجنحة فنادق الخمس نجوم وقاعاتها.
رشق مندوب محمية مشيخة قطر/ الغاز الكاريكاتورية يوضح أيضاً مدى تآمرها على فلسطين شعباً وقضية، إذ إن ذلك تم بسبب دعوة مندوبها إلى وقف «مسيرات العودة»، رابطاً بين الدعم المالي المزعوم والمطالب الصهيو-أميركية، موضحاً أنه مندوبهما الرسمي إلى الأرض الفلسطينية المحاصرة.
وإذا صح ما نقل من خبر عن أنه حمل معه معاشات موظفي «حماس» فقط، فإن مدى الخطورة والتواطؤ يتضحان على نحو مضاعف. إذا كان ذلك صحيحاً، فمعناه أن هذه المشيخة - المستعمرة تعمل على زيادة الشرخ في الساحة الفلسطينية، وبالتالي كان على حركة حماس رفض هذه «الرشوة» إلا إذا توسعت لتضم دفع رواتب كافة أبنائنا. وعلى الحركة توضيح الأمر لأن من أتى بها إلى السلطة أصوات أبناء شعبنا جميعاً لا أصوات أعضاء الحركة، وإلا فإننا سنزداد يقيناً بعدم صحة أخذ إعلانها الشهير على استقلاليتها عن المرشد على محمل الجد، علماً أنها لم تعدل اسمها لتصف نفسها بأنها حركة فلسطينية.
وكذلك يزداد يقيننا بأن محمية مستعمرة - الغاز هذه ليست سوى تنظيم «إخونجي»، ومقره، كما هو معروف، في لندن.
وجب عدم نيسان حقيقة أن مؤسسها الذي أخذ لقب البَنَّا (أي: الماسوني، بدلاً من الساعاتي كما هي العادة) أسس حركته بأموال الاستخبارات البريطانية.
محمية مشيخة قطر - الغاز المستعمرة لا تدفع ما تدفعه كَرَماً من قادتها وأذنابهم الذين يقضون جميعاً إجازاتهم في فلسطين المحتلة يلاحقون البغايا هناك، ويستثمرون عائدات ثروات الأرض التي يتحكمون فيها، نيابة عن أسيادهم، في الغرب الاستعماري، وإنما تنفيذاً لأوامر السيد الأنغلو-أميركي.
الآن نعيد تذكير أهل الخليج بتاريخ ليس بالبعيد عندما كانوا حفاة عراة (ابحثوا في الإنترنت على صور زايد وعائلته حفاة وكيف يفعصون اللحم بأيديهم ويتقاتلون عليه). الفقر ليس عيباً، لكن العيب هو في تناسي الماضي القريب.
الفلسطينيون، لكن ليسوا وحدهم، هرعوا لمساعدة من ظنوا أنه «الشقيق» المفترض الذي حصل على استقلاله أخيراً - ولا منة. ليس ثمة من شخص في مشيخات الخليج كلها إلا وكان الفلسطيني أول من علمه الأبجدية، وأخرجه، إن رغب، من العصر الحجري إلى عصر النور، علماً أن أكثر زعاماتهم العشيرية أميون مطرودون من المدارس الابتدائية، ومنهم لم يلتحق بأي مدرسة.
لكن ما جنيناه منهم هو إرسالهم مرتزقتهم ليشاركوا طيران العدو الصهيوني في قصف غزة، ويرسلوا جواسيسهم متخفين كرجال الهلال الأحمر للتجسس لمصلحته على مواقع المقاومة.
يا للعار!
وكلمة خاصة منا للسعودية المتحالفة مع العدو الصهيوني، الذي يتجلى أخيراً في دعم الأخير لابن سلمان بخصوص قتل الصحافي الإخونجي جمال خاشقجي، ضد الدولة الخفية في واشنطن التي تبنته في وكالة الاستخبارات المركزية، ضد الرئيس ترامب، نذكرهم بوقوف شعب فلسطين مع أهلنا في الحجاز. فعدد صحيفة «الجامعة العربية» الصادر في فلسطين يوم الأربعاء 30 ربيع الثاني 1354 هـ/ الموافق 31 تموز 1935 يورد على الصفحة الأولى الخبر التالي «تبرع أهالي الخليل لفقراء المدينة (المنورة)». أما الفلسطينية «مكرم أبو خضرة من غزة فتتبرع بمبلغ 10 آلاف جنيه فلسطيني (ما قيمته حينذاك 10000 جنية استرليني ذهب) لبناء مستشفى في المدينة المنورة». تفاصيل الخبر العائد لعام 1945: «وصل إلى القاهرة سعادة الدكتور محمد علي الشواف بك مدير صحة منطقة المدينة المنورة لقضاء فترة من الوقت في مصر والاتصال بالدوائر الهندسية وغيرها لتنفيذ مشروع إنشاء مستشفى خيري كبير في المدينة المنورة، وهو المستشفى الذي كانت المحسنة الفلسطينية المعروفة السيدة عائشة أبو خضرة وكريمتها السيدة مكرم قد تبرعتا لإنشائه بمبلغ عشرة آلاف جنيه فلسطيني. للعلم، فلسطين كانت حينئذ مستعمرة صهيو ــ بريطانية، وشعبنا كان يقاسى الاحتلالين ومنخرط في حرب تحريرية. أما السعودية فكانت «دولة مستقلة»، لكن حكامها كانوا، من قبل ولادة دويلتهم الكاريكاتورية، يتآمرون على فلسطين ويغدرون بأهلها ويطعنونهم في الظهر بعدما وافقوا على وعد بلفور وتحويل فلسطين إلى مستعمرة صهيونية.
ولمصر المشاركة في حصار غزة، والسباقة في التخلي عن فلسطين، والتي يقودها في أيامنا هذه العسكر الداعين للتطبيع الدافئ مع العدو الصهيوني، نقول: كفانا ما أصابنا منكم منذ توقيع اتفاقياتكم المذلة مع العدو وانتصاراتكم عليه التي قادت إلى «رجعت سينا وضاعت مصر، يا سادات كفاية نصر» وتخلت عن القطاع وعن تحمل تبعات مسؤوليتها المباشرة في سقوطه للعدو في عامي 56 و67 والقيام بواجباتها تجاهه. لكن للتذكير يا نظام العسكر، أهلنا في غزة سارعوا عام 1947 للتبرع لمساعدة أهلنا في مصر الذين كانوا يعانون وقتها انتشار وباء الكوليرا، على ما يرد في عدد جريدة «فلسطين» الصادر بتاريخ 2/11. ومن يريد أن يرى صور الصحف الفلسطينية الأصلية العائدة لتلك الفترة، فيمكنه الاطلاع عليها في الإنترنت.
بالمناسبة، إدانة تطبيع محميات الخليج والسكوت المريب عن دور قيادة مصر في التطبيع الدافئ، عدا عن اتفاقيات العار ومشاركة العدو الصهيوني في حصار غزة أمر غير مقبول. نكتفي الآن بالتذكير بأن قول نصف الحقيقة كذبة كاملة.
في الوقت نفسه، يسرّنا خبر قيام أبناء وبنات بررة في الخليج الفارسي بتوقيع العرائض المناهضة لسياسات وكلاء الاحتلال الأنغلو-أميركي بالتطبيع مع العدو واستقبال موفديه، مهرولين على نحو غير مسبوق من أعلى درجات الوقاحة والصفاقة.
وسلمت أيادي أصحاب وسم «سعودي ضد التطبيع».
سلمت أياديكم أيها الأخوات والإخوة كما سلمت أيادي أبناء شعبنا في القطاع المحاصر مصرياً وعربياً وصهيونياً الذين أوصلوا رسالة جديدة لمندوبي محميات الخليج وكلاء التحالف الصهيو-أعرابي بأن فلسطين ليست للبيع، مع أنكم جميعاً، أنظمة سايكس بيكو بعتموها قبل ألف عام مقابل عروش كاريكاتورية قصبية هزيلة مثلكم.