إذا كثُر الطباخون...

يقول المثل الشعبيّ اذا كثر الطباخون «بتشوط» الطبخة. هذا هو المسار الذي اختاره سليمان، فأحرق سوريا ولبنان.
لبنان معروف أن فيه قوى وطنية، وأخرى متواطئة ترضخ لاملاءات من يعطيها. لا يهمها وطن. وتحريضها العدو في ٢٠٠٦ على اكمال إحراق لبنان كان واضحا.

سليمان يلعب لعبة حجة التوافق، لكنه «شاط» الطبخة. لم ولن يستطيع سليمان ان يبني، وهو تجاوز اتفاق الطائف، وتجاوز اتفاقيات العلاقات الاخوية مع سوريا، بل ومنح الفريق الاخر الإذن بالعبور والتخطيط لتدمير سوريا عبر لبنان. امداد بالسلاح والمقاتلين والمال. واستقدام قواعد الارهاب الى عرسال وطرابلس وصيدا. ويدعي ان التوازن المناطقي، والضغط من ١٤ آذار يمنعانه من التصرف في تلك المناطق. ولم يكتفِ ذلك، بل هو الان دخل ضمن خطة صفقة خبيثة بحوالى ٣ مليارات دولار. معظمها سيكون للقضاء على المقاومة. كل ذلك فعله سليمان مستغلا، بل و«مستهبلا» الشعب. يبدو أنه لا حيلة لديه، وهو يريد ارضاء بعض الاطراف، لكن ما رأيناه واصبح واضحا وضوح الشمس انه يدمر وبتخطيط دراماتيكي لبنان. يخطط مستقبلا لنشوب صراع ما بين الجيش والمقاومة، سيؤدي حتما إلى تفكيك لبنان. ويعيد زمام المبادرة إلى العدو الصهيوني. وهو الهدف الاساسي للعدو الصهيوني.
لكي يثبت لنا سليمان عكس ذلك، عليه ان يدك اوكار عرسال ويقضي على كل المرتزقة فيها، كذلك في طرابلس وصيدا، وعلى المتمترسين في المخيمات، ويطلب الاعتذار من السوريين ويساعد دولتهم، ويعلن الاستعداد لضرب اي خرق اسرائيلي. واعلانه بيان الشعب والجيش والمقاومة هو المسار، وبيان اي حكومة مقبلة. ولا يراهنّن على اي دولة اقليمية او غير اقليمية. الوطنيون منذ عقود وهم يبنون مسار لبنان ليكون رأس حربة عربية ضد الصهاينة، ولن يسمحوا لأحد بأن يحاول عكس ذلك.
غسان غسان