تخفي ذاكرة المنطقة في طياتها سيَر كثيرين من العرب الذين استشهدوا خلال دفاعهم عن فلسطين، ومن هؤلاء الفدائي المغربي الذي التحق بصفوف الثورة الفلسطينية بعد حرب 1967، الشهيد المفقود حسن بن الطيب، المولود سنة 1949 في حي السلام في مدينة بركان، شمال شرق المملكة، أي بعد سنة واحدة على نكبة فلسطين. في ذلك العام، كان المغرب يرزح تحت سياط الاحتلال، فيما أتى الطيب من أب وأمّ جاءا إلى بركان من دوار وكوت في منطقة بني يزناسن الأمازيغية المعروفة بمقاومتها الشرسة للاستعمار.تابع حسن دراسته خلال الطفولة في إحدى مدارس بركان حتى نهاية التعليم الإعدادي، قبل أن يصبح تقنياً في الكهرباء، وجعل منها مهنته المفضلة. «لم يكن له انتماء سياسي محدد»، يؤكد شقيقه عبد القادر، الموظف المتقاعد في وزارة الفلاحة، الذي يكبره بسنتين، «لكن نباهته واهتماماته كانت واضحة». يضيف عبد القادر: «بينما كان يحلق رأسه ذات مرة، وهو يتجاذب أطراف الحديث مع صديقه الحلاق صالح بعد نكسة 1967، بادره الأخير بالسؤال: لمَ لا تهاجر للجهاد في فلسطين؟ فرد عليه حسن قائلاً: أتمنى أن يكتب لي الله ذلك». قصة لا تزال عالقة في ذاكرة شقيقه، ويحكيها الحلاق صالح دائماً بعدما علم بالتحاق حسن بصفوف الثورة الفلسطينية.
لم يمض وقت طويل حتى كانت هجرة حسن إلى فرنسا من أجل العمل مدخله لتحقيق ذلك الحلم. عندما وصل إلى حي باربيس الشهير في العاصمة الفرنسية، لم يكن قد تجاوز العشرين. في ذلك الحي، المعروف بوجود جالية عربية كبيرة فيه، وخاصة تلك المنحدرة من منطقة المغرب العربي الكبير، اشتغل في إحدى الشركات المتخصصة في غسيل القطارات.
وبعد انتصار الثورة الجزائرية والنقاش الحامي الذي خلّفه حراك أيار 1968، جاء لقاء الطيب بمجموعة من المناضلين العرب الذين كانوا يساندون القضية الفلسطينية عبر أنشطتهم في إحدى لجان دعم المقاومة، وقرر الالتحاق بتلك اللجنة في تلك اللحظات. ومعظم الشهادات تشير إلى أن من أدى الدور الكبير في ذلك كان المناضل الجزائري الشهيد محمد بودية الذي كان أحد أبرز قادة «منظمة أيلول الأسود»، ورفيق الرئيس بن بلة، وسعيد السبع (أول ممثل لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» في الجزائر ومحرر بيان «اللاءات الثلاث» الشهير في قمة الخرطوم العربية مع كل من أحمد الشقيري وشفيق الحوت).
وبودية ارتبط بصورة وثيقة بالشهيد وديع حداد، وكان له باع في إقناع عدد من المناضلين العرب والأجانب بالالتحاق بالثورة الفلسطينية، من ضمنهم المغربيتان الشقيقتان نادية وغيثة برادلي، كما أدى دوراً أساسياً في تطوير وعي كل من الراحلَين بوجميع أحكور والعربي باطما بالقضية الفلسطينية بعد مكوثهما معه أشهراً في باريس، وكانا على وشك الالتحاق بقواعد الثورة للمشاركة في الكفاح المسلح، كما يحكي ذلك الراحل باطما في حوار منشور مع الدكتور بدر المقري. حتى إن «مجموعة ناس الغيوان» أَهدت الشهيد بودية مجموعة من الأسطوانات تحت اسم «فلسطينيات»، وخاصة تلك التي تتضمن أغاني «يا صاح»، و«مزين مديحك» و«غير خذوني»، بعد اغتياله على يد «الموساد» في باريس سنة 1973.

العراق... ثم لبنان
كان العراق أول محطة للشهيد حسن، وبينما تتابعت محطات أخرى فإنها انتهت في لبنان، إذ لم تعرف عائلة الطيب بخبر التحاق ابنها بالثورة الفلسطينية إلا بعد سنوات، حين تسلمت بطاقة بريدية من لبنان مطلع السبعينيات تحمل اسمه دون تفاصيل. وبعد مدة كانت زيارته الأولى للمغرب (من ضمن ثلاث أو أربع زيارات)، وقد استقبلته العائلة كاملة في مطار وجدة لتكتشف شخصية أخرى لم تكن تعرفها عنه في السابق. «لقد أصبح يتكلم بطريقة أخرى، شخصية تنضح لياقة وذوقاً في طريقة حديثه، مثلما أصبح صاحب ثقافة ورؤية واسعة للقضايا والأحداث على نحو لم نعهده فيه من قبل، ما جعل العائلة منبهرة بالصورة الجديدة التي أصبح عليها حسن»، يحكي عبد القادر.
وخلال وجوده في العراق الذي كان يحتضن الكثير من قواعد التنظيمات الفلسطينية، وفي مقدمها حركة «فتح» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، أعلن آنذاك تأسيس «جبهة التحرير العربية» التي كانت تنظيماً فلسطينياً يحمل مرجعية حزب «البعث العربي الاشتراكي» الذي قرر في مؤتمره التاسع المنعقد في تشرين الأول 1968 إطلاق تنظيم فلسطيني مقاوم يستطيع استيعاب الشباب العرب المتدفقين على بغداد في ذلك الوقت.
انتمى الشهيد إلى «جبهة التحرير العربية» قبل أن ينتقل إلى صفوف حركة «فتح»


وكان حسن من أوائل الملتحقين، ثم بعد استفادته من دورات عسكرية مكثفة هناك على مختلف أنواع الأسلحة، وخاصة في معسكر التاجي الذي كان مخصصاً لأعضاء الجبهة ولا يسمح لأحد بالولوج إليه حتى لو كان منتمياً إلى الجيش العراقي، انتقل إلى الأردن، وبالضبط إلى «قاعدة الشهيد عبد الكريم المالكي» في مدينة عجلون القريبة من منطقة تنفيذ عمليات المقاومة المسلحة في غور الأردن على الحدود مع فلسطين المحتلة، حيث شارك في عمليات للمقاومة هناك.
بعد انسحاب الفصائل الفلسطينية من الأردن عقب «أحداث أيلول الأسود» (1970)، انتقل الشهيد حسن إلى قواعد «جبهة التحرير» في لبنان، وبالضبط إلى «مخيم النبطية» الموجود قرب قلعة الشقيف في الجنوب، وقد كانت منطقة نشيطة في العمليات ضد الاحتلال في فلسطين أو في مواجهة اعتداءاته على الجنوب.
يقول المناضل العراقي جمال الحيالي، الذي كان آنذاك في «جبهة التحرير»، عن حسن بن الطيب: «كان صديقاً مقرباً من عدد من قادة جبهة التحرير، مثل رومل العزة قائد المنطقة، وسرحان، وأبو الفوز... كان رفيق درب لفدائي مغربي آخر في التنظيم نفسه هو الشهيد عبد الرحمن اليزيد أمزغار ابن الريف... كان أبو الطيب (لقب الشهيد حسن) أبرز العاملين في الكفاح المسلح هناك، ولذلك نال احترام الجميع».
توسعت علاقات حسن في الجبهة نفسها لتصل الى أمينها العام عبد الرحيم أحمد، وكان من المتحمسين لبناء قواعد مشتركة مع «فتح» وغيرها من الفصائل. «لم يكن حسن المغربي الوحيد حينها في جبهة التحرير، بل كان معه مغربيان آخران، أحدهما اسمه محمد الصحراوي (اختفت أخباره سنة 1973)، وشاب آخر اسمه محمد الصوفي (يحمل جوازاً عراقياً تماماً مثل حسن وغابت أخباره منذ 1978)، يقول «الحاج معين»، صهر الشهيد.

الانتقال إلى «فتح»
كان حسن بن الطيب صاحب تجربة عسكرية كبيرة اكتسبها في العمليات التي شارك فيها، مثلما كان خبيراً في وضع المتفجرات وتفكيكها. يروي معين في لقاء تم في صيدا: «داوم أبو الطيب في النبطية، وقد تعرف إلى أبي عن طريق شقيقي الشهيد إبراهيم الحاج المقاتل في جبهة التحرير، ليحتضنه هو ومناضل مغربي آخر اسمه الصوفي، وأصبحوا يزوروننا في البيت في مخيم النبطية قبل قصفه واضطرارنا إلى مغادرته نهائياً. بعدها طرح أبو الطيب على أبي الحاج أحمد مسألة مساعدته على الزواج، فأخبره بوجود أخت لزوجته أم إبراهيم (هي نجاة قاسم ميزاري المنحدرة من قرية ديشوم الفلسطينية التي يسكنها فلسطينيون من أصول مغربية)، وكانت موظفة في الأونروا، ومستقرة في مخيم البصّ في صور، وخاصة أن سمعة أبو الطيب كانت جيدة: رجل مقدام وآدمي، ما جعل الزواج ناجحاً بين أبي الطيب والمرحومة نجاة قاسم، خالتي التي ربتني، ما جعلني أتعرف إليه باكراً».
في وضعه الأُسري الجديد، أصبح الشهيد حسن يعيش في ظل أجواء فتحاوية تكرست عنده، وخاصة بعد إصابته برصاصة في عظم فخذه أثناء مواجهة مع قوات الاحتلال جعلته يتحرك بصعوبة لاحظها أخوه في المغرب أثناء زيارة أخرى للعائلة هناك. «لم نعرف سبب ذلك، لأنه كان كثير التكتم ولم يكن يخبرنا بمعلومات عن عمله، بل لم يكن يخبرنا حتى بتوقيت زياراته»، يقول شقيقه عبد القادر.
جراء ذلك، ترك العمل القتالي في الجبهات وأصبح موظفاً في «دائرة الشؤون الاجتماعية» المكلفة متابعة الشهداء والأسرى داخل «منظمة التحرير»، وبهذه الصفة أصبح مسؤولاً عن منطقة مدافن الشهداء في مخيم شاتيلا، وخاصة بعد انتقال الأسرة إلى هناك. لكنه عاد إلى حمل السلاح بعد اجتياح بيروت سنة 1982، وخاصة حين تمت مهاجمة صبرا وشاتيلا وتنفيذ المجزرة الرهيبة فيه. آنذاك، كان «أبو الطيب» من الذين أشرفوا على دفن شهداء المجزرة. وقد تميز في إشرافه على منطقة مدافن الشهداء التي رتبها جيداً، وتضم هناك الشهداء العرب والأجانب من مسلمين ومسيحيين وغيرهم. ورغم كونها منطقة تماس، غالباً ما تعرضت للقصف والقنص، استقر فيها مع زوجته وأولاده.
يواصل صهره معين: «قبيل مجزرة صبرا وشاتيلا تحول إلى مرجع للعائلة يدير أمورها وخاصة بعد وفاة صهره قاسم ميزاري. وأثناء اجتياح مخيمَي صبرا وشاتيلا، نقل أسرته إلى منطقة الشياح وعاد للقتال دفاعاً عن المخيم في مواجهة الجنود الصهاينة الذين هاجموا المخيم وارتكبوا المجزرة... أنا شاهد على أن مهاجمي المخيم كانوا جنوداً صهاينة بلباسهم ودباباتهم، ولم أشاهد أحداً من القوات الفاشية اليمينية اللبنانية التي تحالفت معهم».
تفاصيل أخرى ينقلها المناضل لحسن أيوبي (القيادي الحالي في الحزب الاشتراكي الموحد في المغرب) الذي كان قد التحق بالثورة الفلسطينية و«فتح» مع مجموعة من الشباب اليساريين بعد اجتياح بيروت، عن لقائه الشهيد حسن في معسكر للتدريب في شتورا القريبة من الحدود السورية. يشرح أن الطيب «كان خفيف الظل، لطيف المعشر وصاحب قدرة كبيرة على التواصل مع الناس، إذ حكى مع المجموعة بلكنة فلسطينية حتى ظنوه كذلك، قبل أن يخرج جواز سفره المغربي من جيبه ويطلعهم عليه، ليقضوا معه أمسية كاملة من النقاش المرفق بفُكاهة».

«جالية» الفدائيين المغربيين
كان للفدائيين المغاربة علاقات قوية مع بعضهم البعض، مهما اختلفت التنظيمات الفلسطينية التي ينتمون إليها. وهنا تتذكر هدى، البنت الكبرى للشهيد حسن، قصة عن تصرف أبيها حين جاءه خبر استشهاد المناضل المغربي الحسين بنيحيى الطنجاوي، ابن مدينة تطوان، في إحدى العمليات التي نفذتها مجموعة تابعة لـ«الجبهة الشعبية» يوم 28/11/1974. فحين وصول جثمانه إلى مدافن الشهداء في شاتيلا، بعدما ألقاه الصهاينة على الجانب اللبناني من الحدود، حمل بندقيته وشرع يطرق أبواب الفلسطينيين هناك ويقول لهم إن هذا شهيد من المغرب ينبغي الاحتفاء به والبكاء عليه مثل أي شهيد فلسطيني. وأقام له مراسم عزاء في بيته القريب من مدافن الشهداء في شاتيلا، جاعلاً ضريحه غير بعيد عن ضريح رفيقه في الشهادة الأديب غسان كنفاني إلا ببضعة أمتار. هذا التكريم أعادت ابنته هدى جزءاً منه بعد 44 سنة من هذه الواقعة، حين جددت بناء ضريح الطنجاوي، ما جعله ظاهراً بين أضرحة رفاقه الشهداء.
شيئاً فشيئاً، بدأت الأحداث تأخذ مساراً آخر، وذلك كما يروي عبد القادر عن قصة آخر لقاء بشقيقه: «لما جاء في زيارته الأخيرة للمغرب سنة 1983، وكانت الثالثة أو الرابعة منذ مغادرته، كان معي في بركان، واتصلت به زوجته المرحومة نجاة تخبره أنها وصلت الى البيت باستدعاء من الأمن اللبناني، فقطع زيارته وقال: يلزمني المغادرة، وسافر إلى بيروت، لتنقطع خطوط الاتصال به منذ ذلك العهد». فماذا كانت قصة اختفائه؟
تتذكر ابنته هدى أنه بعد رجوعهم إلى مخيم شاتيلا عقب المجزرة الشهيرة فيه، اكتشفت عبوة ناسفة داخل المخيم، فكّكها الشهيد قبل مجيء فرقة من الجيش اللبناني. وبعد مدة، أصبح محط متابعة من بعض أطراف الجيش (المنقسم آنذاك في ظروف الحرب الأهلية اللبنانية) وأصبح حديث الناس.

بعد إصابته، ترك العمل الميداني وكان مشرفاً على مهمات في مخيم شاتيلا


وسبب استدعائه للأمن العام كان مرتبطاً بقصة كمية كبيرة من الأسلحة اكتشفت في مدافن الشهداء في شاتيلا، إذ كانت من الأسلحة التي حرص الرئيس الراحل ياسر عرفات على تأمينها لفلسطينيي المخيمات بعد الاتفاق مع المبعوث الأميركي فيليب حبيب على خروج قوات الثورة من لبنان إلى تونس، ليستثني عرفات منهم حوالى 2000 مع أسلحة مؤمنة في المخيمات لحماية الناس هناك، وخاصة بعد تصريح زعيم «الكتائب» بشير الجميل، بأنه يريد تحويل شاتيلا إلى حديقة حيوانات بعد تحريرها من الفلسطينيين.
«نقل بعض المخبرين معلومة عن وجود سلاح لمنظمة التحرير في مقبرة الشهداء، فجاءت مجموعة من الجيش اللبناني بلباسها العسكري، أذكر التوقيت، كانت الساعة نحو الثانية ظهراً، واستخرجت كمية من السلاح من خمسة قبور فارغة، سُجّلت عليها أسماء وهمية، وكان هناك خائن يدلّهم على ذلك، فتم استدعاؤه إلى الأمن العام، إذ كانت المنطقة تابعة لقوى مرتبطة بالإسرائيليين»، تضيف هدى.
وفي أول جلسة، حضر معه القنصل المغربي في بيروت الذي رافقه لحضور جلسة الاستماع الأولى، إذ أنكر معرفته بوجود تلك الأسلحة في المقبرة. تم تأجيل الموعد بعد عشرة أيام، ليعود مجدداً إلى الأمن العام، لكنه رفض أن يصحب معه من جديد ممثلاً عن السفارة المغربية، رغم إلحاح القنصل على وجوب مرافقته من طرف أحد العاملين في السفارة، وكان يصرح بأنه سيواجههم بشجاعة. لكن ظهر أن الموعد كان فخاً له، إذ حدثت عملية اختطاف، وأكد مقر الأمن العام الذي استدعاه أن الشهيد لم يحضر جلسة استدعائه الثانية، فيما رجحت مصادر أن خطفه كان تمهيداً لتسليمه إلى الإسرائيليين.
«لي أمل بعودته مهما طال الزمان، قد يكون لا يزال معتقلاً في السجون الصهيونية. صحيح الوقت طويل منذ فقدانه، لكن الأمل لا يخبو لديّ»، يضيف عبد القادر بالأمل نفسه الذي ظل والده الحاج التهامي متعلقاً به حتى وفاته سنة 1994. أما والدته الحاجة رحمة برشيد، فقد توفيت في سنة اختطافه نفسها من دون أن يخبرها أبناؤها بما حل بابنها.

عائلة معلّقة بين المغرب... وحلم فلسطين
غادرت أسرة الشهيد حسن بن الطيب مخيم شاتيلا في اتجاه المغرب في أيار 1984، «بقينا هناك في حي مربوحة في بركان حتى سنة 1990 لنرجع إلى لبنان وبالضبط مخيم المية ومية في صيدا، لأن والدتي الفلسطينية رحمها الله لم تستطع التكيف مع الأوضاع المستجدة عليها في المغرب وفضلت الرجوع إلى بيئتها في لبنان»، تقول هدى. هكذا، يعيش أبناء الطيب (هدى، الطيب، ماهر، فاطمة، رابحة، رندة ونجوى) نصيبهم من التغريبة الفلسطينية، موزعين على المخيمات بظروفها الصعبة في لبنان وسوريا وكذلك في الشتات، في انتظار التأكد من مصير أب لهم يفتخرون دوماً بما قدمه من تضحيات في سبيل فلسطين التي هاجر إليها اختياراً يحمل أمل تحريرها من الاحتلال، ومنتظرين نهاية تغلق كتاب تضحياته، حتى لو كان قبراً يضم رفاته بعد طول انتظار ومعاناة.
وباستشهاد حسن، تكون الجهة الشرقية في المغرب قد أسهمت بثلاثة شهداء في الجهد الشعبي المغربي لتحرير فلسطين: حسن بن الطيب من بركان، والشهيدان أحمد البوشيخي وعبد القادر بوناجي المنحدران من مدينة وجدة: الأول اغتالته أيادي «الموساد» في النرويج سنة 1973 بسبب علاقته مع الفلسطينيين، والثاني التحق بـ«جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» (جمول) انطلاقاً من مدينة مونبلييه الفرنسية، حيث كان يدرس الطب، إلى حين استشهاده في إحدى المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بيروت.