كسروان... لعضوية المناطق الأكثر حرماناً
إن منطقة كسروان ــ الفتوح هي على طريق الانضمام بخطى متسارعة الى أكثر المناطق اللبنانية حرماناً. يكفي ما تشهده طرقاتها الرئيسة والفرعية من إهمال وما تحتضن من حفر، وما حل بشاطئها الساحر من تعديات، وما آلت اليه جبالها الخضراء بفعل جشع أصحاب الكسارات والمرامل المدعومين جداً، عدا الردم ومياه الصرف الصحي التي تغطي وديانها الشاعرية واوكار الرذيلة المنتشرة على امتداد ساحلها.

كل ذلك فيما الوضع في مناطق أخرى كانت تشكو حرماناً مزمناً أصبح أفضل بكثير خصوصاً في الجنوب والشوف وبعض البقاع والشمال، وهي صارت مقصداً لأبناء كسروان ــ الفتوح وقاطنيها أيام العطل.
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا هذه الحال البائسة، ومن هو المسؤول عنها؟
لست راغباً في تحديد المسؤوليات ولا في فتح سجال يأخذ الموضوع إلى مطارح أحرص على اجتناب الوصول اليها، ونكء الجراح. باختصار إن كسروان ــ الفتوح يتيمة وبلا مرجعية. المشروع الحيوي الوحيد الذي شيد فيها هو سد شبروح وهو نُفّذ بفضل إصرار الرئيس السابق اميل لحود ومثابرته. أما محطة الصرف الصحي التي كان قد خصص لإنشائها قرض أوروبي بمبلغ 80 مليون يورو بمنطقة وطى سلام ــ طبرجا، فقد طارت لأن الأرض التي كان مقرراً أن تقوم عليها تعود لرجل أعمال متنفذ، هو في الوقت نفسه رئيس بلدية. هكذا سايره زملاؤه على طريقة «حكللي لحكلك». هذه الواقعة كانت قبل عام 2005، أما اليوم فإنهم يريدون بناء محطة الصرف الصحي في ادما بجوار الجسر الروماني، فيما يسعى اتحاد بلديات كسروان ــ الفتوح لإقامة معمل النفايات بمحاذاة المحطة. حرام وألف حرام التعامل مع هذا المعلم السياحي بمثل هذا الاستخفاف. ألا يكفي ما حلّ باطاره الطبيعي المعروف بوادي لامرتين الممتد من المعاملتين ــ أدما صعوداً الى ملتقى مجاري اودية غزير ــ الكفور ــ فتقا من دمار بفعل رمي الردميات والبناء العشوائي.
لن احتكم الى الساسة والمتسيسين، ولن اتوجه الى المسؤولين: «لقد اسمعت لو ناديت حياً»، بل أتوجه الى أبناء المنطقة المحبطين، والذين لا اعرف سبباً لاستمرار سكوتهم على هذا الظلم الموصوف اللاحق بهم. تخلوا عن صمتكم، ارفعوا الصوت عالياً، اخلعوا عنكم أسمال التردد. إن الساكت عن الحق شيطان اخرس.
جوزف م. القصيفي