واجه «حزب الله» خلال السنوات الأخيرة مجموعة من التحديات الداخلية كان لها تأثيرات سلبيّة على صورته العامة وعلى بيئته الحاضنة. الثورة الرقمية ومنطقها وقيمها وسيرورتها وتداعياتها الثقافية المهولة، وحركتها السريعة المحمومة المنعكسة على وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت للناس فرصاً لا محدودة من أشكال التفاعل والنقد وإبداء الرأي أحدثت بدورها اضطراباً وإرباكاً وتشوّشاً في البنية النفسية والأخلاقية داخل ساحات مجتمع المقاومة.
كما أنّ الاختبارات العسكرية التي خاضها خارج الحدود وخصوصاً في سورية بعد اندلاع الأزمة عام 2011، تركت أثراً في عقلية قيادة المقاومة وسلوكها، وطريقة تفاعلها مع مختلف الكيانات السياسية والاجتماعية الرسمية والأهلية، ثم في أسلوب ترتيبها للأولويات، وآليات صنعها للقرارات المحلية، التي لم تكن لتلاقي في بعضها استحساناً شعبياً، بل تكوّنت لدى الرأي العام المؤيد للمقاومة ملاحظات نقديّة واسعة حول سياسات الحزب الداخلية وأدائه الخجول حيال ملفات تمسّ حبال الأعصاب المعيشية والأمن الاجتماعي. وسواء كانت هذه الملاحظات والانتقادات التي بدأ المناصرون وحتى المنتسبون للمقاومة يدوّنونها على صفحات التواصل الاجتماعي أو يتحدثون بها ويطلقونها في جلساتهم الخاصة ترجع في أساسها إلى حالة سخط واعتراض، أم تنمّ عن مشاعر حرص وحب، أو غير ذلك من الدوافع. وسواء كانت المدوّنات والمنقولات والمداولات وردود الفعل هذه مصيبة ومحقّة في انتقادها وسليمة في سياقاتها، أم قاصرة وعاجزة عن فهم وتفسير الموقف الذي ينطلق منه حزب الله في مواجهته للتحديات، وفي مَن يتحمل المسؤولية على عدم وجود تعليل مقنع أو كافٍ تستوي عليه أفكار ومشاهدات المنضوين والمؤيدين والمحبين؟ فإنّ ما يهمّنا بداية هو الإقرار بوجودها مهما كانت درجة دلالتها ومؤثريتها وطبيعة الدور الذي تؤديه في الواقع الاجتماعي. فالقضايا في عصرنا الراهن ما عاد بالإمكان تناولها سراً أو همساً، أو عزلها عن تفاعلات المجتمع وطرق وأساليب تعبيره عنها والتقنيات التي يوظفها في تشخيصها وتجسيدها.
في هذه المقالة محاولة تريد أن تقترب من طريقة فهم قيادة «حزب الله» لبعض هذه التحديات، وتجيب على أسئلة الناس المنزعجين من تواضع دور الحزب، أو الحالمين بدور أكبر له في الحياة الداخلية، ويطالبونه بعدم الوقوف على الحياد بعد أن حطمت الأحزاب والزعامات والسياسات على مدى العهود الأخيرة كرامة المواطن وأفقدتهم الثقة بالوطن ومستقبل العيش فيه.
فيوماً بعد يوم تزداد الضائقة المعيشية للمواطنين، في وقت تتراكم فيه المسؤوليات والأعباء والاستحقاقات المالية التي ينوء على حملها مَنْ يتقاضى الحد الأدنى للأجور أو لا يجد عملاً في الأساس. فالدراسات تشير إلى أكثر من 30% من اللبنانيين تحت خط الفقر، ومثلهم من المشمولين بحالة الضعف الاجتماعي ما يعني أنّ أكثر من 50% من اللبنانيين يرزحون تحت وضع ضاغط يحمل الطابع المصيري. ولا شك أنّ مثل هذه الأوضاع الحياتية السيئة تفرز مناخاً سلبياً تجعل من الحزب الذي يمتاز بمزيتين لا تتوافر لنظرائه من الأحزاب المحلية وهما القوة الفاعلة المنظمة، والصدق في التعامل مع قضايا الإنسان، بمثابة المؤسسة القادرة على استيعاب وامتصاص مشاعر الإحباط، بل إعادة الأمل إلى المواطن اللبناني في كرامته ولقمة عيشه.
فكل من يعاني من الظروف المأساوية التي لا تحتاج إلى جهد لتأكيدها، ويؤمن بقدرات «حزب الله»، يسأل عن سبب هذا «النأي بالنفس» و«فصل الجبهات» و«التفكيك بين الملفات». فكرامة المواطن من كرامة الوطن، وتحرير الإنسان من تحرير الأرض. لقد أخلى «حزب الله» الساحة لغيره فملأها تجار ولصوص الهيكل وغيلان المال، وأقام الشيطان نظامه بينما (عُزل الله) عن السوق والإدارة والتوظيف وكل القرارات التي من شأنها تصحيح الحياة! فلماذا هذه الفصامية؟ فهو، أي «حزب الله»، تارة في موقع الثورية الشاملة الرافض للاستكبار والمستكبرين، والاحتلال والمحتلين، وتارة أخرى يظهر بمظهر النعامة التي تدفن رأسها في الرمال. ينشد الراحة، ويأنس بالحياد، ويتفرج على العناصر الأكثر تخريباً للمؤسسات والمجتمع ببرودة وسلبية وكأنّ الأمر لا يعنيه! فالشيطان الأكبر والغدة السرطانية والمتوحشون التكفيريون يوجد مثلهم في إدارات الدولة. ولا يكمن خطر في الخارج ولا يوجد مثيل له في الداخل، بل الخطران من سنخية واحدة وكلاهما يجب مواجهتهما بمقاومة صادقة شريفة، ومَن غيره ذو دربة ومهارة وإخلاص يمكن أن ينقل اللبنانيين من الانحطاط والفقر والحرمان إلى دولة العدالة الاجتماعية. إنّ عدم وجود الحزب في ميدان المواجهة المفتوحة مع «السحرة» وصناع الأزمات الاقتصادية، وناهبي المال العام، والتملّص من مشاركة المتظاهرين من عمال وموظفين ومعلمين ومزارعين المطالبين بحقوقهم أمر شديد الغرابة! فما قيمة العمل المقاوم الذي يستهدف تحرير الإنسان من جلازوة المحتلين إذا كان سيبقيه مكبّلاً بأغلال جلاوزة الفاسدين!
ماذا تستطيع هذه الخلاصة أن تقول: إنّه ومهما بلغت تبريرات الحزب في كون مهمته مقتصرة على الفعل الجهادي، فإنّ هذه التبريرات لا تصمد أمام حقيقة بسيطة، من أنّ الناس، هم ناسه ومن كل الطوائف. إنّ الذين ضحّى من أجل كرامتهم، يشعرون بالامتهان. والذين بذل الدماء من أجل عزتهم يحسّون بالذّلة، والذين دفع بكل شبابه من أجل أمانهم وسلمهم وحريتهم وبقاء وطنهم هم مرميون، مسحوقون، محتقرون، يُنظر إليهم من أهل السلطة بازدراء.
وما تقدّم غيض من فيض الأسئلة التي تُطرح على الحزب وتطلب منه علاقة متوازية بين المحتل والفاسد، وأن تستوي عنده الموضوعية في أساس النظرة إلى غاصب للأرض وغاصب للقمة العيش.

بات الناس يتعاملون كما لو أنّ الحزب هو الدولة أو لديه قدرات سحرية وأسطورية


وهنا سأسمح لنفسي بالدخول في هذا النقاش محاولاً استكشاف بعض الإجابات من دون أن أدّعي، إدراكي وإحاطتي الكاملة بمقاربة «حزب الله» ونظرته إلى تصحيح الأوضاع الاجتماعية وملفاتها الشائكة، وإنما مشاركة الآخرين في فهم المنطلقات والدوافع والحيثيات التي على أساسها يقوم الحزب بردود فعله ومواقفه، وتقريبها للناس والسائلين والمنتقدين وحتى لمن يبدي، على خلفية موقع الحزب ودوره الخجول من القضايا الاجتماعية، عدائية مكشوفة.
أولاً: يُعرّف الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله المقاومة التي يقودها، بأنها «حركة إيمانية جهادية». ويعني ذلك أنّها حركة لا ينفصل فيها البعد السماوي عن البعد الأرضي، والبعد الجهادي عن البعد الاجتماعي. فوفق المفهوم العقائدي للإيمان، فإنّه لا يكون كاملاً إذا لم يكن المسلم مهتماً وملتزماً قضايا الفقراء والمساكين والمستضعفين. من هنا يرتبط هذا المبدأ ارتباطاً وثيقاً بنبض الإيقاع الداخلي للحزب في مستوياته كافة. وقد جعله ذلك يحمل أحاسيس المعذبين وآلامهم وعذاباتهم، وينشغل بقضاياهم الحياتية والمصيرية، ويسعى بجهده لإنقاذ حياتهم من البؤس وانتشال فئتهم من الغبن، وإخراج وضعهم من الضعف، وإنعاش إمكاناتهم ومقدراتهم العلمية والمهنية. وفي وسع المرء أن يتتبع المسار النظري والعملي للحزب ليكتشف الجهد الذي بُذل على صعيد بناء الأمن الاجتماعي. ويلحظ النزعة الاجتماعية الإنسانية وأسسها الإيمانية الاعتقادية العميقة وتجليها في الأعمال بما هو متاح وممكن.
ثانياً: إنّ الكثير من اللبنانيين يغلقون أعينهم عن واقع فساد السلطة، ويتراجعون عن تحميلها المسؤولية، ولكنهم لا يتأخرون عن لوم الحزب. هذا النوع من التفكير ليس فيه فرار من المسؤولية وتخفيف للنفس عن القيام بواجب التنديد بالواقع المشؤوم فحسب، بل يعكس حالة الانفصام الجماعي التي يرضى معها الناس بالتماهي مع السلطة بكل طيب خاطر من جانب، ويطالبون بالثورة عليها وتغييرها من جانب آخر. إنّ هؤلاء، الذين يلحّون دائماً على الحزب للقيام بخطوات تصعيدية، هم في الأعم الأغلب يتوسلون هذا النحو من الخطاب التعويضي عندما تبدو إرادة تضحياتهم منقوصة، فيلجأون إلى الانتقاد هروباً من العمل الجاد ومواجهة المسؤولية مباشرة.
ثالثاً: بات الناس يتعاملون كم لو أنّ الحزب هو الدولة، أو لديه قدرات سحرية وأسطورية. والناس غالباً ما يخلطون بين قوته في مواجهة العدو الإسرائيلي وقدرته على تغيير الواقع الداخلي. لسان بعض قيادات الحزب يقول: هل المطلوب أن يشغل الحزب كل المجال العام؟ هل المطلوب أن يحلّ محل الدولة؟ هل المطلوب أن يقيم انقلاباً؟ هل المطلوب أن يُنزل جمهوره ليقابله الطائفيون وهم يدافعون عن دفاتر حساباتهم وسُدد كراسيهم بجمهور مضاد؟ هل المطلوب أن يقاتل على الحدود وخارجها ويتظاهر في الشوارع وأزقتها؟ هل المطلوب أن يكون وحده فارس الميدان؟ فلا يغلي في مخيال أحد أنّ «حزب الله» قادر لوحده على كل شيء! هو يعمل على مبدأ «رحم الله امرءاً عرف حده فوقف عنده» فلا تحمّلوه ما لا يحتمل، ثم إنّ إسقاط السلطة الفاسدة واستبدالها بأخرى صالحة أو تشكيل حكومة همها إصلاح الأعطاب الاجتماعية والاقتصادية، تحكمها توازنات الشرق والغرب معاً وتناقضات الطوائف، وتعقيدات المصالح، وتنافرات الزعمات، وصراعات الطبقات النافذة،... إلخ.
لا، ليس المطلوب تكليف الحزب بما هو غير مقدور عليه، ولا تحميله ما لا طاقة له به. وليس المطلوب منه أن يمشي وراء كل مظاهرة كيفما كان بمجرد رفعها لافتة مطلبية. فليس كل مطلب حق يصح أن نجتذب الجماهير إلى الساحات من أجله، في بلد تختلط فيه الأهداف المحقة مع الأجندات المشبوهة والأجواء النفسية والطائفية الضاغطة.
رابعاً: ربط النضالات الاجتماعية بالغايات الأخلاقية هو أمر بالغ الأهمية. فلطالما واجه حزب الله عقدة نقاء الحراكات الشعبية وخلوها من الانتهازية والتوظيف والاستغلال السياسي. إنّ مشروعية أي حراك يتطلب حمايته من التوجيه الذاتي أو الطائفي، ومنع أي قوى محلية أو خارجية من الدخول على خطه لحرفه عن أهدافه المحقّة. وفي بلد مثل لبنان تتضح صعوبة الانخراط في حراكات لا يملك الحزب الخلفيات الحقيقية لدوافعها وإدارة حركتها والنتائج المرتجاة من تنظيمها. ولهذا يتضح أنّ أحد أسباب انكفاء حزب الله عن المشاركة القوية في حراكات ليست من تنظيمه هو الخوف من تحويلها ذريعة لمآرب معينة أو حتى لإحداث مآزق وأزمات من ورائها. ويمكن النظر إلى بعض الحالات التي استغلها الإعلام بطريقة رديئة وشيطانية، حيث دفع التحريض السياسي الجماهير إلى الهذيان والتخريب والفوضى بما يتجاوز الحدود والأهداف المرسومة لمطالب الناس. فأحياناً تصبح الحراكات مثل العلب السحرية يخرج منها ما ليس بالحسبان.
خامساً: يجد «حزب الله» تحديد الأولويات بدقة وواقعية ومسؤولية شرطاً ضرورياً يحكم مسار توجهاته وخياراته وأنشطته. فـ«حزب الله» في غمرة المنافسات السياسية والنزاعات الداخلية حول الحصص والمكاسب والامتيازات في السلطة، يظلّ مشدوداً إلى أولويات وقضايا حيوية واستراتيجية، مثل: المقاومة، والاستقرار، والأمن، وعمل مؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة، وعدم الوقوع في مطب الصراعات المذهبية والطائفية، والحفاظ على العيش المشترك، وغير ذلك من الملفات التي يقرأها في إطار متكامل مع التطورات والأحداث في المنطقة. فأحياناً يجد غض النظر عن بعض المطالب، أو عدم المشاركة في فعاليات جماهيرية أهم وأولى، بسبب طبيعة الظروف الخارجية الضاغطة، أو بفعل التعقيدات الداخلية وعدم جدوائية واحتمالية تحقيق نتائج مأمولة، أو لتعارضها مع مصلحة أكبر، أو دفعاً لمفسدة محتملة. ولذلك يحصل عند بعض الأنصار حالة سخط، لأنه قلمّا يهتمّ بالمدى الواسع للمتغيرات في الإقليم وانعكاساتها على الداخل اللبناني، فلا تدخل في الحسبان عنده إلا الملفات الداخلية وعلى أساسها يحاكم الحزب، بينما تتسم رؤية «حزب الله» بالشمولية التي حين يدركها هذا البعض سيجد أنّ الحزب محق في أولوياته ونظرته، وأنّ ما كان يراه تلكؤاً في موقف الحزب ليس إلا ترتيباً في جدول الأولويات والتزاماً بخريطة طريق متماسكة ومتناغمة لا يعرف هو عنها إلا القليل.
سادساً: إنّ «حزب الله» يتجنب الصدام مع القوى الطائفية الداخلية بسبب الأولويات التي ذكرنا بعضها آنفاً. وهذه ثغرة كبيرة يدخل من خلالها الفاسدون، وبالتالي يستفيدون من إحجام الحزب بسببب ذلك، فيعملون على استغلال هذا الوضع لمراكمة المزيد من الأرباح على حساب المواطنين. إنّ «حزب الله» يتعرض على نحو دائم لابتزاز شديد من هذه القوى التي تعمل لإعاقة أي إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتناهِض أي تغيير في قواعد المصالح، وتتجاهل مطالب الفئات المحرومة بحجة الأعباء على الخزينة والديون التي تجعل الدولة تواجه عجزاً مستمراً في ميزانيتها. فكلما أراد الحزب التحرّك، ولو في إطار ضيّق، باتجاه منح الطبقات الفقيرة تقديمات معينة، جُوبه الحزب بالسياسة، وشُنت عليه الحملات الإعلامية حول سلاحه، أو رُد عليه بتحركات شعبية طائفية، أو ضُغط عليه بملفات لحلفائه، أو تمّ إشغاله بقضايا جانبية لحرفه عن المشروع الذي تقدّم به والهدف الذي أراد تحقيقه للناس. فنرى الحزب يتراجع حين لا يجد مفراً من التعامل مع الأوضاع المفروضة عليه، ولكن لا على أساس التفريط بالحقوق والمبادئ التي تكفل العدالة والمساواة للمواطنين.
سابعاً: على الرغم من النواقص الواضحة في العملية الاجتماعية، والحاجات المتزايدة للناس، وتقاعس مؤسسات الدولة عن القيام بواجباتها تجاه المواطنين، إلا أنّه وعلى مدى السنوات الماضية وبأنحاء مختلفة ارتبط «حزب الله» بمعاناة الإنسان اللبناني ومكابداته وتطلعاته على نحو وثيق. وهو يعلم أنّ استهداف لبنان لا ينحصر في البعد العسكري وإنّما من خلال ضرب الأرضية الاجتماعية وخصوصاً البيئة المؤيدة للمقاومة، والضغط عليها بلقمة عيشها حتى تتخلى عن خيار دعم المقاومة. والحرب التي تُخاض اليوم على هذه البيئة من خلال ضرب القيم الأخلاقية فيها، ونشر الفوضى، وترويج المخدرات، واستعمال أساليب القوة الناعمة المختلفة تهدف جميعها إلى زعزعة الثقة بخيارات وسياسات الحزب الداخلية والخارجية. والقول إنّ الحزب لا يأبه للإنسان وكرامته، ولا يبالي لحالة الناس التي تؤيده وتطالبه بتصحيح وضع الكهرباء والماء والطرقات والصحة وبقية الخدمات الأساسية، وأنّه بزّجه شباب المقاومة في أتون الصراعات الإقليمية إنما يفوّت على اللبنانيين والشيعة تحديداً حياة رغيدة واستقراراً اجتماعياً طالما كانوا يمنّون النفس بها. فيما الحق، وبعيداً عن صحة هذه الفرضية، أنّ الحزب سواء عبر الإمكانيات السياسية المتاحة أو القدرات الذاتية التي يملكها يجهد لتحقيق إصلاحات شاملة تعود بالخير والنفع على اللبنانيين جميعاً. كما أنّ ما قدّمه لبيئته من مساعدات لم يقدمها حزب لأنصاره على الإطلاق، وما زال مستمراً في مساعدة الطبقات المعدومة في شتى المجالات للقضاء على الفقر والأمية وكل أشكال الحرمان الاجتماعي والإنمائي.
لكن تبقى مشكلة البعض الذي يعجز عن امتلاك تمثّل مناسب للواقع، ويفشل في تحليل ووصف المشهد الحالي بكل اختلالاته وتشوّهاته، انطلاقاً من بنية النظام وفواعله المتناقضة في سلوكها ومصالحها وارتباطاتها التي تُبقي الإنسان اللبناني مرتهناً لشروط الحياة الطائفية البائسة التي لا أمل بالخروج من قيودها إلا بتضافر كل القوى السياسية الإصلاحية وهيئات المجتمع المدني وكل من يريد العبور إلى دولة المواطنة والعدالة والسيادة!
* كاتب وأستاذ جامعي