عوراتكم مكشوفة
طالعنا بعض المسؤولين عن اﻷزمة الكارثة في مكب نفايات الكوستابرافا التي تفاقمت بظاهرة طيور النورس بإقتراحات حلول، أقل ما يقال عنها بأنها هزلية، تصلح كنص متقن لمسرحية غاب ممثلوها خلف اﻷزمات المالية التي تعصف بجيوبهم مؤخراً، ليظهروا مجدداً متأبطين ملف النفايات لإعادة توزيع الحصص، ومستغلين الهجوم النورسي على مطمر الكوستابرافا وتهديده الجدي لسلامة الطيران المدني وما قد يترتب على الدولة التي يديرونها من تبعات لو ــــ لا سمح الله ــــ حلت الكارثة.

هم خائفون وطامعون. هم خائفون من فتح الملف والولوج في دهاليز فسادهم والتعرف على الكيفية التي تمت بها الصفقة بعد أن كان المطمر خطاً أحمر لا يعبر إلا على جثث بعض القامات السياسية التي تبنّت العمل على منع فرضه على المنطقة الموجود فيها، ثم ــــ وبسحر ساحر ــــ في ليلة ظلماء وضحاها المستتر لم يُلمح فيها الخط اﻷحمر، أُقر المطمر وأصبح أمراً واقعاً يزاحم الهواء على فتحات أنوفنا مرغمين، وهم طامعون ﻷن ثمن القبول بالمطمر أصبح في الجيب ولا إمكانية لاسترداده لو أقفل المطمر، وإلا ستفضح اﻷسماء وتتلى المحاضر ولا يعود هناك مجالس باﻷمانات. ولا مانع من إيجاد مكان بديل على حدود طرف آخر يتقاسم معهم الغلة الجديدة. وهكذا دواليك، حتى نطمر جميعنا بفسادهم النتن أينما وضعوا أيديهم لإبتكار الحلول الجهنمية. ألم يكونوا هم على معرفة مسبقة بأن النفايات تجذب الطيور وتلوث البحور والشطآن؟ حتى هبوا هبة واحدة لطرد النورس بصفاراتهم المزعجة ليلاً نهاراً، وأصوات الرصاص الخلبي ليستروا عوراتهم التي أصبحت مكشوفة. هم يستغلون مشكلة حقيقية أوجدوها تتعلق بأمن المسافرين، عدا عن اﻷمن الصحي للقاطنين في محيط المطمر والذين لم يكونوا في حسبانهم يوماً.
إبراهيم مالك