رسائل إلى المحرر

  • 0
  • ض
  • ض

النيران الصديقة منشّط لمشاريع النهب

إطلاق النار ابتهاجاً في بعض المدن اللبنانية، عقب نجاح تلميذ في شهادة مدرسية، أو بُعَيد إلقاء مسؤول سياسي أو قائد كلمته، لا يمكن اعتباره بتاتاً تصرفاً حضارياً، خصوصاً أن ما يعقب تلك الظاهرة، في أغلب الأحيان، مقتل أشخاص بنيران طائشة صديقة.

إن خطورة هذا السلوك، إن استمر، تكمن في قدرة الإعلام الإمبريالي على إيهام نسبة من الرأي العام في الغرب بأننا قوم متخلّفون، نظراً إلى امتلاك مال الذهب الأسود المنهوب من أراضينا العربية الحبيبة. إنّ إعلاماً إمبريالياً مرئياً يملك بحوراً من المال المنهوب قادر على جعل شعاراته طنانة رنانة تمكنه من التغرير بفئة كبيرة تفتقر إلى الثقافة الخالية من سموم التحريف والتحوير، وبالتالي جعلها تصدق الأضاليل وتشويه السمعات التي يبتكرها أو يصوغها. وحده سلوكنا الرزين كفيل بقتل تخلّف الإمبريالية الذي ألقى السلاح النووي على هيروشيما وناكازاكي، وقذائف النابالم على فييتنام، وابتهج كما ابتهج شاب رعديد قتل لاعب كاراتيه بمسدسه الحربي لشعوره بالعجز الشديد عن مواجهته، ثم أعلن الانتصار على حزامه الأسود! بسلوكنا الحكيم نثبت لإعلامهم المخادع، ولكل فرد غدر به هذا الإعلام، أن التخلف والإرهاب قد كمنا برؤية جهاز استخبارات إمبريالي يتجسس على هواتف رؤساء دول إمبريالية، ما هم سوى إخوة لهم في تلك المنظومة. فيا لحضارة ذلك الجهاز الذي أصفه كالسارق الذي سرق مالاً من جيب أبيه. فلا أبوه سامحه ولا اللصوص شكروه، مع فارق أن قاموس الإمبريالية يفاخر بأن ضرب الحبيب زبيب، لذا لا انكسار للجرّة ولو لمرّة. إذاً، بردود فعلنا الحكيمة نستطيع إقناع من غرروا بهم وأقنعوهم منذ ظهور الإسلام مروراً بولادة الماركسية، وإلى يومنا هذا، بوجود صراع وصدام بين الحضارات، بأن هذا المنطق إرهابي بامتياز ويهدف إلى إثارة الفتن وإبقاء نيرانها مؤججة، لتبقى نظرية أميركا الشهيرة «واجب التدخل» حية حيوية بهدف الاستمرار بعملية النهب الممنهج لثروات أمتنا. علينا أن نذكِّر تخلفهم وغطرستهم بأنّ القرآن الكريم وصف السيد المسيح بروح الله، وبأن مارون عبود سمّى ابنه البكر محمداً لإعجابه بأذكى الأنبياء، وبأن فارس الخوري، وزير خارجية سوريا الأسبق، أجاب المندوب الفرنسي السامي بـ»أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله» عندما قال له: جئنا من فرنسا إلى سوريا لنحمي المسيحيين من المسلمين! وبأنّ كارل ماركس قال في كتابه الحياة إن الرجل العربي الذي زرع أبدية الروح بين أقوام يعبدون الأصنام يستحق أن نعترف بنبوءته وبأنه رسول أتى من السماء. وبعد أقوال وشهادات المحبة تلك، أين هو صدام الحضارات يا من أنجبتم الحركات التكفيرية الإلغائية لتكون على صورتكم ومثالكم في التكفير والإلغاء اللذين لا يمتان إلى الإسلام بصلة؟
ريمون ميشال هنود

0 تعليق

التعليقات