رسائل إلى المحرر

  • 0
  • ض
  • ض

كيف نقتل الطائفية؟

فشل الحراك المدني، في جولته الأولى في التصدي للفساد، لا تتحمل مسؤوليته بتاتاً حملة «بدنا نحاسب»، وابناء من خطّ كتاب «الأيادي السود». إنما تقع المسؤولية على من تلذذ باضاعة الوقت لأشهر، عبر اعتماد مشروع «من المصدر إلى المطمر» الذي أثبت نجاحه الباهر في استوكهولم وبرلين وميلانو، حيث مدن الرفق بالانسان والحيوان والطيور.

أما في لبنان، فالنوايا السليمة، تبدأ أولاً بخوض معركة تحرير لقمة العيش والرغيف المأسور من زنازين النظام التحاصصي الطائفي. ان النوايا السليمة ورغم علمها بمسألة الفساد المرعب في سوكلين، لا يمكن ان تقف حائط صد في وجه طمر النفايات في عدة مطامر في كل المناطق اللبنانية، اعتبرها الخبير البيئي النزيه بسام القنطار صحية. من حقنا ان نشكك في حسن النوايا، لأن التفرغ لمكافحة الفساد في سوكلين كان يجب أن يأتي بعد منع وقوع تلك الكارثة البيئية التي تسببت بارتفاع نسبة اصابة اللبنانيين بالأمراض السرطانية إلى 15% على آخر معدل وبعد القضاء على الفقر المدقع والعوز الشديد والجوع الكافر. ان مكافحة الفساد، ابن الطائفية، لا يمكن ان يظفر بالنجاح من خلال الاصرار على شن حروب إلغاء على اخوتنا المنضوين في أحزاب طائفية. قتل الطائفية يكون بالشروع في حوار طويل مع اخوتنا، نقنعهم من خلاله بأهمية ربح المليون، كحد أدنى للأجور، وتقسيم السوليدير إلى غربية للأغنياء وشرقية «أبو رخوصة» للفقراء، من خلال بناء الأسواق الشعبية لخفض معدلات البطالة المرعبة، ومن ثم نبدأ معركة بناء الطبابة المجانية والعلم المجاني وضمان الشيخوخة. ومن المهم أن ننصب الخيم في الساحات من دون الاقتراب من القوى الأمنية صمّام أمان الوطن، على ان لا تزال الخيم قبل عودة لقمة العيش إلى ثغر الفقير، وبعد ذلك نبدأ بإزالة مخاوف شريحة من اللبنانيين تعتقد بأن حكم ولاية الفقيه للبنان آتٍ، وحثها على الانخراط في العمل المقاوم، واستذكار نضالات معروف سعد ومحمد زغيب ضد الاحتلال الصهيوني، ومن ثم إزالة مخاوف شريحة أخرى متوجسة في إمكانية تهجير المسيحيين في لبنان، عبر اقناعهم بضرورة أن يكون للبنان قانون برلماني يعتمده دائرة واحدة على أساس النسبية ضمن القيد الطائفي أولاً ومن ثم خارج ذلك القيد، بعد أن نكون قد شكلنا الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية (المادة 95)، وخفض سن الاقتراع إلى 18 سنة، واقناعهم بضرورة هذه الخطوات، وتخليهم عن فكرة تصغير الدوائر. ونذكر بقول لجبران: أنا لبناني مسيحي ولي فخر بذلك. أهوى النبي العربي، وأكبّر اسمه وأحب الإسلام واخشى زواله. خذوها يا مسلمين، كلمة من مسيحي، أسكن يسوعاً في شطر من حشاشته ومحمداً في الشطر الآخر.
ريمون ميشال هنود

0 تعليق

التعليقات