العاقورة في انتظار القضاء
تعليقاً على المقال الذي نشرته «الأخبار» (8 نيسان الماضي) تحت عنوان «فارس سعيد في جورة المعازين: الأمر لي»، نودّ أن نشير الى أن ما يجري في العاقورة، وبالتحديد في محلة مار جريما ــــ جورة المعّازة، هو خلاف من طبيعة إدارية محلية بين قرار مطابق للاصول صدر عن المجلس البلدي يرمي الى انشاء بركة ترابية في أرض تابعة لمشاع البلدة، وبين مجموعة مالكي اراض زراعية وبرك ترابية في المنطقة نفسها.

إن هذا الاشكال ليس من طبيعة عقارية أو عائلية أو سياسية، بل هو اداري فقط، بين من يقدر ان قرار المجلس البلدي لا يناسبه، وبين المجلس الذي يعمل من اجل العاقورة مجتمعة من دون إستنسابية أو تفرقة بين عائلة وأخرى.
وقد تدخّلت شخصيات مشكورة، على رأسها الدكتور فارس سعيد، وتوصّلنا الى حلّ مرض لجميع الافرقاء وبحضور ممثل مجموعة مالكي مزرعة مار جريما المحامي صخر شهيد الهاشم. لكن، وبرغم الاتفاق، لجأ مالكو مار جريما الى القضاء وتقدموا بدعوى لدى مجلس شورى الدولة من أجل إبطال قرار المجلس البلدي. وبعد أن قرر الفريق الآخر اللجوء الى القضاء، توقفت البلدية عن تنفيذ قرارها بانشاء البركة في انتظار القرار القضائي.
رئيس بلدية العاقورة
سيمون مورات مرعب

■ ■ ■


إلى المُربّي جورج غنيمة

من بحرِ صورَ حَيَّكتَ قصائدَك الكُحليّة، ومن نعومةِ زبدِهِ رششتَ عليها تقاسيمَ الأنوثة، فبدَت كلُّ قصيدةٍ من قصائدِكَ ظريفةً حسناءَ كأنّها امرأة! كيفَ لا والقصيدةُ أنثى من حبرٍ وورق، من همسٍ وأرَق!
للغَمام عندكَ محابر وللرّيح نايات، مسكونٌ باللّغة، بالشّعر المُذَهَّب، بقلق الباحث عن قصيدةٍ في جوف اللّيل، سيّد الإلهام، بألقِ العشق، بوجع الأرض. أيّها الهاربُ من صخب اليابسة، إلى تخوم القصيدة، لا بل إلى قلبها البلّوريّ، لجالس عند ضفّتيّ التّساؤل، طالباً الحقيقة، مُتنسِّكاً في كاتدرائيّة الحرف والحلم.
أيّها الوافدُ من ملح البحر، من هدهدات المراكب فوق مرايا الماء، إلى ربيع الشّعر الخصب. ضاقت بكَ مساحاتُ الواقع، فنقشتَ على رخام الورق صوراً من لُجين ورمز.
أيّها المكلَّلُ بالضّوء، أنثر أوراقكَ، خضّب الأرضَ بحبرك، فتهدأ الملاحم، ويخفت قرع طبول الجهل... ويجفّ الدّمّ الحامي كبركان، المتهوّر كطوفان... يتمدّدُ الجَورُ في أقاصي البلاد، أرجوكَ أن ترسلَ أناملك نوارسَ تشدو السّلام...! تشدو الأمان!
خُذنا إلى الرّيف المُستريح في عينيك، إزرعنا سنابلَ خجلى في بيادرك. تكلّم... تكلّم لينبت الأمل، وليسطع العدل. لقد نهبوا كوكبنا يا جورج، كم أخاف أن ينهبوا منّا الشَّعر...!
دانا تقي جَوهَر