تقوم الطائرات الأميركية لنظام آل سعود وآل ثاني وآل خليفة، وللاسبوع الرابع، بالاعتداء على الشعب اليمني وعلى البنية التحتية لدولة اليمن. الذرائع التي وظفها هؤلاء، ومعهم مرتزقتهم ومؤيدوهم من انظمة عشر دول عربية، وعدد من دول الثورة المضادة مثل الولايات المتحدة، وباكستان ونظام اردوغان العثماني، هي «حماية» و«تحرير» الشعب اليمني، والدفاع عن الرئيس المستقيل والهارب عبد ربه منصور هادي، ومحاربة قوات انصار الله وحلفائهم، وايقاف «التوسع والنفوذ» الايراني في اليمن.
الأهداف المقصوفة في اليمن

من يرصد اهداف غارات الطائرات الأميركية لنظام آل سعود، يجد أن الضحايا وصلوا الى اكثر من ألف يمني، غالبيتهم من المدنيين، الذين قصفت كل من: منازلهم واحيائهم السكنية، ومدارسهم واسواقهم ومشافيهم ومجمعاتهم التجارية وجامعاتهم. ومن بين الاهداف الاخرى التي قصفت: قواعد الجيش اليمني، واحياء سكن الجنود والضباط، والموانئ، ومشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، ومشفى اخر، وجامعة وملعب واندية ذمار، وسوق شعبية، واستاد رياضي، وصوامع الحبوب، وصهاريج النفط، ومحطات الاتصالات في الجبل الاحمر، وعدد من الجسور، ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، ومضارب البدو... ويتم قصف مدن اليمن من البحر ايضاً، ومحاصرته براً وبحراً وجواً، ومنع دخول المساعدات اليه واهمها المساعدات الطبية. لاحظوا ايها العرب الاحرار ان من ضمن اوجه الدعم الاميركي المعلن للعدوان السعودي هو «المساعدة في اختيار الاهداف».
كما ترون ايها العرب الاحرار، فإن غالبية الاهداف هي مدنية بامتياز، ولذلك تعتبر هذه العمليات جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية تجب محاسبة مرتكبيها عليها. اما الجامعة التي كانت عربية وتم اختطافها من قبل آل سعود وآل ثاني، فقد قامت كالعادة بإعطاء مبرر وغطاء هش لهذا العدوان السافر، وبعد حدوثه بأيام، وذلك من خلال ما يسمى بتفعيل «اتفاقية الدفاع العربي المشترك» التي يجب تفعيلها عند الاعتداء على دولة عربية لا لدعم عدوان عشرة دول عربية ضد دولة عربية هي اليمن. ولاحظوا ايها العرب ان «اتفاقية الدفاع المشترك» لم يتم تفعيلها في فلسطين ولا في لبنان او سوريا، ولا في العراق او ليبيا، بل في اليمن الذي كان سعيداً وأصبح منكوباً. لنترك هذا الامر لخبراء القانون الدولي لكي يظهروا لنا هل «عاصفة الحزم» ضد اليمن تعد دفاعاً شريفاً ام عدواناً خسيساً تقوم به زمرة الربع الخالي؟

أهداف غارات المعتدين

إنّ ما يظهر جلياً أنّ الاهداف الحقيقية للغارات السعودية على اليمن هي ضرب وعقاب الشعب العربي في اليمن، واضعاف البنية التحتية لدولة اليمن، لتصبح هشة ومتهالكة، وخلق الكوارث الانسانية للشعب العربي اليمني، ليصبح اليمن اقل مقاومة لكتائب الذبح والجماجم من المرتزقة الفاشيين للقاعدة الذين يواصلون مشروعهم التدميري في اليمن. اما الهدف المستقبلي فهو تسليم «الحوثيين» يمناً مدمراً ومنكوباً لينشغلوا به بعد انجاز سيطرتهم على ارجاء البلاد كافة.
كما يهدف العدوان السعودي ــ الخليجي على اليمن الى ترحيل وتصدير التوترات الداخلية في السعودية ودول الخليج العربي، والتي بدأت تعطي مؤشرات خطيرة على هشاشة تركيبتها الداخلية، الديموغرافية، والطائفية، وعدم استقرار انظمتها السياسية.
يجب ايقاف العدوان ومحاسبة انظمة الطغيان في الجزيرة العربية

ان ما يظهر للعيان ان هذه الحملة الهمجية هي ليست الا عدواناً سافراً ومؤامرة وضيعة على الشعب العربي اليمني، وعلى ارادته في الاستقلال بالخروج من التبعية للنظام السعودي المهيمن. وهي جرائم حرب ترقى الى مستوى جرائم الحروب الصهيونية في مصر وفلسطين ولبنان وسوريا. ويخدم هذا العدوان الاهداف الاستعمارية الاميركية والصهيونية وحلفائها من الانظمة الرجعية العربية. لقد تم تأييد العدوان من قبل الاستعمار الاميركي والنظام الاستعماري الصهيوني، وحاز التأييد المبطن لحلف الناتو الاستعماري. كما تمت شرعنة العدوان السعودي من قبل «مجلس الامن» الذي تبنى القرار الخليجي بحذافيره، وذلك تحت البند السابع.
التخريب المستدام بدلاً من التنمية المستدامة
لاحظوا أيها العرب الاحرار ان الاهداف التي يختارها آل سعود وآل ثاني وآل خليفة، وحلفاؤهم المستعمرون والمرتزقة، وفي عالمنا العربي، هي الانظمة العربية الوطنية والشعوب العربية الابية والحرة، والجيوش العربية الاكبر في مصر وسوريا والعراق. وتقوم انظمة التخلف الخليجية بشراء وتكديس الاسلحة الاميركية لكي توظفها، ليس في فلسطين بل من اجل الاعتداء على الشعوب العربية، وتخريب موروثها الحضاري العربي، ونهب اثارها لبيعها للصوص الاثار في العالم الغربي. وهي تقوم بتبديد اموال الشعوب العربية على بناء القصور، والسجون، والدهاليز، واقبية المخابرات والتعذيب. وهي تودع الاموال المنهوبة من شعوبها في بنوك اسيادها المستعمرين كخدمة للراسمال الاستعماري، وهي ترصد الاموال للثورة المضادة والحركات الفاشية من القاعدة وداعش ومشتقاتهما، الفاعلين في اخر خمس سنوات، في العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن. وبدلاً من اقامة مشاريع التنمية، ومساعدة فقراء العرب ومنهم 10 ملايين طفل شوارع، وبدلاً من دعم برامج محو الامية، وبدلاً من إقامة المدارس والجامعات، وبدلاً من تمكين شعب فلسطين من الصمود ومساعدته في تحرير وطنه المستعمر (بالفتحة)، فإننا نراهم يتآمرون على الشعوب العربية، ويساعدون في بقائها مستضعفة ومنكوبة بدواعشهم وقاعدة التخريب العالمي. فهم يقصفون ويفجرون ويذبحون ويقتلون ويفخخون فقراء العرب وجيوشهم، ويهبون الارض العربية لإقامة قواعد لقوات اسيادهم خاصة الاستعمارين الاميركي والبريطاني. انهم لا يحملون بوصلة فلسطين بل بوصلة حلف الناتو الاستعماري وحليفه النظام الصهيوني الذي يهدف الى السيطرة على الموارد الطبيعية العربية لنهبها، وتمزيق العالم العربي وتحويله الى دويلات طائفية ضعيفة، ومذهبة صراعاته السياسية الداخلية من خلال تدمير الوعي العروبي الجامع لشعوبه، وتأجيج حرب الطوائف، وتدمير وهدم الحضارة العربية، وسرقة وتهريب وبيع الآثار الحضارية للشعبين السوري والعراقي عبر الاردن وتركيا، وتخريب وهدم الآثار التي لا تمكن سرقتها، والموجودة على ارض سورية والعراق، وهذا اعتداء على الموروث الحضاري وذاكرة الشعبين العراقي والسوري. كما ويقومون باغتيال المثقفين والعلماء العرب الاحرار. انهم يعملون وينشطون في الليل والنهار، ضد كل: مظاهر الحياة، والانسانية، والتاريخ، والثقافة، والعلم ومؤسساته، والتراث، والبشر، والشجر، والحجر.
يجب على احرار العرب والعالم ادانة عدوان آل سعود ومرتزقتهم من الانظمة العربية المتواطئة، ومسانديهم من الانظمة الاستعمارية. يجب ايقاف العدوان ومحاسبة انظمة الطغيان في الجزيرة العربية والخليج العربي، التي تعيث خراباً ودماراً في عالمنا العربي، وفي بعض دول العالم الثالث، فسياسة التخريب السعودية الرعناء ليست حديثة العهد بل قديمة ومتمرسة في التخريب، وهي ليست مقتصرة على عالمنا العربي، فقد رأينا نتائجها الكارثية في انغولا وافغانستان ونيكاراغوا وباكستان.
اقرأوا ايها العرب عن التاريخ الاسود للنظام السعودي، وعن تفخيخ السيارات في لبنان ابان الحرب الاهلية، واقرأوا عما يحدث اليوم في سورية والعراق ومصر وليبيا. واحذروا من الاعلام الكاذب والمضلل والاسود الذي تبثه مئات الفضائيات والصحف الصفراء التابعة لآل سعود وآل ثاني وآل خليفة. انظروا ماذا فعل هذا النظام الاهوج في ليبيا وانظروا ماذا يفعل اليوم في اليمن. انهم يدعمون القاعدة في اليمن، فطائراتهم القت بكميات كبيرة من الاسلحة لقوات القاعدة في ردفان ومثلث العند في الجنوب اليمني. انهم يهاجمون الجيش اليمني ويدمرون قواعده وطائراته بهدف اضعافه وشل قدراته الدفاعية والهجومية، ولتسهيل سير مشروع القاعدة في اليمن لاقامة نظام داعشها وهو نظام جديد من الذبح والجماجم والهمجية في جنوب جزيرتنا العربية. ولكن هذا العدوان سوف يتم دحره بالصمود والنضال والمقاومة. وسوف يجيء اليوم الذي سيثور به احرار الجزيرة العربية المخطوفة والاسيرة لكي ينقذوا الامة العربية قاطبة من هذه المحنة والنكبة والمصيبة الكبرى التي اسمها آل سعود. هبوا واستفيقوا ايها العرب الاحرار في كل العالم. كونوا يقظين وابحثوا، ولو قليلاً، عن الحقيقة، ولا تثقوا بمن لا يحمل بوصلة فلسطين.
* كاتب عربي ــ فلسطين