من المحرّر
وردنا أمس عتب نابع من التباس معنى عبارة «سيرك جادة شفيق الوزّان» التي وردت في سياق مقال «ذكرى الاستقلال: اللّه كبير»، إذ فُهم منها كأنّ الكاتب قصد الإساءة إلى كرامة المؤسّسة العسكريّة وقائدها، وهذا ما لم يخطر في بال كاتب المقال الذي تناول أساساً أداء القطاع المصرفي في لبنان. وإنّ «الأخبار» تستغل هذه المناسبة لتؤكّد تقديرها للدور الوطني الكبير الذي تقوم به المؤسسة العسكرية.

■ ■ ■

سميح القاسم

ردّاً على مقال نجوان درويش «سميح القاسم: حمّى الأسرلة!» («الأخبار»، 14/11/2009):
لقد راعني أنّ ناقداً من بلدي ركّز على مشاركة سميح القاسم في أمسية مخصّصة لـ«إحياء ذكرى إسحق رابين»، وتغاضى عن حقيقة اسم الندوة، التي كانت ضمن مهرجان شعري تحت عنوان «الأدب والسياسة في ذكرى قتل رابين»، وشتّان ما بين «إحياء الذكرى» و«في ذكرى»! فإحياء الذكرى يهدف إلى إحياء ذكر شخص ما وتمجيده، بينما إقامة ندوة ما في ذكرى ما، تهدف إلى تلخيص الأمور واستنباط العِبر!
هناك لم يكن الهدف إنشاد الأشعار في ذكرى رابين، بل كان الهدف تبادل وجهات نظر. هو أمر لا يبدو ناقدنا موافقاً عليه، إذ لا يبدو عليه أيضاً أنه يتقبّل وجهات نظر أخرى، حيث كانت تضم الندوة شعراء يمينيين ويساريين. وما كان ليمثّلنا أحد مثلما مثّلنا سميح القاسم دائماً منذ أن وُجد، إلا إن كان لدى ناقدنا اعتراض على أن يقدّم أحدهم رؤيتنا أمام الطرف الآخر! ثم يهاجم ناقدنا شخص سميح القاسم كاستعماله جملاً مثل: «ما زال يعتبر نفسه شاعر مقاومة»، ناسياً أو متناسياً أن من أطلق عليه هو ومحمود درويش وراشد حسين وتوفيق زيّاد وغيرهم هذا الاسم «شعراء المقاومة» هو الشهيد غسان كنفاني، إلا إذا كان لدى ناقدنا اعتراض على حكم «غسان كنفاني»...
ونعود إلى سميح القاسم، فإن القاسم منذ أن وجد وهو يقاوم، وما كان يوماً ليتخلّى عن الطريق التي اختارها هو، قابضاً على الجمر، متحدّياً كياناً في زمن الأحكام العسكرية وحظر التجوال لأجل قضية خالدة هي قضيته، وشعب صامد هو شعبه، ثابتاً في أرضه رغم كل المضايقات، متحدّياً السجن والجوع والإقامات الجبرية وإثبات الوجود في المخافر وإلخ... مما شابه من هذه المضايقات!
ولأن القبض على الجمر ليس كمجرد النظر، فلا أظن أن من حق أيّ كان أن يعتلي منبراً ما ليهاجم رمزاً من رموز المقاومة الفلسطينية، كشاعرنا الكبير سميح القاسم، لمجرد أنه أساء الفهم قصداً أو عن غير قصد!
أنهار حجازي
(الجليل)