تونس على درب التقدّم
نشرت جريدتكم في العدد 970 الصادر بتاريخ 11 تشرين الثاني 2009 سلسلة من المقالات تضمنت نسيجاً من المغالطات... ويكفينا هنا التذكير ببعض المعطيات والحقائق:
1ـــــ إن الرئيس بن علي هو الذي قطع مع نظام الحزب الواحد وبادر منذ توليه الحكم بإطلاق الحريات الصحافية ووضع منظومة متقدمة لصيانة حقوق الإنسان وأرسى تعددية المشهد السياسي. ويتجلى ذلك من خلال وجود 9 أحزاب سياسية تمثّل شتى التيارات الفكرية في البلاد وتشارك في مواقع القرار من خلال تمثيلها في سائر الهيئات الدستورية، فضلاً عن إصدارها لصحفها وانتفاعها بالدعم العمومي لتمويل أنشطتها، إضافة إلى وجود قرابة عشرة آلاف جمعية تنشط في شتى المجالات.
2ـــــ إن تونس في طليعة الدول في شمال أفريقيا التي وضعت حداً لاحتكار الدولة لوسائل الإعلام السمعية البصرية، بإطلاق حرية المبادرة في إنشاء قنوات تلفزة وإذاعية خاصة ومستقلة، إضافة إلى تعدد العناوين الصحافية. وقد فاق عدد المطبوعات الصادرة في تونس 250 مطبوعة ونشرية.
3ـــــ لقد ركزت المقالات المنشورة على ما سمّته باطلاً «اعتداءات جسدية» و«اعتقالات تعسفية» سلّطت حسب زعمها «على بعض الصحافيين»، وتونس التي تفتخر بتقاليدها الصحافية التي تعود إلى مطلع القرن الماضي وتقدس حرية الإعلام قولاً وفعلاً لا يمكنها أن تسمح بأي تجاوز في دولة القانون والمؤسسات. ويسهر القضاء على حماية أي مواطن، مهما كان موقعه، من أي انتهاك. ولو حدثت حقاً «الاعتداءات» المزعومة التي تتحدث عنها المقالات المذكورة لتقدم «ضحاياها» بشكاوى لدى القضاء! ثم هل يجوز لمواطن ـــــ وإن كان صحافياً ـــــ أن يعتدي بالعنف على مواطنة ويتهجّم عليها بعبارات ماسّة بالأخلاق وإضراره بسيارتها، وهو العنف الذي وقع إثباته بموجب شهادة طبية وبحضور شاهدَين أكدا الواقعة؟ تلك هي باختصار وقائع ما يعرف بـ«قضية توفيق بن بريك»، فهل صفته صحافياً أو معارضاً تمنحه حصانة تجعله فوق القانون؟!
4ـــــ من المؤسف حقاً أن يستنكر كاتب مقال «تحية إلى زملائنا في معركة الحرية» ما عدّه «قليلة هي الأصوات التي ارتفعت في الديموقراطيات الغربية للتنديد بموجة القمع هذه (...)»، وهو بذلك يريد تأليب «الغرب» على بلد عربي يشق طريقه بدون ضجيج على درب التقدم والحداثة.
أما الاحتجاج بالتصنيفات التي تعدّها بعض المنظمات الدولية مثل «مراسلون بلا حدود»، فقد انكشفت «موضوعية» تقاريرها لدى الجميع، وخصوصاً لدينا نحن العرب، بسبب سياسة المكيالين التي تتبعها، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالمجازر التي ترتكب يومياً في حق الشعب الفلسطيني، وتلك قصة أخرى.
المكتب الإعلامي لسفارة تونس