يا سوريا عزّك دام
إنّ سرّ حصاد سوريا الأسد، لهذا التأييد الدولي الهائل، المتمثّل ببدء التدخل الروسي العسكري في بعض مناطقها مردّه إلى نجاحاتها الجمّة بتفوق، في كل امتحاناتها السياسيّة والدبلوماسية والعسكرية منذ عام 1970 حتى الآن.

لقد أحبطت سوريا مشروع الخريف العربي الذي أعدّه ضدّها المشروع الأميركي ــ الصهيوني وأداته التكفيرية، لاستبدال نظامها المقاوم، بنظام مأجور يحكمه عبد ذليل. وعندما باء المشروع بالفشل، حاولت النيوليبرالية المتوحشة، الدفع باتجاه تقسيم سوريا نحو دويلات طائفية، لكن الأخوين أوباما ــ نتنياهو، هُزِما أمام المشروع النووي الإيراني المرعب، الذي أرغم واشنطن على توقيع اتفاقية نووية 5 + 1 مع إيران، لإدخال الطمأنينة إلى نفوس طغاة الكيان الغاصب، ورغم ذلك ما زال نتنياهو يعاني الرعب والوساوس، وهو القلِق أساساً من إمكانية عدم عودة حليفه أردوغان إلى كرسيه في أنقرة بعد الانتخابات التركية القريبة. كما أن واشنطن وتل أبيب هزِمتا أمام الصمود المدهش لمعادلة قوة سوريا بجيشها وشعبها.
جُنّت الامبريالية، فطرحت واشنطن مشروع تصفية داعش شرط تنحي أسد سوريا والعرب عن عرشه، متناسية أنّ خوض مباراة في لعبة الروليت الروسية أمر خطير، فتحلّت موسكو بالصبر لترى واشنطن قد بدأت تخوض مع داعش مسلسلاً أميركياً طويلاً بطلته السينما الأميركية ــ الأوروبية الصامتة، والعرض متواصل. وتلافياً لإضاعة الوقت، استفاق الدبّ الروسيّ من قيلولته، وهو الدب الذي أثبت أن أريج البولشفيّة ما زال يفوح بشدةٍ من الساحة الحمراء في موسكو.
لقد دعمت سوريا المقاومة الوطنية اليسارية في بيروت 1982 لتعود دمشق وتدعم إسقاط اتفاقية السابع عشر من أيار مع العدو 1983، بدعمها لانتفاضة 6 شباط 1984 ثم توجت سوريا سلسلة انتصاراتها على المشاريع الامبريالية بدعمها لفخامة المقاوم الأول العماد إميل لحود، الذي وحّد الجيش اللبناني على أساس العداء لإسرائيل فقط. وبهذا ساهمت سوريا مساهمة فعّالة في منع التقسيم في لبنان. إن سوريا الأسد الدبلوماسية الحادة الذكاء وثوريتها المتصدية بشراسة طاهرة، تستحق وتستحق مقولة العظيم بوتين أن الحل في سوريا من دون الأسد خطأ تاريخي. وأنا الماركسي في لبنان المتوجه بالتهنئة لكل الشيوعيين في الأردن وتركيا الذين دعموا سوريا الأسد، أقول إن أكثر ما يهمني اليوم هو الصراع الجاري خلف حدود لبنان. الآن مرجعيتي الأولى كشيوعي، هي دول محور الممانعة، روسيا بوتين، وسوريا الأسد، وفنزويلا تشافيز ومادورو وإيران. فسوريا الأسد مثال على الوعي والصمود والإخلاص.
ريمون ميشال هنود