فواز طرابلسي *أخذتُ علماً بعدم تعاون «التجمع الشيوعي الثوري» مع منظمة الصاعقة خلال الحرب الأهلية، وبتأكيدك التعاون مع جبهة التحرير الفلسطينية («الأخبار»، 12/5/2010).
في ردي على السيدة حوا («الأخبار»، 9/3/2010)، كنتُ أناقش طريقة استخدامها مقولات تروتسكية في نصها السجالي عن فكر جوزف سماحة. ولم أكن أتقصّد نقاش تأويل تروتسكي والتيار الذي مثّله في الحركة الشيوعية لتلك المقولات الماركسية. لذا أرى أن رصفك عدداً من الاستشهادات والمراجع في دعم مقولة راهنيّة الثورة البروليتارية عالمياً ودور الحزب بما هو العامل الذاتي في الثورة يفيض عن ضرورات البحث. فالقول براهنيّة الثورة البروليتارية ـــــ كائناً ما يكون رأينا فيه ـــــ لا يثبت بالضرورة راهنيتها ولا راهنية «الثورة» في لبنان عام 1975.
أستغرب أن تشرح لي مشكوراً تلك المقولات بدلاً من أن تصحّح لرفيقتك السابقة السيدة حوا تراجعها عما تعلّمته في التنظيم الذي أسهمتَ أنت في تأسيسه وتمارس دورك في قيادته.
على أن غرض ردي هو جلاء نقطة عَرَضيّة تثيرها. تتساءل عن سبب استخدامي اسماً مستعاراً في ترجمتي كتاب ليون تروتسكي «الثورة الدائمة»، وتجيب ملمّحاً إلى أن مردّ ذلك هو خوفي من شبح ستالين ومن الستالينية مع أن الرجل قد توفي منذ سنوات.
كنتُ عضواً في شلّة يسارية ـــــ ولا أتحرّج في تسميتها «شلّة» مثلما أسميتَ مجموعتك «شلّة» دونما قصد في التجريح. وكان اثنان من أعضائها يعملان في تيار إصلاحي داخل الحزب الشيوعي اللبناني وقد خشيا أن يسيء ارتباط اسمي بتلك الترجمة إلى عملهما داخل الحزب المذكور، نظراً للحساسية السائدة في الحركة الشيوعية تجاه تروتسكي والأفكار والتيارات المرتبطة به. رضخت لهذا الاعتبار. لم يفلح جهد الرفاق التصحيحي داخل الحزب الشيوعي، ولا أفلحَ الاسم المستعار في صدّ «تهمة» التروتسكية عني.
أما عن خوفي من الستالينية، لمعلوماتك ـــــ التي تعرفها ـــــ أني، بعد أربع سنوات بالضبط من صدور ترجمتي كتاب تروتسكي «الثورة الدائمة»، ترجمتُ ـــــ باسمي الصريح ـــــ كتاب «ستالين: سيرة سياسية» للمؤرخ والمفكر الماركسي البولوني الكبير إسحق دويتشر. والكتاب، كما تعرف، سيرة ماركسية نقدية كاسحة للدكتاتور السوفياتي، بل من أوائل السِيَر النقدية له في العالم من منظار ماركسي. كان ذلك عام 1969 وكان «ستالين لا يزال على خشبة المسرح».
حاشية: ليس في الطبعة الأولى من الكتاب أي تعارض بين اسم المترجم على غلاف الكتاب والاسم على الصفحة الداخلية الأولى. لعلّك تقرأ في طبعة لاحقة.
* استاذ جامعي