لا يستحقّ الرد
«لا يستحق الرد»، هذا كان جواب أسامة الرحباني عن الحقائق التي نشرت في الصحافة أخيراً عن الحرب التي يخوضها وإخوانه لعزل السيدة فيروز وتشويه حقيقة الأخوين رحباني.
سنحاول هنا أن نقنع أنفسنا بأن ذاك المقال لا يستوجب الرد، وهو عبارة عن مجموعة افتراءات مغلوطة جاء بها عدد من المتعصبين الفيروزيين، وهي بعيدة كل البعد عن الحقيقة.
سنسلم جدلاً بأن كل ما جاء في المقال المذكور ليس سوى مجموعة من الأكاذيب. ألا يستحق اسم منصور الرحباني قليلاً من غيرة أبنائه؟ ألم تستفزهم تلك الافتراءات؟ ألم يشعروا بقدر ضئيل من النخوة الشبيهة بتلك التي دفعتهم لأن يصدروا بياناً فورياً رداً على بيان ريما عاصي الرحباني الشهير الذي فضح محاولة تغييب اسم عاصي الرحباني؟
وإن كان هذا هو الواقع، فما الحقيقة وراء اختفاء المقال الذي نشره موقع إلكتروني تحت عنوان «علاقة فيروز بأولاد منصور مقطوعة... وقررت أن لا تسكت بعد اليوم» بعد أقل من 24 ساعة على نشره؟ لم هذا الاستنفار تجاه أي وسيلة إعلام تتحدث عن الموضوع؟ لم استخدام هذا الإرهاب الفكري المفلس إن كان ما نشر فعلاً لا يستحق الرد؟
أما الاحتمال الآخر، الذي نحاول إنكاره فقط لبشاعة حقيقته، هو أن كل ما جاء في المقال صحيح وحقيقي وموثق، وأن أولاد منصور لا يملكون ما يحاججون به الطرف الآخر.
ربما اعتقد أسامة أنه وجد في جملة «في عهدة القضاء» مخرجاً يبعد الرأي العام عن القضية، يحاول هنا تكرار ما فعله وإخوانه من ترهيب قانوني باطل، حين بادر بتوجيه إنذارات وتهديدات إلى السيدة فيروز لمنعها من الغناء، لكن هذه المرة ضد وسائل الإعلام. هل يدعو أسامة الرحباني جميع محبي فيروز والأخوين رحباني إلى حضور جلسة المحاكمة؟ ألا يملك ما يردّ به إلا «في عهدة القضاء»؟ تمنينا لو استطاع تكذيب كل تلك الحقائق.
لكن الحقيقة التي لا تشوبها أي شائبة، والتي لا يعمى عن رؤيتها أي إنسان، ولو لم يكن من محبي فيروز، أنه في خضم هذا السجال هنالك غائبان، عاصي ومنصور. ولا سيما «الأخوان رحباني» نفساهما، وهنالك طرف وحيد ما زال يحمل مهمة ترسيخ اسم الأخوين واستحضاره، هو السيدة فيروز، وطرف آخر سعى إلى تقويض هذا الاسم بتغييب أحد ركنيه وتحويره، وإسكات صوت فيروز...
إن حقيقة محاولتهم عزل فيروز، بالرغم من فشلها الحتمي، لا تحتاج إلى مرافعات قانونية لتبيانها، وهي واضحة كالشمس، وستسجل على صفحات تاريخهم.
لمى الغفري
(عمّان)