إلى غزّة
صباح الخير سيّدتي
أخجل من ألم عينيكِ
أهرب من طهر كفّيكِ
ماذا أنجزنا للقياكِ
سوى أن ننظر... وبخفر...
إلى أسواط جلّادك
ونستمع ... وبخجل
إلى أوجاع آهاتك
وننتظر... وفي وجل
نصوص حكم ظلّامك
وفي فجر أتيناكِ
نبحر إليكِ أبطالا
و أحرارا
لا نخشى الموت لعينيكِ
تقول الروح لبّيكِ
وفي فجر
أتانا سيف مغتصبك
ليسكر من خمر دمنا
لينهش لحم أمّتنا
ولكن...
قسماً... بعزّتنا
بعفّتنا
بما بقي من شرف العرب
بأنّه يوماً سيأتي...
صباح النصر في غزّة
ليحمل راية العزّة
في أعيننا
في قبلتنا
مجد يتهيّأ في مهده
يسقيه شعب من جرحه
يقتات من دم الثوّار
يتعمّد من وله الأحرار
تتوق النفس للإبحار
إلى زمن
إلى قدر
يهدّد ضمائر الحكّام
يغتال أصنام الأوثان
ويحمل إليكِ سيدتي
صباح الطهر
صباح النصر
في غزّة....

أمل آصف ناصر

■ ■ ■

لا حياة لمن تنادي

ها هي الزوارق والطائرات الإسرائيلية تجتاح «قافلة الحريّة» ضاربةً بعُرض الحائط «المهمّة الإنسانية» التي أتت من أجلها، ومعها كل الأعراف والقوانين والشرائع...
حالما ارتُكبت الجريمة سارعت تركيا إلى استدعاء سفيرها في تل أبيب. والعرب، أين هم؟ اكتفت «بعض» الدول العربية بالتنديد بالهجوم الإسرائيلي، ومطالبة مجلس الأمن بالانعقاد والتحقيق وانتهى...
توقّعنا أن تكون هذه الحادثة المؤلمة هي نقطة البداية في طريق الممانعة العربية، ومقاطعة إسرائيل في كل المجالات. لكنها للأسف، مرّت كسابقاتها من الجرائم.
لا بدّ أنّ كل عربيّ في بلاد التطبيع كان يأمل من سلطته أن تخرج من سباتها لتعلن قطعها للعلاقات الدبلوماسية مع هذا الكيان، لتبدأ صفحة جديدة من «العالم العربي». ولكن كالعادة، لا حياة لمن تنادي.
عربٌ باعوا القضية منذ زمن بعدما تاجروا بثرواتنا، بنفطنا، بدمائنا، وبمقدّساتنا.
عبد الرحمن رعد