زجّ اسم شاتيلا
تحت عنوان «القاهرة تعزف وبيروت ترقص»، كتب الصحافي ثائر غندور تحليلاً طويلاً عن دور مصر في لبنان، مشيراً إلى أن «مصر تعمد إلى تحريك المقرّبين منها بهدف الحماية السياسية للرئيس سعد الحريري»، معدّداً عدداً من الشخصيات اللبنانية. ثم كانت المفاجأة الصاعقة عندما قال حرفياً: «يضاف إلى هؤلاء رئيس المؤتمر كمال شاتيلا، الذي كان لافتاً تصريح له بعد الاعتداء على أسطول الحرية، يقول فيه بضرورة عدم الرهان الكبير على تركيا، وعدم وضع القضايا العربية في عهدتها، لأنها دولة غير عربية، والعمل على إعادة بلورة مشروع الوحدة العربية».
إزاء هذه المغالطات، يهمّ مكتب الإعلام المركزي في المؤتمر الشعبي توضيح الآتي:
1ـــــ إنّ رئيس المؤتمر، كمال شاتيلا، معروف باستقلالية مواقفه وحرية قراره، ولم يكن يوماً ولن يكون «أداة تحريك» لأيّ طرف أو دولة.
2ـــــ من المؤسف والمستهجن أن يضع الصحافي ثائر غندور اسم كمال شاتيلا في خانة واحدة مع سمير جعجع، كأنه لم يقرأ، أو لا يريد أن يقرأ المواقف الدائمة للمؤتمر الشعبي ورئيسه ضد جعجع ونهجه الفدرالي التقسيمي، وجرائمه بحق اللبنانيّين، وفي مقدمهم الرئيس الشهيد رشيد كرامي، ولا انتقادات الأخ كمال شاتيلا للإدارة المصرية لاستقبالها جعجع في القاهرة.
3ـــــ والمضحك أن يضع الصحافي غندور اسم كمال شاتيلا في إطار توفير الحماية السياسية للرئيس سعد الحريري...
4ـــــ ثمّ ما الرابط بين ما ذكره الصحافي غندور خطأً عن موقف كمال شاتيلا من «ضرورة عدم الرهان الكبير على تركيا، لأنها دولة غير عربية» وزج اسمه في إطار «أدوات التحريك المصرية»؟ وهنا ينبغي التوضيح أنّ ما كتبه غندور عن موقف شاتيلا يفتقر إلى الحقيقة والدقة تماماً، حيث قال رئيس المؤتمر الشعبي، في حفل عشاء أقامه على شرف الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي،: «نقدّر عالياً الموقف التركي الشعبي والرسمي من حصار غزة وقضية أسطول الحرية، لكن لا يجوز الاعتماد على هذا الموقف أكثر من اللازم، وتحميل تركيا أكثر من قدرتها، أو إيكال أمر القضية العربية لها أو لغيرها، فأمتنا وإن تراجعت الأنظمة وظهر عجزها، قادرة على تجاوز المحنة، وعليها المسؤولية الأولى في استعادة حقوقها من الصهاينة... داعياً إلى تطوير المشروع النهضوي الوحدوي العربي، ومطالباً بأوسع تعاون عربي مع تركيا وإيران».. فلماذا التحريف؟ وما علاقة ذلك بالدور المصري في لبنان؟ علماً بأنّ المؤتمر الشعبي شارك في معظم الأنشطة والتظاهرات المؤيدة للموقف التركي في شأن قضية غزة، والاعتداء على أسطول الحرية.
عبد السلام خلف
(المسؤول الإعلامي في المؤتمر الشعبي اللبناني)