الكؤوس الفارغة
ردّاً على موضوع «الأحزاب تشرب من كؤوسها الفارغة» («الأخبار»، 11/9/2010)، يهمّ اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني توضيح المعلومات الآتية:
أوّلاً، في ما يتعلّق بالاستنتاج الذي وصل إليه المقال بأنّ «الواضح أن الجمهور العريض لسامي حواط يحضر حين يطلب منه ذلك الحزب الشيوعي، أو اتحاد الشباب الديموقراطي»، فإنّ هذا الاستنتاج لا علاقة له أبداً بواقع علاقة اتحاد الشباب بالرفيق سامي حواط، الذي شارك في مخيمين للاتحاد خلال الأسبوع نفسه الذي أطلق فيه الحفل الموسيقي في مسرح بابل، علماً أن المخيمات الـ11 التي أقامها الاتحاد في جميع المناطق اللبنانية بطريقة متواترة، وبعضها متزامن خلال الحفل، قد انعكست ضعفاً في الحضور. ومن جهة أخرى، يستغرب الاتحاد أن يشمل الأستاذ غسان سعود شبابنا، مع الشباب الذي يسير خلف القرارات بطريقة عمياء، إذ إن علاقتنا مع المغنّين الملتزمين أمثال سامي حواط وزياد الرحباني ومارسيل خليفة وخالد الهبر وغيرهم الكثيرين، هي علاقة احترام كبير، لكون هؤلاء جزءاً من وعينا وثقافتنا، وحضور شباب الاتحاد حفلات هؤلاء ليس منّة ولا غصباً، ولا يأتي ضمن المنطق العصبوي ولا التبعية الاتحادية، بل هو تلهّف دائم لمشاركة هذه الفئة من المغنّين همومنا عبر الأغنية الملتزمة. ومن المعيب في مكان ما، أن يقال عن الرفيق سامي حواط إنه سيجلس في المنزل إن لم يدعُ الاتحاد إلى حضور حفلاته، وخصوصاً أن الاتحاد كان وسيبقى من أول المسوّقين للأغاني التي يطلقها حواط، والتي تسهم في تغيير الرأي العام وتكوين وعي آخر يختلف عن الوعي الطائفي والبورجوازي المسيطر. ومن المعيب أن يجري الكلام عن الرفيق حواط بأسلوب يجعل منه شخصاً يبحث عن حضور، فيما الواقع يؤكد أنّ الشباب يبحثون عن حواط ويتصلون به في كل مناسبة لإحياء حفلاتنا إلّا أن ظروفه الخاصة كانت تمنعه من ذلك.
ثانياً، إنّ عمل الاتحاد وفق ما تعرف جريدة «الأخبار» والصديق غسان سعود، بعيد كل البعد عن التقوقع أو الاستكبار... وإن كان الأستاذ سعود قد شعر بأن البعض ينظرون إليه «بقلق» لكونه غير شيوعي، فإن مشاركة سعود في معظم حفلات الاتحاد هي برهان ذاتي على أنّ حالات كهذه يمكن أن توجد، ولكن في إطار ضيق وشخصي ولا يجوز تعميمها.
ثالثاً، أمّا في ما يتعلق بالاستنتاج الآخر الذي وصل إليه الأستاذ سعود بشأن اعتبار شبابنا أن «مارسيل خليفة خائن للقضية»، فإن هذا الموضوع لا يعبّر أبداً عن التقدير الكبير الذي يكنّه شبابنا للفنان خليفة، الذي كوّن كما غيره من الفنانين حالة من الوعي الفكري والاجتماعي والثقافي لدى شريحة كبيرة من الشباب.
اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني