حرب الإسلام الكبرى
إن موازين القوى العسكرية والاقتصادية التي تقاس في ميادين القتال والأسواق تحسب أيضاً في قاعات المحاكم. فناكر ماكر من يدّعي أن أميركا لا تستطيع التدخل في قرارات المحاكم الدولية بينما هي تتحكم بالأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل ما ينبثق عنهما. يتهم القرار الظني المرتقب صدوره من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عناصر غير منضبطة في حزب الله باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري! هل انتهى الأمر هنا؟ السؤال: هل تعمل هذه المجموعة من تلقاء نفسها أم لا؟ طبعاً لن تتهم المحكمة (ومن خلفها أميركا) إسرائيل بتمويل هؤلاء ودعمهم، بل سيعلن أنهم يأتمرون مباشرةً من الحرس الثوري الإيراني الذي سيُتّهَم بالتخطيط لتقويض الأنظمة السنّية المحيطة وتنفيذ مخطط الهلال أو ربما البدر الشيعي وما يتطلبه ذلك من ضرب للمرجعيات السنّية أمثال الرئيس الشهيد الحريري وربما بنازير بوتو أيضاً.
إذاً هذا إعلان حرب من إيران الشيعية على السعودية والسنّة العرب وغير العرب! هنا وقعت الفتنة المنتظرة كالمسيح الدجال!
هل تريد أميركا إحقاق الحق وكشف القتلة، أم ضمان أمن إسرائيل وسرقة النفط وملء آباره بالدماء (إذا لم يختلط النفط السنّي الشيعي، فلتختلط الدماء).
ما الذي يدفع أميركا لإيلاء هذا القدر من العناية لموضوع المحكمة؟ هل هي الديموقراطية (الدامية) التي جلبوها مضرجة إلى العراق؟ هل تبيع السعوديةَ أسلحة بتسعين مليار دولار لتنثر في أجواء الأعياد الوطنية؟ هل التحريض المستمر بدون غاية؟
للأسف، نحن تائهون عن أسباب منعتنا وقوتنا، مشحونون بمذهبية وذهنية القتال على شفير الهاوية، والايام الحبلى بالفتن ستضع لنا الدمار المتطاير فوق رؤوسنا جميعاً. إنها حرب المسلمين الكونية بين السنة والشيعة أجمعين فتستريح إسرائيل في مستقرها أزلية، فيما المتناحرون من حولها يتحلقون إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.ً
إن درء الفتنة يبدأ بالتحصين الداخلي للساحة الإسلامية عبر نبذ وإدانة العنف الطائفي وإلغاء فتاوى التكفير واللوم على ما مضى من ١٤٠٠ سنة، عبر لجان حوار تسعى إلى تضييق الفروقات والخلافات لمنع الدول الطامعة من إيجاد الممر والمستقر لخطتها واهدافها.
نأمل أن لا نصل إلى اللحظة التي تنهار فيها آمالنا من قياديي الأمة ويصبح رهاننا الوحيد على ظهور المسيح الحقيقي أو المهدي المنتظر.
د. جميل محيدلي