القدح الرخيص
نشرت جريدتكم في عددها الصادر بتاريخ الأربعاء 29 كانون الأول الجاري وعلى امتداد صفحتيها الـ22 والـ23 مقالات عن بعض الأحداث التي جدّت في تونس في الأيام الأخيرة، تحت عناوين تعمّدت الإثارة والتشهير، بل وخصصت العنوان الرئيسي لصفحتها الأولى لذلك.
وعملاً بحق الرد نطلب إليكم نشر التوضيحات الآتية:
تونس، المنفتحة على العالم، ليس لها ما تخفيه، وقد أجمع جلّ المراقبين والمتابعين على اعتبار ما جدّ في محافظة «سيدي بوزيد» بتونس من تحركات، يكتسي صبغة اجتماعية بحتة، تتعلق جوهرياً بالحق في الشغل، وخاصةً بالنسبة إلى العاطلين من العمل من حاملي الشهادات العليا.
تلك الأحداث انطلقت بعمل يائس أقدم عليه أحد العاطلين من العمل، ولم تفاجئ القيادة في تونس ضرورة أنّ الحق في الشغل وترجمته عبر وضع آليات وبرامج متعددة، غايتها تكثيف الاستثمارات بالجهات الداخلية، احتل دائماً صدارة الخيارات الاجتماعية والاقتصادية لتونس.
ثم إنّ جريدتكم تعمّدت تجاهل الإجراءات الفورية التي اتخذتها الحكومة التونسية في الساعات الأولى من وقوع الأحداث، وذلك برصد تمويلات إضافية مهمّة لاستيعاب الجزء الأوفر من طلبات الشغل، وشملت تلك الإجراءات جميع المحافظات الداخلية.
تجاهلت صحيفتكم أيضاً المبادرات الصغيرة المعبّرة في رمزيتها وفي إنسانيتها، التي أبرزتها جلّ وسائل الإعلام الدولية، عندما استقبل الرئيس بن علي في القصر الجمهوري عائلات بعض الشبان الذين أقدموا على محاولات يائسة، وأصغى إلى مشاغلها وأحاطها بكامل رعايته.
وإنه لمن الغريب حقاً أن يتحدث مراسلكم من تونس عن «انتفاضة شعبية تونسية»، وعن «ثورة على الكبت السياسي»، وجاء مقاله عبارة عن «مرافعة سياسية ضد السلطة» باعتباره ناشطاً سياسياً في المعارضة، وهذا حق من حقوقه، إلّا أنّ تماديه في إسقاط قناعاته السياسية على عمله الصحافي يمثّل في نظرنا انتهاكاً لأبسط قواعد العمل الصحافي النزيه، الذي ينقل الوقائع بأمانة دون محاولة توظيفها لغايات أصبحت معلومة، وهي محاولة الإساءة والتشهير بصورة بلده وخياراته.
المكتب الإعلامي
لسفارة تونس ببيروت