وصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ضد بلاده والجزائر بأنها «غير مجدية»، وأن التاريخ التركي «خال من الاستعمار».
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك، اليوم، عقده مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، بمدينة لفيف الأوكرانية.

وقبل أيام، زعم الرئيس الفرنسي أنه «كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي» للجزائر.

وقال جاويش أوغلو «إن من الخطأ للغاية إقحام تركيا في هذه النقاشات فتاريخها خال من أي وصمة عار مثل الاستعمار». وأكد أن «مثل هذه الأساليب الرخيصة، غير مجدية في الانتخابات أيضاً»، وتابع: «إذا كان لديه (ماكرون) كلام يخصنا، فنحن نفضل أن يقوله لنا مباشرة بدل الحديث من خلفنا».

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، إن تركيا لاعب دولي مهم جداً ونرتبط معها بـ«علاقات تاريخية عميقة»، واصفاً تصريحات ماكرون، بـ«الخطأ الجسيم».

وعلى هامش الاجتماع الوزاري الثالث بين إيطاليا وأفريقيا في روما، أفاد لعمامرة، في تصريح صحافي، بأن الجزائر وتركيا تمتلكان علاقات تاريخية عميقة وروابط معنوية قوية، وتسعيان إلى تعزيز علاقاتهما المشتركة.

وتابع أن تركيا أسهمت، بشكل مهم في عملية التنمية بالجزائر، خلال السنوات الأخيرة، وأن بلاده تتطلع إلى المزيد من علاقات الشراكة والاستثمارات التركية خلال الأيام المقبلة.

وأردف أن بلاده تدعم إقامة علاقات شراكة نوعية مع تركيا، بحيث تشمل المجالات كافة، معرباً عن تفاؤله بهذا الصدد.

ورداً على سؤال حول تصريحات ماكرون الأخيرة، قال لعمامرة: «مهما كان سبب المشكلة بين فرنسا والجزائر، لا أعتقد أنها ستؤثر في علاقاتنا مع الدول الشقيقة مثل تركيا».

وأضاف لعمامرة أن الجزائر وفرنسا، تمتلكان تاريخاً طويلاً وصعباً ومعقداً، وأن بلاده نجحت في التعامل مع هذا الوضع في كل وقت.

وشدد على أن الجزائر حافظت دوماً على سمعتها وحقوقها وسيادتها أمام فرنسا وأي دولة أخرى.

وتابع: على جميع الدول الشريكة، وبخاصة فرنسا، أن تفهم جيداً أن الجزائر لن تقدم أي تنازلات، ولن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية إطلاقاً.