في محطّته الأخيرة لهذا العام، أتمّ عرّاب "اتفاقات أبراهام"، جاريد كوشنر، بروتوكولات اتفاق التطبيع الرابع لهذا العام بين المغرب وإسرائيل. اتفاقٌ تؤكّد الرباط أنه لا يعدو كونه استئنافاً لعلاقات لم تنقطع يوماً، لكن إخراجها إلى العلن جاء نتيجة مقايضةٍ "لا تعوّض" قضت باعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. أتمّ الوفد الأميركي ــــ الإسرائيلي برئاسة مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، والمستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي مائير بن شبات، أوّل زيارة للمغرب، تضمّنت اجتماعاً مغلقاً مع الملك محمد السادس الذي اعتبر "الاعتراف بمغربية الصحراء والتدابير المعلن عنها لاستئناف آليات التعاون مع إسرائيل تطورات كبرى في سبيل تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي". كذلك، جرى، في خلال الزيارة، توقيع أربع اتفاقيات تعاون بين الرباط وتل أبيب شملت فتح خط جوّي مباشر بينهما من دون تحديد جدوله الزمني بعد، وربط نظاميهما المصرفيَّين، وإحداث تأشيرة سفر للدبلوماسيين. وجاءت هذه الاتفاقيات في أعقاب إعلان المغرب، في العاشر من الشهر الجاري، استئناف علاقاته مع إسرائيل، في موازاة إعلان الرئيس الأميركي المنتهية ولايته الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع "جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب"، "بوليساريو".
بالعودة إلى "المكاسب" المتبادلة، أفاد مسؤول أميركي كان ضمن الوفد، في تصريح صحافي أثناء الرحلة، بأنه يمكن أن يُسمح بتنفيذ "استثمارات بمليارات الدولارات" بين الجانبين، ذلك أن "المغرب بوابة على أفريقيا ولديه استثمارات ضخمة في مجال المناخ". ويطمح الجانب الإسرائيلي إلى إقامة "علاقات دبلوماسية كاملة" مع المغرب بحسب مصادر إسرائيلية، علماً بأن المملكة سبق لها أن أقامت علاقات مع إسرائيل من خلال مكتبَي اتصال عقب التوقيع على "اتفاق أوسلو" عام 1993، لكنها قطعتها رسميّاً إثر الانتفاضة الفلسطينية عام 2000. ومن المقرَّر أن يُعاد فتح مكتَبي الاتصال بموجب الاتفاق الحالي، في غضون الأسبوعين المقبلين، من دون التطرّق إلى رفع مستوى التمثيل إلى درجة التمثيل الدبلوماسي وفتح سفارتين، كما كان الأمر مع الإمارات والبحرين. من جهتها، أعرب نحو ثلاثين حزباً وجمعية مناهضة للتطبيع مع إسرائيل، مِن التيارين اليساري والإسلامي، في بيان، أمس، عن "رفضها لأي زيارة يقوم بها حامي الصهيونية في جرائمها ضدّ الإنسانية في فلسطين جاريد كوشنر لبلادنا، ولتدنيس أرض وطننا المطهرة".

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا