لكلّ دولة من دول التطبيع العربي «مفتاحها». آخر المنضمّين إلى القافلة، «ثمنُه» اعتراف أميركي بسيادته على إقليم لا يزال يؤرّقه ويرفض الانقياد لسلطته. المغرب، الذي تعود العلاقات بينه وبين العدو إلى تسعينيات القرن الماضي، والذي لم يتوانَ عن اتخاذ أيّ خطوة من شأنها إرضاء «السيّد» الأميركي والدائرين في فلكه، يستكمل مسار الانصياع هذا بانخراطه، رسمياً وعلنياً، في عملية التطبيع الجارية على قدم وساق مع إسرائيل. عمليةٌ تحثّ إدارة دونالد ترامب الخطى لتعزيزها وتثبيتها ورفدها بأكبر عدد من «الشركاء» قبيل مغادرة الرئيس المنتهية ولايته البيت الأبيض، بل وربّما تتويجها بـ«الشريك» السعودي، الذي أعاد جاريد كوشنر التأكيد أمس أن «التطبيع الكامل» بينه وبين الجانب الإسرائيلي «أمر حتمي». وفيما يبدو واضحاً أن القادم الجديد إلى البيت الأبيض لن يعمد إلى وضع العصيّ في دواليب التطبيع العربي - الإسرائيلي، الذي يستهدف أولاً وآخراً تصفية القضية الفلسطينية ومحاصرة قوى المقاومة في المنطقة، فإن الأخيرة لربّما تجد فائدة في جلاء الاصطفافات بأوضح صورها، وتخفّف القضية من عبء «الداعمين الأعداء» في الوقت عينه. أمّا السلطة الفلسطينية، التي كانت أمامها فرصة التخلّي عن رهاناتها البائسة، فلا تجد أمامها إلّا التخبّط في مواقف لا تُسمع أحداً