لم يُبدِ أيٌّ من طرفَي القتال استعداداً للتنازل عن شروط وقف إطلاق النار
لكن يبدو أن الرجل لم يغير خطته بعد، بل يستعد للاستمرار فيها بعناد. ففي الأيام الماضية، ظهرت علامات تدل على وصول شحنات أسلحة أكثر تطوراً إلى قوات حفتر، من بينها نشر آليات «المارد» المدرعة، الأردنية الصنع، في جبهات طرابلس. أعقب ذلك تهديد، عبر مجموعات قبلية مسلحة، بخطوات عقابية من قبيل قطع المياه عن طرابلس، واستمرار القصف الليلي عبر طائرات «وينغ لوونغ» المُسيّرة، التي تملكها الإمارات، ما يعني أن المشير الليبي لا يزال مستعداً لمواصلة القتال وقتاً أطول، وأنه ما زال يحظى بالثقة والدعم من حلفائه في مصر والإمارات والسعودية، الذين يخشون سقوطه وضياع أعوام من الجهد لتشييد مشروع سياسي موالٍ لهم في ليبيا.
من جهته، يبدو رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، متمسكاً بشروطه لوقف إطلاق النار. هذا ما بدا في زيارة رسمية لتونس أمس، تمتد يوماً واحداً. وقد استُقبل رسمياً هناك من طرف رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، الذي كرر على مسامعه دعوات التهدئة ووقف إطلاق النار، وضرورة «الإنهاء الفوري للاقتتال بين أبناء الشعب الواحد، والتزام جميع الأطراف التهدئة وضبط النفس وتغليب المصلحة العليا للوطن»، وفق بيان الرئاسة التونسية. والتقى السراج في تونس بعدد من سفراء الدول الإفريقية والعربية، وقدّم إليهم سرديته عن الأحداث، قائلاً إن قواته مستمرة في «مقاومة العدوان بكل قوة، إلى أن تنسحب القوات المعتدية من حيث أتت»، وفق بيان مكتبه الإعلامي.
وفي ضوء انسداد أفق الحل السياسي، تسعى حكومة الوفاق أيضاً إلى تطوير قدراتها العسكرية. فبالإضافة إلى شحنة الأسلحة التي تلقّتها نهاية الأسبوع الماضي من تركيا، والتي تشمل مدرعات ورشاشات وصواريخ مضادة للمدرعات، أعلن الناطق الرسمي باسم عملية «بركان الغضب»، العقيد محمد قنونو، أمس، أن قواته «عززت أنظمة الدفاع الجوي، وصرنا قادرين على إحباط الغارات الليلية».