لمدة 76 ساعة و30 دقيقة بلا انقطاع، ظلّ السباح التونسي، نجيب بلهادي، يسبح في مياه البحر بين صفاقس وجربة، قاطعاً مسافة 120 كيلومتراً. إنجاز «تُحسد» عليه «الخضراء» بعدما أضاف المُسنّ نجمة في سماء بلده، محطّماً رقماً قياسياً جديداً على مستوى العالم!يُدهَش المرء بـ«السيرة البحرية» للتونسي نجيب بلهادي البالغ من العمر 66 عاماً. وقد يتعجّب أكثر حين يكتشف أن السباح العنيد خضع لعملية قلب مفتوح أخيراً، لكنه مع ذلك أصرّ على خوض البحر، سابحاً لنحو أربعة أيام متواصلة، قاطعاً مسافة 120 كيلومتراً. وقد انطلق مطلع الأسبوع الحالي من سواحل محافظة صفاقس جنوب تونس، ليصل أخيراً إلى جزيرة جليج، قرب سواحل جزيرة جربة جنوب شرق العاصمة، ويحطّم برحلته هذه رقماً قياسياً عالمياً جديداً.
بلهادي هو إذاً بطل تونسي وعالمي. وبحسب تصنيف المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة (WOWSA - كاليفورنيا)، فهو مختص بالسباحة في المياه المفتوحة في الحالات القصوى، وماراثونات المياه الباردة (السباحة في مياه حرارتها أقل من 18 درجة مئوية)، والسباحة في المياه شبه المتجمدة (تحت 5 درجات مئوية). وهو مختص أيضاً في مصارعة جر البواخر بالمجهود الذاتي فقط.
وبتحقيق إنجازه الجديد، يصبح بلهادي الأول على مستوى العالم بالنسبة إلى السباحة المتواصلة في المياه المفتوحة، وذلك بعدما كان الرقم العالمي السابق هو 55 ساعة و15 دقيقة، والذي حققه السبّاح السلوفيني، مارتن ستريل.
منسّق فعالية تحطيم الرقم القياسي العالمي، حسّان عبد المولى، أكد أن «فريقاً من المنظمة العالمية للسباحة راقب عملية تحطيم الرقم القياسي العالمي، وأقرّ بفوز السباح التونسي في هذا التحدي».
أمّا المتحدث الإعلامي باسم السبّاح، عربي السوسي، فأوضح لـ«الأخبار» أن «بلهادي بصحة جيّدة، ولكنه يخضع حالياً لفحوص طبية عادية، وسيظل تحت المراقبة الصحية لمدّة 24 ساعة نتيجة المدّة الطويلة التي سبح فيها». وقال: «برغم أن الرياضة التي يمارسها بلهادي ليست رائجة في تونس، إلا أن بلده فخور بالإنجاز الجديد»، مشيراً إلى أن «الوزارات المعنيّة لا تلتفت كثيراً إلى مثل هذا النوع من الرياضة بسبب عدم اهتمام العموم بها وضيق انتشارها... مع ذلك، فقد تكفلت بتأمين الرعاية الصحية وأمور أخرى لدى انتهاء بلهادي من تحديه».
بلهادي الذي تمكّن في عام 1993 من عبور بحر المانش بين بريطانيا وفرنسا، عبّر عن فرحه بالقول «إنني سعيد بالإنجاز الذي حققته، وخصوصاً أنه سبق لي أن خضعت لعملية قلب مفتوح». وأضاف، وفق ما نقلت عنه وكالة «الأناضول»، «قضيت في البحر ما يقرب من 4 أيام متواصلة، من دون أن استعمل أيّ زعانف أو بدلة واقية أو أيّ أقفاص واقية من القروش».
وكان بلهادي قد قطع المسافة بين جزيرتي ديوماد الروسية وديوميد الأميركية، من مضيق البرينغ، الرابط بين منطقة ألاسكا وروسيا، في القطب الشمالي، والتي تقدر بأربعة كيلومترات، في درجة حرارة تصل إلى درجتين تحت الصفر.
كما أنه سحب في تشرين الثاني عام 2015، سفينة تزن 22 طناً، لمسافة 200 متر، خلال 11 دقيقة، في ميناء مرسى القنطاوي السياحي في محافظة سوسة (شرق)، محطّماً بذلك رقماً قياسياً شخصياً.