سنة أخرى سمتها حملات التهديد والوعيد والتخوين والمطالبة بسحب الجنسية والعواصف التي ثارت ضد نجوم سوريا. للعام الثالث على التوالي، عانى هؤلاء النجوم من حملات خرجت في بعض الأماكن عن إطارها الافتراضي وتحولت إلى سلوك إلغائي وقمعي على الأرض. دريد لحام وعابد فهد وباسم ياخور وقصي خولي، وآخرون كانوا ضحايا تلك الحملات.
البداية مع عابد فهد الذي فتح على نفسه أبواب جهنم عندما زار «مخيم الزعتري» للاجئين السوريين، فاعتبرها البعض خطوة لتبييض صفحته مع المعارضة، فيما حاصر سلفيون مكان تصوير مسلسل «سنعود بعد قليل» في بلدة القلمون اللبنانية وطلبوا من الكوميديان السوري دريد لحام المغادرة فوراً. وقد تكرر المشهد في بيروت بسبب مواقف لحام المؤيدة للنظام. وعندما وقف باسم ياخور إلى جانب زميله، تعرّض لحملة من قبل بعض المواقع المعارضة التي طالبت بمنعه من دخول بعض الدول ومحاسبته، فيما اشتعلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لتخوين نجوم مسلسل «الولادة من الخاصرة» (منبر الموتى) لادعائهم بأنّه يفتح الجرح من جديد ويحرّض على الأمن والجيش. ولم يسلم مكسيم خليل من محاولة اعتداء قام بها بعض الشباب المؤيدين للنظام السوري في بيروت على خلفية حديث استفزهم، فحاولوا ضربه. كل ذلك بقي أخف وطأة من الخطف الذي تنتهجه الجماعات المعارضة والاعتقال الذي يمارسه النظام. الأخير أبقى على بعض الفنانين رهن الاعتقال كزكي كورديللو، وابنه مهيار، والسيناريست عدنان الزراعي والمسرحي عمر الجباعي وأبعهم الممثلة ليلى عوض، فيما أطلق سراح التشكيلي يوسف عبدلكي والكاتبين فؤاد حميرة وسامر رضوان والممثلة زينة ظروف بعد اعتقالهم في سجونه لفترات متفاوتة. أما الجماعات المسلحة، فقد أفلتت عازف الناي الشاب محمد فتيان بعد اختطافه، ليظل العنوان المناسب لهذا العام هو الرحيل. إذ أودت جريمة بالكوميديان ياسين بقوش الذي مثِّل بجثته، كذلك رحل الممثلون نضال سيجري، وصباح عبيد، وسليم كلاس، والمنتج أديب خير، والفني أسامة اسبر، والسيناريست عبد النبي حجازي والإعلامي ياسر المالح. وشيّع الفنان أيمن زيدان والده بعد عودته من مصر إلى دمشق. أما النجم جمال سليمان، فقد فجع برحيل والدته وبعدها بأسبوع، رحل والده. وقد عجز سليمان عن مشاركة أهله مراسم الجنازة والعزاء في سوريا بسبب مواقفه المعارضة للنظام رغم تلقيه العزاء من مفتي سوريا الشيخ أحمد حسون. وقد كان هذا العام إشكالياً لنجم «التغريبة الفلسطينة» بعد انضمامه إلى «الإئتلاف السوري» المعارض ثم انسحابه السريع منه. على ضفة مقابلة، لاحقت الشائعات بعض النجوم السوريين وعلى رأسهم جورج وسوف الذي قيل إنه ذهب إلى قطر بنية إطلاق تصريحات ضد النظام قبل أن يخرج ويكذب هذا الخبر، بينما انتشرت صور للنجم سامر المصري قيلت إنّها أثناء مشاركته في أحد المؤتمرات المعارضة، قبل أن يؤكد لنا عدم صدقية الخبر، وتأكد موضوع امتناع السفارة السورية في الإمارات عن تجديد جواز سفره. كذلك، تعرضت نسرين طافش لشائعة مؤذية اتهمتها أنها كانت السبب وراء طلاق زميلتها ديمة الجندي من زوجها المخرج فراس دهني. في مكان مغاير، كان العام بمثابة رقم الحظ للمشتركين السوريين في برامج المواهب، إذ تأهلت المغنية فرح يوسف إلى الحلقة النهائية من برنامج «محبوب العرب» بينما نالت فرقة «سيما» السورية لقب برنامج «للعرب مواهب». كذلك كان العام عام عودة بعض النجوم إلى بلادهم بعد مغادرتها مطلع الأزمة ومنهم كاريس بشار، وأمل عرفة، وجيني اسبر، وأيمن زيدان، وعبد الهادي الصباغ، وعبد المنعم عمايري.