في اليوم المصري المنتظر، كانت مراقبة التعليقات على تويتر كافية لمعرفة التطورات الميدانية في المحافظات المصرية. رغم الانشغالات الكثيرة على الأرض، خلق الصحافيون والناشطون المصريّون وقتاً للتغريد ونقل الأخبار. وكما لعب فايسبوك دور محورياً في اسقاط حسني مبارك، تسلّم تويتر أمس المهمّة واستحوذ على موقع رائد في عملية «استعادة» الثورة المسروقة. بعيداً عن المواطنين الذين غصّت صفحاتهم بالتعليقات والأخبار المباشرة من الساحات ودعا بعضهم إلى ضرورة أن «نعمل follow لبعضنا علشان نبقى على تواصل»، برز نشاط لافت لمجموعة من الناشطين والصحافيين المعروفين رغم قلّة التغريدات بسبب نزول الأغلبية إلى الشوارع كما هي الحال بالنسبة إلى الصحافية رشا عزب. لم يسترح مدير تحرير صحيفة وموقع «اليوم السابع» دندراوي الهواري إطلاقاً أمس، إذ لم تفصل بين تغريداته سوى دقيقة واحدة على أكثر تقدير. نقل الصحافي الذي يعرّف عن نفسه بأنّه «لا ينتمي إلى اي فريق سياسي» الأخبار السياسية والميدانية التي ترد إليه لحظة بلحظة، وهو ما فعله أيضاً عضو مجلس «نقابة الصحافيين المصريين» خالد البلشي ولو بوتيرة أخف. أمّا الصحافي في جريدة «المصري اليوم» إيهاب الزلاقي، فنشر صوراً للتظاهرات في محافظات مختلفة فضلاً عن أخبار ميدانية مثل «ضبط 17 ينتمون للجماعة الإسلامية بالإسكندرية بحوزتهم أسلحة في طريقهم لاعتصام رابعة العدوية» كما توّلى الرد اللاذع على مؤيدي الرئيس الإخواني. فيما شهدنا تعليقات داعمة لتظاهرات «30 يونيو» من قبل المذيعة في التلفزيون المصري بثينة كامل، خصصت الناشطة الشهيرة نوّارة أحمد فؤاد نجم الكثير من وقتها للتحاور مبدية ارتياحها لعدد المتظاهرين في الميدان بعدما تخوّفت من عدم التزام المصريين بوعودهم: «ربنا يجبر خاطركوا يا مصريين زي ما جبرتوا خاطري. بصراحة كنت خايفة تستندلوا معانا النهاردة وتسلمونا للإخوان». علماً أنّ ابنة «الفاجومي» استبدلت صورتها بكاريكاتور ناقد لمرسي رسمته مواطنتها منى عبد الرحمن، كما استبدلت اسمها بعبارة «إثنين وعشرين مليون» في إشارة إلى عدد التواقيع التي جمعتها حملة «تمرّد». أما جوقة المدافعين عن الإخوان (من غير الإخوان)، فتمثّلت في الناقد الرياضي علاء صادق الذي استشرس في مهمّته وهاجم رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس (مالك «أون. تي. في) الذي ردّ عليه بعنف قائلاً: «فشلت في التحكيم رحت تحلّل كرة. مشّوك من كل القنوات، رحت قايل يلا آخر فرصة أطبّل للرئيس. حد يشوفله شغلانة في محطة «مصر 25» علشان يسند خميس» (اللقب الذي أطلقه الإعلامي الساخر باسم يوسف على المذيع في القناة نور الدين عبد الحافظ). وضمن المدافعين عن الاخوان، الصحافية نادية أبو المجد والمؤرّخ مجدي الجوادي الذي يعرّف عن نفسه على تويتر بـ«أبو التاريخ». مهمّة هذه الجوقة تمثّل منذ تولي مرسي الحكم بـ«التشكيك» في مواقف المعارضين. أما أمس، فحاول هؤلاء إقناع الحائرين من الشعب المصري، بعدم النزول إلى الشارع، إذ اعتمد عليهم الإخوان في ذلك بسبب افتقار الجماعة إلى أسماء إعلامية بارزة موالية لها.