النظام المصري «يستنجد» بالإعلام الأجنبي

  • 0
  • ض
  • ض
النظام المصري «يستنجد» بالإعلام الأجنبي
ظهر رئيس الوزراء المصري على شاشة «بي. بي. سي» بعد سنوات من الغياب

بعد سنوات من الفتور، عادت مصر أخيراً لتنفتح على الإعلام الأجنبي. تجلى ذلك في فتح أبواب «منتدى شباب العالم» في نسخته الرابعة قبل أسبوعين أمام المراسلين الأجانب، وطرح رئيس البلاد عبد الفتاح السيسي حواراً مع مراسلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية. بعدها ظهر رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي على شاشة «bbc عربي» ضمن برنامج «بلا قيود»، حيث تحدث عن المشاريع المصرية الداعمة لفئة الشباب وضرورة اشراكهم في العملية السياسية، وراح يبرر لعملية كتم أصواتهم في السابق. ويبدو أنّ هذا الإنفتاح على الإعلام الأجنبي، قد أكد مجدداً فشل القنوات المحلية الموضوعة في الأصل تحت يد المخابرات المصرية، في تقديم صورة يرضى عنها النظام المصري، سيما في ما يتعلق بقضية الحريات والاعتقال التعسفي للناشطين المعارضين داخل المحروسة. هكذا، تغير سلوك مصر تجاه إعلام كانت تخشى منه، وتبدي قلقها حيال ما يبثه من أخبار عنها، الى أن وجدت الحاجة اليوم الى الإنفتاح والترويج لمشاريع السيسي التنموية، وأيضاً، لدحض ما تبثه هذه المنصات من حقائق ووقائع تتعلق بتعاطي الدولة المصرية مع قضايا الحريات والشباب والحياة السياسية. وقد تدرج هذا الإنفتاح بدءاً من تراجع حدة انتقاد الإعلام الأجنبي على وسائل الإعلام المصرية، والتركيز فقط على الهجوم على الإعلام الإخواني، الى جانب الإعتراف بفشل شركات العلاقات العامة التي كانت تهدف الى تحسين صورة مصر في الخارج، والتخفيف من حدة الحملات الإعلامية التي كانت تشنّ من وقت إلى آخر على النظام المصري، بخاصة في قضايا حقوق الإنسان، والضغوط التي مارستها المنظمات الدولية في هذا الخصوص. وبدا واضحاً من خلال حضور كل من السيسي ومدبولي أمام الإعلام الأجنبي، تظهير مدى الاهتمام بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمصريين، في محاولة للتخفيف من ضغوط الإعلام الخارجي، وأيضاً الإيحاء بطرح قضايا يعجز الإعلام المحلي عن مناقشتها كالحريات الإعلامية والمعتقلين، حتى لو صيغت بطريقة لا تضر بصورة النظام بشكل مباشر.

0 تعليق

التعليقات