في مقابل همود الحركة السياسية في الداخل، تنشط حركة وسائل الإعلام المحلية حيال تسجيل المغتربين اللبنانيين المنتشرين حول العالم للمشاركة في الإنتخابات النيابية المقبلة. التسجيل الذي ينتهي في العشرين من الشهر الحالي، على موقع وزارة الخارجية، يلقى تغطية واسعة محلياً، وحثاً لهؤلاء على المشاركة «لإحداث التغيير» كما تردد بعض القنوات اللبنانية، التي انخرطت في هذه الحملات الدعائية. وقد ثبتت في أعلى شاشتها إعلاناً يظهر العدّ العكسي لإنتهاء التسجيل، مرفقاً بلغات أجنبية مختلفة، يدعو الى اقتناص هذه الفرصة للتسجيل و«التغيير». يبدو أن هذه الحملات الإعلامية تلقى أصداء واسعة، مع ارتفاع أعداد المسجلين التي تخصص لها القنوات المحلية حيزاً يومياً للإطلاع على الأرقام ومقارنتها مع عام 2018. الى جانب تسجيل المغتربين، بدأت أمس المؤتمرات الصحافية لبعض الحركات السياسية، المولودة حديثاً، والتي تصنّف نفسها كـ«معارضة» للسلطة. ترافقت هذه المؤتمرات مع نقل مباشر لوقائعها على بعض القنوات اللبنانية. في ما يلي بعض اللقطات التلفزيونية التي واكبت تسجيل المغتربين أمس وولادة ائتلافات وحركات سياسية انتخابية جديدة:
* بدأت lbci، بإيفاد مراسليها الى الخارج وتحديداً الى الأميركيتين، إذ شرع رواد طه أخيراً في التجوال داخل الولايات المتحدة الأميركية. وقد ظهر أمس أيضاً من تورونتو الكندية مع الجالية اللبنانية التي كانت في إحدى الكنائس، وسجلت أسماءها في نهاية القداس، للمشاركة في الإنتخابات النيابية. في الموازاة، ظهرت مراسلة المحطة أمس، من باريس، كريستي ضاهر، لنقل اجواء الجالية اللبنانية في العاصمة الفرنسية، وكيفية مساعدة هؤلاء على التسجيل. ويبدو أن التعويل عال على القارة الأوروبية التي تشهد ارتفاعاً لافتاً في ارقام المسجلين مقاربة بباقي القارات.

* تستكمل mtv، مواكبتها لانتخابات المغتربين، وهذه المرة، حطّ مراسلها الآن درغام في ولاية فلوريدا الأميركية، المكان الذي يضم أقدم الجاليات اللبنانية. أمس، ظهر درغام في تقرير خاص، واستصرح مجموعة من الأطباء المقيمين هناك، والمهاجرين حديثاً الى هذه الولاية أمثال الطبيب النسائي لبيب غلمية، الذي حثّ بدوره على التسجيل «لنعمل الفرق». كما أنهى المعدّ التقرير بوصف الإنتخابات بـ«الإستحقاق المصيري» و«الفرصة الوحيدة للتغيير».

* كان لافتاً أمس، النقل المباشر الذي خصص لإطلاق حركة «إئتلاف الأقضية الأربعة» (شمالنا)، والمقصود فيها أقضية : البترون، زغرتا،بشري، والكورة. حظيت هذه الحركة بمواكبة النقل المباشر التلفزيوني، إضافة الى تخصيص «الجديد» تقريراً ترويجياً عنها. مع تصنيف هذه الحركة نفسها كـ «كتلة اعتراضية» في الشمال، كان لافتاً ما ردده أحد المنضوين تحت لوائها، جو كيروز، والمتعلق بالهجوم على سلاح المقاومة. إذ سأل مرتين وسط تصفيق الحضور: «اي سيادة اليوم في ظل وجود سلاح خارج إطار الجيش»، وقال في مكان آخر من كلمته: «أي سلاح اليوم والمعابر الشرعية فلتانة؟»

*كما بات معلوماً، فإن lbci، تدعم ما يمكن تسميته بـ«القوى التغييرية» التي تصنّف نفسها في خانة المعارضة للسلطة، والحاملة للواء التغيير، هي التي انبثق أغلبها من تظاهرات «17 تشرين». بعد نشرها أرقام المسجلين في بلاد الإغتراب، وتبيان مدى ارتفاعها خلال الأيام السابقة، استضافت المحطة أمس الاستشاري في حركة «كلنا إرادة» علي مراد، الذي وصف الصوت الإغترابي بـ «الحرّ». ولفت الى أن المغترب لديه القدرة على التأثير. وبدا واثقاً، من فكرة التغيير، وصولاً الى قدرة هؤلاء، أي المغتربين على انتخاب رئيس للجمهورية. إذ ردد قائلاً : «بـ 30 نايب منغير المشهد السياسي بالبلد»!