قبل أيام قليلة، أطلقت صحيفة «الجمهورية» خدمة «الجمهورية TV»، في ذكرى محاولة اغتيال مالكها الوزير السابق الياس المر. الخدمة تتضمن بثاً لنشرات اخبارية محلية ودولية، الى جانب تقارير وبرامج منوعة. ففي ظل الأوضاع الإقتصادية الخانقة، تعلن الصحيفة اللبنانية عن توسيع رقعة خدماتها، وافرادها مساحة «للرأي والرأي الآخر»، لكن يبدو أن هذا الشعار الذي استعارته من «الجزيرة» تقوم بتنفيذه بشكل واضح وفاضح أيضاً. لا عتب على الشاشة القطرية، إن أرادت محاورة اسرائيليين بدعوى بأننا بحاجة الى «الرأي الآخر» لمعرفة الحقائق والوقائع، لكن ماذا الذي تفعله «الجمهورية» التي تنضوي تحت القانون اللبناني، المجرّم للترويج للعدو الإسرائيلي؟ من خلال متابعة نشرات عدة في الصحيفة، محلية وأخرى دولية، والتي بالمناسبة تبث بطريقة بدائية، وغير جذابة، تتضح أمامنا، مضامين فاقعة، تتعلق بالترويج للإحتلال، وللتطبيع. إذ كنا أمس، أمام مساحة مخصصة للناطق باسم جيش الإحتلال أفيخاي ادرعي، الذي كررت القناة تهديداته، وهجومه على «حزب الله»، من خلال اتهامه بـ «زرع قنابل موقوتة بين بيوت الناس»، وعدم «اكتراثه» بما يعانيه الناس في ظل الأزمة الإقتصادية الراهنة. وفي نشرة سابقة، أذاعت القناة بأن «اسرائيل تهدد حزب الله»، وراحت تنقل ما يروّج له الإعلام العبري، من «اكتشاف اسرائيل لمواقع في لبنان» سيتم استهدافها، عدا نقلها لخبر بأن الإحتلال وجد على بعد أمتار من مدرسة «عبّا» (النبطية)، أسلحة يستخدمها «حزب الله» في «مخططاته». الى جانب الغوص في الدعاية الحربية الإسرائيلية، والترويج لها، غطت القناة خبر افتتاح السفارة الإماراتية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بكل فقاعة ايضاً، إذ راحت تنقل التصريحات الإسرائيلية من هناك، وتردد بأنه كان «يوماً تاريخياً»، وبأن افتتاح السفارة يعدّ خطوة «لتوسيع دوائر السلام والتطبيع»! فإذا كانت البداية على هذه الشاكلة، من خلال ضخّ مضامين مطبّعة واخرى تنقل ببغائياً تهديدات الإحتلال وسردياته الكاذبة، فماذا ينتظرنا في الأيام القادمة؟.