مع شيوع خبر قفز سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية الى عشرة آلاف ليرة، بدأت التحركات الشعبية الاعتراضية في المناطق، بعيد الساعة الخامسة مساء، مع اقفال طرق رئيسية في العاصمة اللبنانية، وفي مناطق اخرى، شمالاً وبقاعاً وجنوباً. ومع هذه الحركة الاعتراضية الشعبية التي أشعلت الطرقات بالإطارات، وأوصلت صرخات الجوع، بقيت البرمجة معتادة على الشاشات اللبنانية، سيما على تلك التي صنفت نفسها في العام الماضي على أنها قنوات «الثورة». هكذا، كنا أمس، مع قطيعة مع الواقع: شارع ملتهب مقابل مسلسلات درامية تكمل مسارها على الشاشات. وبعد مضي نحو نصف ساعة تقريباً، قررت «الجديد» فتح هوائها من «الرينغ» المكان الذي بدأت منه الإحتجاجات. وبعد ساعة ونصف الساعة، افاقت كل من mtv، وlbci، على أن هناك حركة اعتراضية في الشارع واقفالاً للطرقات، وصرخات تئن جوعاً وعوزاً. كثر حاولوا اسقاط ما حصل أمس، مع ليلة 17 تشرين، التي بدأت أيضاً من «الرينغ»، لكن، الناظر في المشهدين، لا بد من أن يلحظ هذا التغير الحاصل على صعيد التحشيد والدعم للتظاهرات. أمس، كنا مع ما يشبه سهرة تلفزيونية، نقلت لأكثر من 3 ساعات تصريحات عشوائية للمتظاهرين، وراحت تسأل عن أسباب النزول الى الشارع، وعن خطورة التجمهر في عصر كورونا. المشهد «التشريني» السابق أراد وقتها صناعة حدث فوق الواقع، والذهاب أبعد من التظاهرات وفرض أجندات سياسية. هذه المرة، اكتفي باستصراحات غاضبة، مع وقوف أغلبية هذه القنوات على مسافة مما حدث. لكن اللافت هنا، ما اقدمت عليه lbci، في نشراتها الإخبارية، مع فتحها الهواء لمصرفيين أمثال مروان خير الدين، ورئيس مجلس ادارة مصرف FFA، جان رياشي، للوقوف على انهيار الليرة اللبنانية وكيفية الإنقاذ! هكذا، ومع تفاقم الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية التي وصلت اليها البلاد، واختلاف الظروف الراهنة، التي تأخذنا، الى صلب هذه الأزمة المتمثلة بالمنظومة المصرفية وحاكمية مصرف لبنان، يتخذ الأداء الإعلامي مساراً مغايراً، مع عجزه هذه المرة عن تسييس هذه الأزمة، وأيضاً، عن ادانة هذه المنظومة المصرفية.